الشيخ عبد الحميد الأطرش
الشيخ عبد الحميد الأطرش


الشيخ عبد الحميد الأطرش: «الاستغناء والاستبدال للتغلب على ارتفاع الأسعار»

سنية عباس

الخميس، 10 مارس 2022 - 08:08 م

كشفت بيانات الإنفاق للجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء، أن 85% من الأسر المصرية يتغير نمطها الاستهلاكى فى شهر شعبان استعدادا لشهر رمضان المبارك، فتتصاعد فاتورة استهلاك المصريين وهو الأمر الذى تشهده الأسواق حاليا رغم موجات الغلاء التى نعيشها فى مختلف القطاعات الغذائية لتكون هذه الأيام فترة استهلاك ذهبية للتجار لا ينافسها موسم آخر.

هذا الاستعداد الذى لا يتناسب مع المقصد الحقيقى لصيام شهر رمضان المبارك، يتحدث عنه الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، قائلا: "لنجعل بيوتنا فى شهر شعبان مكسبا للتدريب على التربية الاستهلاكية الصحيحة لنتجاوز الإفراط والتفريط فى بركة أيام رمضان".

ويقول الأطرش: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو: (اللهم بارك لنا فى شعبان وبلغنا رمضان)، فهو الشهر الذى ترفع فيه أعمال العباد طول العام إلى رب العالمين، ولمن ينظر إلى شهر رمضان أنه شهر أكل وشرب وإسراف وتبذير أقول: لم يأمر الإسلام بذلك قال تعالى: «إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين».

وأضاف: "الاقتصاد نصف المعيشة قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما عال من اقتصد) أي: ما افتقر من لا يسرف في الإنفاق ولا يقتر، ومن مقاصد الصيام حينما يجوع الصائم يشعر بمرارة جوع الفقراء والمحتاجين ولذلك حذرنا الإسلام من الترف سبب فساد الأمم ولقد أدرك الصحابة رضوان الله عليهم خطورته بعد أن اتسعت موارد الدولة الإسلامية فكانوا يتعاهدون بعضهم البعض بالنصيحة، وعندما دخل عمر بن الخطاب رضى الله عنه على ابنته حفصة رضى الله عنها فقدمت إليه مرقا وصبت عليه زيتا فقال: إدامان فى إناء واحد؟! لا آكله حتى ألقى الله عز وجل".

ويضيف: "ثقافة الاستهلاك تعرف بأنها أسلوب حياة، وفي رمضان تتمحور حول شراء المواد الغذائية بمبالغة، وللحد من الإفراط فيها دور على الفرد بتحضير قوائم الطعام اللازمة وفق الضروريات كما ونوعا فصفة استهلاك المسلم الكفاية لا التبذير من باب السعى لمرضاة الله وشكر نعمه وفرصة سنوية للتعرف على قائمة النفقات الواجبة وقائمة السلع المستبعدة وترتيب الأولويات، وللحكومات دور بزيادة الوعى العام حول الاستهلاك المفرط وبالتالى تقليل الفائض منه، والدعوة إلى التوسع فى إنشاء بنوك الطعام لتوزيعها على المحتاجين فتتخلص بيوتنا من القيم الاستهلاكية الضارة التى تضيع موارد الأسرة وتصطدم مع بعض معانى الصوم الصحيحة ومنها الإمساك عن شهوة البطن وبالمعنى الاقتصادى ترشيد الإنفاق، والتذكير بأن اختصار وجبات الطعام اليومية فى شهر رمضان من ثلاث وجبات إلى وجبتين فرصة طيبة لخفض مستوى الاستهلاك وإراحة الأبدان من أمراض التخمة".

ويتابع: "للتعايش مع غلاء الأسعار ثقافة أوصانا بها الإسلام ففى زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه جاءوا إليه يشكون غلاء اللحم وطلبوا أن يسعره لهم فقال: أرخصوه أنتم، فقالوا كيف وهو ليس فى أيدينا؟ فقال قولته الرائعة: اتركوه لهم. ولعلى بن أبى طالب رضى الله عنه نظرية أخرى فى ثقافة الغلاء وهى استبدالها بسلعة أخرى فحين غلا الزبيب بمكة أرخصوه بالتمر الأقل سعرا فقل الطلب على الزبيب فرخص، فليغتنم المسلم شهر رمضان ويتعلم الادخار والتنظيم والصبر فهو شهر منحة ومنة من الله عز وجل لعباده وفى أول ليلة من الشهر ينظر الله تعالى إلى الصائمين نظرة عطف ورحمة ومن نظر الله إليه لا يعذبه أبدا".

 

 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة