مـصــروف الـبــيـت يــدخــــل فــى «حســـــــــــــبــــة بـــــرمـــة»!
مـصــروف الـبــيـت يــدخــــل فــى «حســـــــــــــبــــة بـــــرمـــة»!


قدرة المصريين على التكيف مع الأزمات مبــــــــــــهرة.. والزيادة السكانية «تلتهم» ثمار التنمية

إحصاءات: حجم إنفاق المصريين على الطعام والشراب 62 مليار جنيه كل شهر

الأخبار

السبت، 12 مارس 2022 - 10:53 م

صداع مزمن اخر كل شهر.. مصاريف البيت وتقسيم الميزانية حسب الأولوية، ورقة وقلم وحساب لا ينتهى، تبدأ من رحلة البحث لتوفير القوت اليومى وتنتهى باحتياجات البيت الأساسية من السلع الغذائية والفاكهة والخضار والدروس الخصوصية ولا ننسى تدبير ميزانية خاصة للملابس الصيفية والشتوية.


عاشت «الاخبار» تجربة كاملة مع الأسر المصرية وفك شفرة تقسيم الميزانية، حيث يبدأ الشهر بحسبة وينتهى بحسبة وديون وجمعيات تنتهى من إحداها لتنضم للأخرى.
كشفت إحصاءات رسمية صادرة عن الجهات الحكومية وصول حجم إنفاق المصريين على الطعام والشراب إلى ما قيمته 62 مليار جنيه كل شهر.


تحدثنا مع أسر مصرية لشرح أساليب طوق النجاة والترشيد فى تقسيم المرتب حسب الأولوية.. فى البداية يقول أحمد عبد الكريم موظف يعول اسرة مكونة من ستة افراد ان تقسيم المرتب يبدأ بتحديد الأهمية والأولوية فى بداية كل شهر لابد من وضع خطة معينة لتحديد أوجه الإنفاق لمصروفات كل أفراد الأسرة، فليس كل ما نريده نستطيع شراءه.

ولكن نحتاج إلى شراء كل ما لا يمكن الاستغناء عنه مثل «السلع الغذائية والدواجن واللحوم وفاكهة وخضار» بتكلفة 2500 جنيه شهريا ومصاريف المواصلات 600 جنيه للفرد داخل الاسرة بعد ذلك ندفع فواتير الكهرباء والمياه والغاز ومصاريف المدرسة والدروس الخصوصية، موضحا ان الاسرة تحتاج 6000 جنيه فى الشهر حتى تعيش حياة اقل من المتوسط.


موضحا أنه يجب على الشباب السعى دائما إلى تحسين الوضع المادى بالعمل الإضافى والإصرار على النجاح ولا مانع من مساعدة المرأة لزوجها.
أضاف عبد الكريم: أنا فخور جدا بتطوير مصر الحضارى وبالطرق الجديدة وبدعم إسكان الشباب وننتظر وقف جشع التجار وتخفيض الأسعار.


 تقول شيماء عبد الحميد موظفة تعول بنتين فى مراحل عمرية مختلفة ان المصروفات الثابتة يأتى ايجار المسكن فى المرتبة الأولى، فهناك من يمتلك منزلًا يجمعه بأسرته بخلاف آخر لم يستطع شراء شقة فيتجه للإيجار الجديد الذى يتراوح  بين 700 الى 1000 جنيه فى المناطق الشعبية، فى المرتبة الثانية خدمات من بينها الكهرباء 150 جنيها والغاز 30 جنيها بعد الزيادة الأخيرة والمياه 50 جنيها  ثم العلاج فأقل كشف بعيادة خاصة حاليا 80 جنيها وحد أدنى لصرف الروشتة 100 جنيه، اما الطعام والمشروبات فتأتى ضمن المتطلبات الأهم فى  احتياجات تكلفة الفطار والعشاء بنحو 30 جنيها والغداء 60 جنيهًا يوميا على افتراض تناولنا للحوم بمتوسط 80 جنيهًا يوميا، مشيرة الى ان المصروفات غير الضرورية مثل الملابس يتم شراؤها فى الأعياد فقط بالإضافة لمصاريف الحضانة التى ارتفعت فى الفترة الأخيرة ووصلت تكلفة الطفل الى 800 جنيه فى الشهر.


وأوضحت شيماء انها تتحمل المسئولية بمفردها وحاولت اكثر من مرة التقديم فى الإسكان الاجتماعى ولكن الميزانية لا تكفى.
أضاف إبراهيم حسن بائع ويعول طفال وفى انتظار طفل اخر: هناك مصروفات خاصة  للعلاج نظرا لمرض الأطفال المستمر، وحفاضات والتى يصل سعرها الى 75 جنيها، وبحسابات دقيقة نحتاج 6000 جنيه فى الشهر، ومع حسابات المصروفات الشهرية الأساسية من مأكل ومسكن وعلاج ومواصلات واتصالات وخدمات وتنقلات قائلا احنا عايشين «بالستر والجمعيات».


اما أسيل محمد دكتورة بيطرية تعول اسرة مكونة من طفلين فتقول ان ميزانية متوسطة للطعام بشكل عام «مش باصرف أقل من 2500 جنيه شهرياً على الطعام فقط وبيكفوا بالعافية، فعدد أفراد أسرتى ثلاثة وطبعاً فى رمضان المبلغ بيتضاعف وبحاول قدر الإمكان ترشيد استهلاكى وضبط ميزانية الشهر حتى ألبى احتياجات أبنائى، لكن الدخل لا يكفى كل الاحتياجات» ده غير البروتينات والألبان التى تعتبر أساسيات للصغار يصل تكلفة الشهرية 800 جنيه بالإضافة لمصاريف الايجار والكهرباء والمياه والمواصلات، وراتب زوجى غير كاف لتلبية متطلباتنا الشهرية، نفسى الرواتب تزيد شوية علشان نقدر نأمن مستقبل أولادنا ونعيش حياة مستقرة.


يقول ماجد راضى عامل فنى: بنصرف فى الشهر 3000 جنيه على الأكل بس فعدد أفراد أسرتى  4 والمصاريف بتكفينا بالعافية.
بالإضافة لدفع فاتورة النت، مصاريف الكهرباء والمياه والغاز تختلف من شهر لآخر، من الأساسيات كل شهر هى «اللحم، السمك، مكرونات، أرز، فواكه وخضراوات، زبدة، وزيت»  بحاول أرشد استهلاكى فى شراء السلع الغذائية ودائما أبحث عن البدائل الأرخص لأننا محكومين بالفلوس فلازم أقتصد، وإن وجد فائض فى المرتب ندخل جمعيات لدفع مصاريف التعليم.


نظرة مختلفة
وفى هذا الصدد يرى د. فخرى الفقى رئيس لجنة الخطة والموازنة فى مجلس النواب أن إطلاق المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية يؤكد حرص الدولة بناء مواطن حقيقى قادر؛ وأضاف أن أهم الأسباب لتراجع مستوى معيشة الفرد فى مصر هى الزيادة السكانية.

وأضاف أن هناك علاقة بين الزيادة السكانية والمساحة التى نعيش عليها، فعلى الرغم من التوسعات والمشروعات التى أقامتها الدولة لزيادة الرقعة العمرانية ولكن مازال الـ ١٠٣ ملايين يعيشون على مساحة صغيرة، وأشار الفقى الى أن عدد المواليد فى فترة ٢٠١٥ وصل إلى ١.٨ مليون طفل والان هناك طفرة فى أعداد المواليد ليترتب على ذلك معيشة صعبة  للأسر.

وأكد رئيس لجنة الخطة والموازنة بالنواب، أن هناك ٣ بنود فى ميزانية الأسرة وهى الاكل والشرب ومصاريف التعليم، فإذا كان هناك وعى من الأسرة من البداية فإنهم سينظرون إلى فكرة الإنجاب بنظرة مختلفة وسيكتفون بطفل أو اثنين من أجل أن يعلموا أبناءهم تعليما جيدا.

 

وعلى الجانب الآخر يرى د. فخرى الفقى أن تمكين الأسرة المصرية فى تدبير مصادر مختلفة مثل العمل من المنزل لمقاومة غلاء المعيشة، فهناك اتجاه عالمى لتفعيل الاقتصاد الرقمى وقد حدث تغير كبير فى سوق العمل، فالتمكين الاقتصادى مهم جدا، ويجب على الإعلام والدولة العمل على ما قاله الرئيس السيسى لبناء مواطن حقيقى قادر فى ظل التغيرات التى حدثت فى سوق العمل محليا ودوليا، علاوة على إعطاء الأسر الملتزمة أشياء تحفيزية لحثهم على حل أزمة الانفجار السكانى التى تلتهم التنمية وما تفعله الدولة من مشروعات لتحسين حياة الأفراد.


أفكار مبتكرة 
أما د. وائل النحاس الخبير الاقتصادى فأكد أن خبراء الاقتصاد احتاروا فى إجابة سؤال «كيف تدبر الأسرة المصرية حالها فى ظل هذه الظروف الاقتصادية؟»؛ وهذا الحديث من التسعينيات، ويرى النحاس أن الزيادة السكانية نعمة وليست نقمة ولكن المعضلة هى كيفية الاستفادة من هذه المعادلة الصعبة، وأضاف أن على الحكومة أن يكون لديها رؤية واضحة.

وأن تعمل على تغيير الثقافة السائدة فى هذا الأمر، مشيرا إلى أهمية إعادة الروح والحياة إلى المجتمعات الإنتاجية مرة أخرى، فعلى سبيل المثال مدينة الفيوم مشهورة بالسجاد واستغلال الحرف اليدوية فى المحافظات وتنمية المهارات داخل كل أسرة، وأشار الخبير الاقتصادى الى أن هناك حلولا أخرى خارج الصندوق مثل فكرة «مخلفات المصريين» التى تعتبر كنزا، لذا  فإدارة هذا الملف بأفكار مبتكرة من الممكن أن تغير حياة شعوب بأكملها.

اقرأ ايضا | 12 حيلة لتنظيم «ميزانيتك» لآخر الشهر


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة