رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

«لأن التعليم عندنا تعبان»

رفعت فياض

الجمعة، 11 مارس 2022 - 05:55 م

بهذه الجملة لخص الرئيس عبد الفتاح السيسى « مخرجات التعليم» عندنا عندما تحدث عن المسابقة التى أعدتها الدولة لاختيار عدد من الخريجين من كليات الهندسة والحاسبات لإعدادهم كمبرمجين من خلال برامج تدريبية كانت الدولة ستنفق عليها مايقرب من 30 ألف دولار على الخريج الواحد نظرا لحاجتنا لهذه النوعية من المبرمجين فى مختلف أنشطة الدولة ونظرا لندرة هذه النوعية من المبرمجين فى سوق العمل العربى والعالمى أيضا وبالتالى ستكون مثل هذه النوعية مثل معدن الذهب فى سوق المعادن النفيسة ـ
 إلا أن نتيجة الاختيار كما ذكر الرئيس عندما لم ينجح فى هذه المسابقة سوى 111 خريجا فقط من بين 300 ألف خريج !!

هذه الواقعة لخص فيها الرئيس واقع التعليم فى مصر حاليا خاصة عندما أشار إلى تخريج مئات الآلاف من الخريجين فى تخصصات معظمها نظرى للأسف، والمجتمع ليس فى حاجة إليها أيضا، بعد أن وصلت الثقافة المجتمعية عندنا بأن يحصل الشاب أو الفتاة على شهادة والسلام، وأن يلتحق بأى كلية تتفق ومجموعه فقط دون الاهتمام بمدى احتياج المجتمع لتخصص هذه الكلية من عدمه، وهذا مانلمسه فى تخريج مئات الآلاف من خريجى كليات الحقوق والآداب والتجارة والخدمة الإجتماعية والتربية وغيرها، مما يرفع من نسبة البطالة أيضا فى المجتمع، ولايهتم المجلس الأعلى للجامعات على سبيل المثال للأسف عند توزيع أعداد المقبولين بكل كلية سوى بمحاولة استيعاب أعداد الناجحين فى الثانوية العامة كل عام بأى شكل دون وجود دراسة واحدة أمام أعضاء المجلس تؤكد مدى الحاجة لنا فى تخصصات كل قطاع، يحدث هذا لأنه لايوجد لدينا مثل هذه الدراسات منذ أيام الفراعنة وحتى الآن.

ولذلك يتم توزيع الطلاب عشوائيا على مختلف الكليات، ولأن المهم أمام المسئول المختص أن يقول أمام الرأى العام أن هناك مكانا بالجامعات لكل طالب ناجح فى الثانوية العامة !!

وهنا  يأتى السؤال : ماهو الحل ؟ وكيف نساعد الرئيس عندما أكد فى إشارته لهذا الوضع السيئ لواقع التعليم إن هذا لن يثنيه على الإستمرار قدما فى إصلاح واقع التعليم مهما كلفه هذا من جهد ومال ؟

أرى أننا لابد أن نقوم من الآن بالعمل على ترغيب الطلاب وهم فى مراحل التعليم الأولى من أهمية الالتحاق بالتخصصات العلمية التطبيقية والابتعاد بقدر الإمكان عن الإتجاه للتخصصات النظرية حتى نزيد من قناعته بذلك، ويكون التحاقهم بالقسم العلمى عن إقتناع، ولابد أن نعدل من نظام توزيع طلاب الثانوى العام من البداية لنزيد من أعداد المقبولين بالقسم العلمى خاصة أن وزارة التربية والتعليم تسعى حاليا إلى توحيد هذا القسم ليكون شعبة واحدة وهى القسم العلمى فى الثانوية العامة بدلا من شعبتين حاليا « علمى علوم وعلمى رياضة»، وأن نعمل جاهدين أيضا فى زيادة عدد الكليات التطبيقية والتخصصات الدقيقة التى ظهرت الآن فى سوق العمل وستظهر فى المستقبل القريب بشرط توفير إمكانات هذه الكليات والتخصصات المادية والبشرية حتى لاتكون هذه الكليات بمثابة أعداد على الورق فقط دون مضمون جيد لمخرجاتها.

وأن نوقف مؤقتا الدراسات العليا فى التخصصات النظرية بجميع هذه الكليات التى أصبحت متخمة برسائل من الماجستير والدكتوراة لاقيمة لها من الناحية العلمية، وأصبحت توضع على الأرفف فقط لأن الهدف منها فقط هو الترقى أو الحصول على الدرجة للوجاهة الاجتماعية خاصة لمن يحصلون عليها من خارج الجامعات، وأن نتوسع فى الدراسات العليا فى التخصصات العلمية التطبيقية التى ترتبط بحل مشكلات مجتمعية نعيشها نحن على أرض الواقع حتى نساهم فى حل مثل هذه المشكلات، وهذا هو الدور الأساسى للبحث العلمى فى أى مكان فى العالم وليس عندنا فقط .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة