أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

أزمة أوكرانيا.. حقائق كاشفة

أسامة عجاج

الثلاثاء، 08 مارس 2022 - 06:18 م

بعيدا عن «جلد الذات»، فإن أزمة أوكرانيا كاشفة عن حقائق، تم ترسيخها على مدى الحقب الماضية، على الصعيد العربى، ونتوقف عند اثنتين من تلك الحقائق، أولها، أن مقارنة مواقف الغرب وفى القلب منه أمريكا تجاه الأزمة الأوكرانية، والملفات العربية المفتوحة والصراعات المتفاقمة، نكتشف حقيقة وضع المنطقة العربية فى آخر سلم أولويات اهتمامات الغرب، تميزت تحركاته فى الأولى، بالسرعة والفاعلية الإيجابية، باتجاه إنهاء النزاع، دون انتصار موسكو، وتزويد الجيش الأوكرانى بالمعدات والأسلحة، والتى تعينه على الصمود، مع فرض عقوبات مؤذية لروسيا وحصارها واستنزافها، إذا طالت المواجهات، وفى الثانية، تجاه القضايا العربية فإن الغرب يقوم، (بإدارة الأزمات العربية دون السعى إلى حلها)، وبعضها يمثل ساحة صراع ومنافسة مع روسيا، إذا رصدنا ما يحدث على صعيد الملف الفلسطينى، حيث تسير القضية عبر عقود، من السيئ إلى الأسوأ، حيث غياب أى إرادة سياسية لتنفيذ القرارات الدولية، أو الضغط على إسرائيل، مع إهدار لحقوق الشعب الفلسطينى، ودعم فاضح للاحتلال الإسرائيلى، وفى الملف السورى الذى يشهد تدخلا روسيا واضحا لدعم الحكومة السورية منذ عام ٢٠١٥، وكانت صاحبة الفضل الأكبر فى بقائه، أما فى ليبيا، فإن هدف واشنطن ليس العمل على فرض الاستقرار، بقدر وقف التوغل الروسى، والسعى إلى طرد قوات الفاجنر الروسية غير الرسمية. 


أما الحقيقة الثانية، فإن الأزمة عززت وكشفت عن قيمة وقدرة دول الجوار العربى، على المناورة والتأثير، فى انتظار (توابع الزلزال)، ونتوقف هنا عند مواقف إسرائيل، التى تبدو فى المقدمة، بل دخلت على خط الوساطة بين أطراف الصراع روسيا وأوكرانيا وعواصم غربية، أما تركيا فبحكم الجوار الجغرافى، تنشط للحفاظ على مصالحها، وتسعى لإنجاح استراتيجية التوازن الدقيق بين كافة الأطراف، أما إيران فرغم دعمها لروسيا، إلا أنها أبدت مخاوفها من قدرة موسكو، على تعطيل الاتفاق النووى مع الغرب، الذى وصل إلى مراحل متقدمة، خاصة أن موسكو أعلنت على لسان وزير خارجيتها سيرجى لافروف، أنها ومعها الصين، تريد ضمانات مكتوبة، بأن لا تسرى العقوبات المفروضة عليها، على تجارتها وتعاونها الاقتصادى مع طهران، بعد رفع العقوبات، خاصة أن موسكو تحاول استثمار اتفاقياتها مع إيران، وتحويلها كمنفذ مالى واقتصادى للالتفاف على العقوبات..

دول الجوار تتحرك للحفاظ على مصالحها، بينما نحن فى المنطقة العربية ارتضينا بدور «المفعول به».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة