سارة الذهبى
سارة الذهبى


يوميات الاخبار

الهروبُ الكبير

الأخبار

السبت، 12 مارس 2022 - 08:02 م

سارة الذهبى

الحب مش هيبقى كلمة بحبك زى زمان.. بقى طبطبة بإيد شقيت وتعبت ونظرة تفاهم من غير كلام

بنهرب من اللى خايفين نواجهه بحركة ناصحة أوي!
ألا وهى النوم!
بنهرب من اللى واجعنا ومزعلنا بإننا ندفس راسنا فى المخدة زى ما النعامة بتدفن راسها فى الرمل.. وإحنا عارفين إننا مش هننام ولا هيغمضلنا جفن!
بنهرب من وحدتنا، وإن مفيش حد بقى يهمه يرفع علينا سماعة التليفون أو يسأل علينا مهما طال غيابنا بإننا نعمل نفسنا نايمين فقال كد يعنى مش هنحس بالوحدة ولا هنزعل ان محدش بيعبّرنا !
بنهرب من القرارات المصيرية اللى المفروض نحسمها بإننا ننام فنأجلها يوم ورا يوم...
ولما حد بيزعلنا او ييجى علينا بدل ما نواجهه وناخد حقنا بنقفل على نفسنا ونوهم نفسنا اننا محتاجين ننام والموضوع هيخلص..
النوم ما هو الا هروب وقلة حيلة وخوف من المواجهة وللأسف دلوقتى كتير بنسمع عن شباب ناموا وهما زعلانين واتوفوا ومقاموش تانى !
كل الأطباء النفسيين بيحذروا من النوم والشخص حزين لإنه ممكن يسبب سكتة قلبية لا قدّر الله ممكن تؤدى للوفاة !
ما تستهونوش بالحزن اللى بيتراكم ويعشش فى القلوب..
ما تفتكروش ان النوم هو الحل !
كل الأمراض المناعية المنتشرة دلوقتى اللى زمان مكناش بنسمع عنها سببها الرئيسى الزعل والتوتر والحزن..
معظم حالات الكانسر ربنا يعافى الجميع سببها حزن طويل أو حالة نفسية سيئة ..
معظم أمراض القلب بسبب حزن وقلق وتوتر..
كمية الشباب اللى بيعانوا من الاكتئاب والأمراض النفسية المزمنة وصلوا لكده لإنهم تشبّعوا بمشاعر سلبية وخزّنوها جواهم وملقوش متنفس يفرغوا فيه فكتموا جواهم ومرضوا وكرهوا الحياة!
لو فاكر انك وانت عامل نفسك نايم هتعرف تضحك على جهازك المناعى وجهازك العصبى فإنت غلطان..
مناعتك هتفضحك..
انزيماتك هتفضحك...
قولونك العصبى هيفضحك..
الأرق والتوتر هيفضحوك..
جسمك أذكى منك وبيعمل رد فعل لكل احساس بتكتمه جواك ولكل حزن بتداريه..
فالنوم هو أغبى طريقة بنضحك بيها على نفسنا عشان نحس إن يومنا انتهى وإن الحاجة اللى تعبانا هتنتهى وهتسيبنا فى حالنا لو غمضنا عنينا زى الطفل الصغير الى مبيكونش عايز يروح المدرسة الصبح فا بيغمض عينه بالعافية قال يعنى كده رايح فى النوم وكل تفاصيل وشه وجسمه فاضحاه ..وفى الآخر بتقوم أمه جيباه من قفاه وبتلبسه عشان ينزل..
ومن كتر ما الحزن أثره سلبى على الانسان فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام تعوّذ من الهم والحزن..
لما تتضايق من أى حاجة واجهها.. دوّر لها على حل..
لو شخص بيضايقك وقفه عند حده متسمحلوش يضر بنفسيتك وبسلامك الداخلي..
ولو استمر فى انه سبب لضيقك وحزنك خرّجه من حياتك لإنه بيمتص طاقتك وبيطفى روحك...
فى شخصيات سامة كتير ممكن تقابلهم فى حياتك، منهم اللى بيتغذى على ايذاء مشاعر الغير واللى بيتلذذ انه يشوف غيره متضايق ومش مرتاح وكل دول شخصيات غير سوية بس بينكروا ده ودورك ان يكون عندك الوعى الكافى عشان تبعد عنهم قبل ما يأذوك..
النوم وسيلة للراحة مش للهروب..
اعمل كل اللى تقدر عليه عشان تحافظ على راحة بالك لإنها من أغلى النعم...
المكان اللى بيرهقك سيبه..
الشغل اللى بيحبطك وبتيجى على نفسك فيه دوّر على غيره... لو فى كلام جواك قوله وعبّر عن اللى بتحسه عشان التراكم آخرته الانفجار...
لو محتاج مساعدة من مختص عشان حاسس انك فقدت احساسك بالحياة وحاسس ان حياتك متساوية مع موتك يبقى لازم تتحرك وتطلب مساعدة لإن أفكارك دى خطر عليك قبل ما تكون خطر على اللى حوليك..
الحزن مش عيب ولا غلط ولا حرام..
لو عدّيت بابتلاء صعب ومش عارف تتجاوزه فمن حقك تزعل وتاخد وقتك لكن لو لقيت الموضوع خرج عن سيطرتك استشير أهل العلم مع انى عارفة ان ثقافة الطب النفسى بعافية شوية عندنا فى مصر ومجتمعاتنا العربية..
بالبلدى كده فى حالات بتحتاج أدوية لإن كيمياء المخ بتكون محتاجة تتظبط ...بيكون فى نفص وخلل فى هرمونات هى اللى بتسبب الاحساس بالسعادة والراحة وساعتها الأدوية بتكون ضرورة ...
الخلاصة انا مش عايزاك تهرب...عايزاك تواجه...
انت مش ضعيف..
انت بس شخص حساس بزيادة والدنيا بقت صعبة بزيادة..
والصدمات بقت بتنزل ترّف على الناس ورا بعض فعادى نحس باختلال فى توازننا فى بعض الأوقات وعادى اننا نحزن ونزعل بس مش العادى اننا ندّمر صحتنا بسبب الزعل أو اننا مبنحسش ان لحياتنا قيمة أو ندفن نفسنا فى أوضتنا عشان خايفين من الحياة والناس.. أرجوك واجه وما تستسلمش لحزنك..
أصل الحكاية
هتمرّ الأيام وييجى وقت مش هتلاقوا قدامكوا غير بعض..
مش هتلاقوا دوشة حوليكم الا صوت التلفزيون أو الراديو
وصوته وهو بيقرأ الجرنان جنبك وصوت التلفزيون العالى اللى بيحسسكم ان لسه فى حِس فى البيت..
هتصحوا على صوت كحة حد فيكم بدل ما كنتوا بتصحوا على صوت حد من الولاد بيهمس فى ودانكم بالليل عشان خايف ينام فى الأوضة لوحده وعايز يدفس نفسه فى حضنكم ..
هتلاقوا فجأة الشقة اللى كانت كل أنوارها مولعة وصوت الدوشة طالع من كل أوضة فيها؛ هادية ومفيهاش الا نور أوضتكم اللى مفتوح...
ولادكم كبروا خلاص وكل واحد هيبقى فى الموال بتاعه، اللى بقى فى بيته واللى مشغول فى حياته ومطحون فى شغله واللى مسافر عشان يبنى مستقبله والى هاجرت مع جوزها وبتشوفوها كل كام سنة مرة..
هتبصوا حوليكم مش هتلاقوا حد قاعد عى الكنبة اللى مكانتش بتكفيكوا وكنتوا بتتخانقوا مين يقعد عليها انتو والا الولاد!
حتى الكرسى بتاعك اللى كانوا بيغلّسوا عليكى وبيقعدوا عليه هتلاقيه فاضى وبارد ومستنيكى بالتراب اللى عليه..
هتتحول نقاشات مذاكرة الولاد وطلبات البيت والمدارس وتجهيز البنات لحوار بسيط بينكو، «اتطمنتى على الولاد النهارده... ابنك طمنك إنه وصل بالسلامة... حفيدى خفّ من البرد اللى كان عنده؟»..
و بعدها هتعملولكم كوبايتين شاى وتشربوهم سوا والدنيا هس هس...
السُفرة اللى كانت بيتعمل عليها تلات أربع أصناف عشان كل واحد فى الولاد نفسه ياكل حاجة بقى بيتحط عليها طبقين بالعدد وبقيتو بتتنشقوا على اليوم اللى تتجمعوا فيه مع الولاد عشان تتلموا تانى وتقعدوا تاكلوا زى زمان..
صوت الدوشة والجرى الصريخ والضحك هيتقلب لهدوء ساقع مفيهوش دفا..
هتعدّى أيام محدش هيرن عليكو جرس الباب بعد ما كان زمان قرب يتحرق من كتر الرن! فاكرين خناقاتكم زمان مع العيال عشان يشيلوا ايديهم من على الجرس وهما راجعين من المدرسة والزّفة اللى كانوا بيعملوها وهما طالعين على السلم..
هتمر أيام مش هتلاقوا حد بيسأل عليكم الا بتليفون عشان كل واحد من ولادكم داير فى ساقية..
بس هتلاقى مراتك هى اللى بتناولك الدوا لما بتتعب وهتلاقى جوزك هو اللى بيحلف عليكى عشان تنزلوا للدكتور عشان صحتك مش عجباه وعايز يتطمن عليكي..
لما تقرروا تنزلوا حتة هتروحوها سوا..
مش هيبقى فيه صراع إنت مع صحابك وسايبنى والكلام اللى ياما اتخانقتوا عليه زمان.. إيدك هتسند عى إيده وإيده هتسند عى إيدك مش مجرد مسكة إيد من بتوع الخطوبة زمان.. لأ..دى مسكة عشم وحب وسند وإقرار بعشرة سنين خلت كل واحد فيكم مسنود بالقوى على التانى ..من غير ما يخاف انه تقيل عليه..
هتلاقى نقاشكم بقى أهدي..
كلامكم بقى واحد..
رأيك بقى شبه رأيه عشان طبّعتوا على بعض وحفظتوا ردود أفعال بعض صم ..
بقيتى شبهه وبقى شبهك..
الحب مش هيبقى كلمة بحبك زى زمان.. بقى طبطبة بإيد شقيت وتعبت ونظرة تفاهم من غير كلام.. ودفاع مستميت عن تصرفات بعض مع إن زمان كنتوا بتحاربوا مين فيكم الصح ومين الغلط..
هتفتكروا مواقف كتير وقفتوا فيها جنب بعض زمان وبسببها انتوا متطمنين سوا لحد دلوقتي..
السنين هتجرى وهييجى اليوم اللى هترجعوا فيه لوحدكوا سوا زى اليوم اللى بدأتوا فيه حياتكم سوا، بس الفرق إن دلوقتى بقيتوا حافظين كرمشة إيد بعض وتجاعيد وش بعض، واللى بينكم بقى أقوى بكتير من أى حب بدأتوا بيه حياتكم... لإن اللى بينكم دلوقتى عِشرة وعمر بحاله قضيتوه سوا مش حب بس...

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة