تحيه كاريوكا والرئيس جمال عبد الناصر
تحيه كاريوكا والرئيس جمال عبد الناصر


ستات بــ 100 راجل دخلن التاريخ من أوسع الأبواب

أخبار النجوم

الأحد، 13 مارس 2022 - 01:01 م

كتب: ريزان العرباوى


هناك العديد من النساء قررن كسر الحواجز ليدخلن موسوعة “جينيس” العالمية بتحديات وأمور صعبة، ربما لا تتناسب مع طبيعة جسد المرأة، لكن غلبتهن إرادتهن في تحقيق ما قد يراه الكثيرون صعباً أو مستحيلاً، ومن بينهن أيضاً مَن تمتلك قدرات أو مهارات خارقة اكسبتها شهرة واسعة على مستوى العالم.. في السطور التالية نتعرف على أبرز هؤلاء السيدات.

مرت مصر بظرف تاريخي عصيب بعد نكسة 1967, تلك الفترة كانت قوية ومؤثرة على الشعب المصري, وكان للفنانين والمطربين والشعراء والكتاب مواقف متباينة, بعضهم استسلم لليأس ومرارة الهزيمة, بينما أبى البعض الآخر الاستسلام أو أن يظل ساكنا بلا ردت فعل تجاه وطنه.


فبعد النكسة رفعت “سيدة الغناء العربي”، أم كلثوم، شعار الفن من أجل الوطن، قائلة: “لن يغفل لي جفن وشعب مصر يشعر بالهزيمة”, فقادة مبادرة لدعم المجهود الحربي, وجمعت مبالغ مالية طائلة من إيرادات حفلاتها داخل وخارج مصر, وقدمتها بالكامل لدعم المبادرة, كما قدمت مجموعة من السبائك الذهبية والمصوغات التي جمعتها من الوطن العربي كافة, لدعم مصر في ظرفها الاستثنائي, وشاركها المصريون الحس الوطني, فدفعوا أضعاف ثمن التذاكر لحضور حفلاتها, دعما للوطن، وقررت احياء حفلين كل شهر تخصص إيرادهما لدعم تسليح الجيش المصري, بدأتها بحفل في مدينة دمنهور بالبحيرة، وجمعت فيها حوالي 40 ألف جنيه, تبعها حفل في الإسكندرية والمنصورة, لتنطلق “سيدة الغناء” إلى العواصم الأوروبية والعربية لدعم الجيش المصري، فتحصل على قيمة 212 ألف جنيه إسترليني من حفلها بباريس، و100 ألف دينار من حفلها بالكويت, ثم قامت بحملة لجمع التبرعات من المشاهير والشخصيات العامة وطافت مكاتبهم ومقراتهم من أجل الحصول على التبرعات، وكانت أول مطربة مصرية غنت للجنود على جبهات القتال, لتشعل بصوتها ومواقفها الوطنية حماس الجماهير.


كاريوكا
لم تكن أم كلثوم وحدها التي دعمت مصر من خلال التبرعات, فكان لتحية كاريوكا دور وطني أيضا في تسليح الجيش المصري في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر, فقامت بحملة لجمع التبرعات, مقدمة كل مصوغاتها الذهبية كمبادرة منها, وأثنى عليها الرئيس بعبارته الشهيرة “أنتي بألف رجل يا تحية”, وبالعودة إلى أرشيف الصور نجد لها صور ترجع لعام 1956, وهي تحمل السلاح وتؤدي كل التدريبات العسكرية, إذ كان الباب وقتها مفتوحا للتطوع وحمل السلاح, كما شاركت في أعمال تطوعية من خلال الهلال الأحمر. 


وبدأت نشاطها السياسي منذ عام 1948, أثناء مساعدتها للفدائيين، لدرجة أنها كانت تنقل السلاح لهم في سيارتها الخاصة دون خوف, وكان بداخلها إيمان قوي بدورها تجاه بلدها, كما أنها شاركت في المقاومة خلال العدوان السياسي عام 1956, وتم إلقاء القبض عليها أكثر من مرة.


ومن المواقف التي لا تنسى لها, موقفها مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات, عندما أتهم قبل قيام الثورة بمقتل أمين عثمان رئيس الوزراء آنذاك, قامت تحية كاريوكا بإخفائه وتهريبه من الاحتلال الإنجليزى, وسهلت له الانتقال إلى مزرعة زوج شقيقتها بالإسماعيلية وظل متخفيا بها لمدة عامين تحت رعايتها هي وعائلتها.


 كما كانت من أشد المعارضين لأداء الحكومة، فقد كانت تردد دائما “فاروق ذهب وجاءت فواريق أخرى”، وهو ما تسبب في اعتقالها من السلطات المصرية هي وزملائها من أعضاء الحزب الشيوعي المصري، وقضت خلف القضبان 100 يوم بعد توزيعها لـ150 ألف منشور كانوا في منزلها فكانت ذات روح وطنية عالية.


نادية لطفي
من يبحث في التاريخ الفني للراحلة نادية لطفي يجد أنها لم تكن مجرد ممثلة مصرية عبرت من بوابة الزمن ومضت إلى حال سبيلها مثلها مثل كثيرات برعن في عالم التمثيل وحققن المجد والشهرة في الفن, بل كانت مثال للفنان والمبدع الحقيقي وللشخصية الوطنية المهمومة بقضايا شعبها, فتاريخها حافل بالنضال السياسى والمواقف الوطنية التي تؤكد صدق انتمائها إلى مصر بصفة خاصة والعروبة بصفة عامة, فكانت مسئولة اللجنة الفنية أيام حرب الاستنزاف, وبحكم هذا الموقع قامت بمبادرات عديدة لدعم قواتنا المسلحة في هذا الظرف العصيب من تاريخ الوطن, وقامت بتنظم زيارات على الجبهة لرفع الروح المعنوية لدى الجنود, ومن هنا فقد ضربت أروع الأمثلة في تحريك الرأي العام وتوعية الشعب بظروف قواته المسلحة التي كانت تستعد لمعركة استرداد الكرامة والعزة في العبور العظيم في أكتوبر 1973, وفي أثناء حرب أكتوبر المجيدة أكدت على روحها الوطنية العالية وإيمانها العميق بالجيش بتطوعها في التمريض, وبالفعل تخلت عن أية ارتباطات فنية وتفرغت للعمل التطوعي, ونقلت مقر إقامتها إلى مستشفى القصر العيني أثناء فترة الحرب بين الجرحى لرعايتهم وشد أزرهم ورفع روحهم المعنوية.


ليلى مراد

قبيل حرب عام 1948 ترقب الجميع موقف ليلى مراد بسب أصولها اليهودية, والتي اختارت أن تكون مع مصر وفلسطين, وظهرت في فيلم “شادية الوادي” الذي استعرض القضية الفلسطينية, حيث أبدت فيه تعاطفها الواضح مع الشعب الفلسطيني, ولأول مرة قدمت له أغنية خاصة بمعاناته, بعنوان “مأساة فلسطين” أو كما أطلق عليه البعض “أوبرا الأسيرة”، وهي من كلمات الشاعر الكبير أحمد رامي وألحان رياض السنباطي.


لم تكتف ليلى بمواقفها المساندة للعروبة في فيلم “شادية الوادي”، بل قامت بإنتاج فيلم “الحياة حب” الذي يعد العمل الوحيد الذي مثلت فيه من باقة الأفلام التي أنتجتها, لتؤكد موقفها الداعم للقضية الفلسطينية, حين جسدت دور ممرضة متطوعة في هيئة الهلال الأحمر لمساعدة مصابي حرب فلسطين, وقدمت أغنية بعنوان “لحن الشهيد” رثاءً لضحايا العصابات الصهيونية.

شادية

بعد عبور جنودنا القناة عام 1973، ذهب بعض الفنانين لمبنى الإذاعة والتلفزيون للمشاركة في الحدث، وعلى رأسهم الفنانة شادية، التي سعت لدعم الجنود بالأغنيات الوطنية، فأعطى لها رئيس التلفزيون شيك لتضع عليه أجرها, إلا أنها رفضت أن تستلم جنيها واحدا نظير أغنياتها الوطنية, وقالت له: “كيف أحصل على مقابلة للدفاع عن بلدي”, وقد غنت وقتها “يا مصر يا أمنا” و”يا حببتي يا مصر”, وكانت أغنياتها هي الأولى لرفع الروح المعنوية بالجبهة, واستمرت حتى الآن كسلاح يستخدمه الوطن لبث الحماس في نفوس الشعب والجنود, بالإضافة لإرتباطها بالأعياد والمناسبات الوطنية, ومن أهمها, “يا حبيبتي يامصر ,يا أم الصابرين, يا مسافر بورسعيد وعبرنا الهزيمة”, أغنيات شكلت وجدان الشعب المصري.


فاتن حمامة

وشهد “قطار الرحمة” مشاركة العديد من الفنانات, وكان من ضمنهن فاتن حمامة التي لم تتخلف عن التبرع للمجهود الحربي, لتسطر ملحمة وطنية هي وعدد كبير من الفنانين، ونظرا لشهرتهم وانتشارهم وحب الناس الجماهير لهم، لاقى مشروع “قطار الرحمة” نجاحا كبيرا في أداء مهمته لجمع التبرعات وشراء السلاح الروسي الجديد.


 فكرة “قطار الرحمة”, أطلقها الرئيس الأول لمصر محمد نجيب, وكان من أهم وسائل الفنانين لتوعية الشعب وحثه على التبرع, وإقامة الحفلات والتبرع بها لصالح الدولة, وقد شارك فيه عمالقة الفن في ذلك الوقت، ومنهم ليلى مراد, أمينة رزق, ليلى فوزي, ماجدة, زينات صدقي, مريم فخر الدين, مديحة يسري, ثريا حلمي, ماري منيب, سعاد مكاوي وزهرة العلا.


وتطوعت الفنانة عزيزة حلمي, خلال حرب أكتوبر بالعمل كممرضة في المستشفى العسكري، واستمر وجودها في المستشفى فترة علاج كل المصابين، ولم تغادرها إلا بعد خروج آخر جندي مصاب, حيث اعتبرتهم أبنائها، وكانت تقول: “أنا لم أنجب أولاد ولكن كل جندي مصري هو أبني”.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة