الجمعة، 04 مارس 2022 - 10:34 م

انطلقت أمس - الجمعة - الدورة الحادية عشرة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، مودعا مرحلة الطفولة ليصبح صبيا يافعا محتلا مكانة المتميز وسط المهرجانات النوعية والمتخصصة فى القارة السمراء.

أحد عشر عاما استطاعت ادارة المهرجان بقيادة السيناريست سيد فؤاد والمخرجة عزة الحسينى أن تنجو به من أمواج متلاطمة وعقبات كثيرة حتى وصلا به الى مرحلة الصبا، ولديهما عزم واصرار على استكمال مسيرة المهرجان فى السنوات القادمة ليصبح صوتا مصريا مسموعا فى القارة السمراء.

لقد شهدت بنفسى ولادة هذا المهرجان، منذ أن كان مجرد فكرة فى أذهان صُناعه، شهدت رحلة العذاب التى تعيشها ادارته لخروج كل دوره للنور، رحلة تتمثل فى طرق الأبواب والدخول فى معارك سنوية من أجل استكمال ميزانية المهرجان، فالجنيهات القليلة التى تقدمها وزارة الثقافة وبعض الوزارات المعنية لا تسمن ولا تغنى من جوع ولا يمكن ان تكفى لصناعة مهرجان بحجم واهمية «الأقصر الإفريقى» فى ظل الارتفاع المتزايد سنويا فى أسعار الإقامة فى الفنادق وتذاكر الطيران وتكاليف استقطاب الأفلام الجديدة وغيرها، والغريب رغم الارتفاع الكبير فى قيمة العناصر السابقة وبدلا من المطالبة بزيادة الدعم السنوى، نجد اللجنة العليا للمهرجانات بوزارة الثقافة تطالب القائمين على المهرجان بتخفيض الميزانية السنوية للمهرجان وبالتالى تخفيض قيمة الدعم الممنوح من الوزارات المختلفة ليصل الى 20 %  من ميزانية المهرجان، وهذا يهدد جودة وقيمة الفعاليات التى يقدمها المهرجان سواء لخدمة الثقافة السينمائية فى مدينة محرومة تماما من السينما فـ«الأقصر» لا يوجد بها دار عرض سينما والمهرجان بالنسبة لأهلها فرصة لمشاهدة الافلام ومتابعة الفعاليات المختلفة، كما أن هذا التخفيض لا يتناسب من أهمية المهرجان كأحد عناصر الأمن القومى المصرى فى علاقته بالعمق الإفريقى، ففى الوقت الذى تعمل الدولة المصرية على تأكيد تواجدها فى القارة السمراء من خلال وزارات ومؤسسات رسمية تنفق الملايين نجد حالة من التجاهل للدور الذى يلعبه المهرجان فى دعم الأمن القومى المصرى فى إفريقيا.

لقد آن الأوان ان تتعامل الدولة ممثلة فى الوزارات المعنية «الخارجية والثقافة والسياحة والاثار والطيران والشباب» مع المهرجان باعتباره إحدى أذرع القوى الناعمة المصرية فى افريقيا، كما انه آن الأوان ان يتم اعتماد ميزانية سنوية ثابتة للمهرجان من وزارة المالية اعتمادا على الدور الذى يلعبه المهرجان فى افريقيا.