المواطنون والتجار وجها لوجه
المواطنون والتجار وجها لوجه


المستهلكون : الزيادات غير مبرره : الغرف التجاريه : لاننكر استغلال البعض

المواطنون والتجار وجها لوجه

محمد العراقي- هويدا أحمد

الأحد، 13 مارس 2022 - 10:23 م

ارتفاع غير مبرر.. استنزاف لجيوب البسطاء.. سطو على قوت الغلابة.. استغلال حاجة المواطنين ..اجراءات اعتاد عليها كثير من التجار الذين رفعوا شعار»الجشع للجميع» مستغلين ازمة الحرب الأوكرانية ليقوموا برفع الأسعار بطريقة فجة ويتأثر بها ملايين المصريين.

وعند المواجهة تكون الاجابة واحدة «الحرب يا فندم واحنا بنستورد» ،المفارقة أن كثيرا من السلع التى زادت فى الأساس لم تتأثر بالحرب حتى الآن ،ناهيك على الإجراءات الاحترازية التى قامت بها الدولة ووفرت كثيرا من السلع ذات البعد الاستراتيجى كالقمح وغيرها من السلع الأخرى، إلا أن التجار فى الاخير كان لهم رأى آخر وهو زيادة الأسعار وإرهاق الجيوب واستنزاف بطون المصريين وحاجاتهم، لتطرح هذه الزيادة الاخيرة أسئلة كثيرة اهمها لم زادت كل هذه الأسعار،وما ضوابط السوق المصرى،وما الحل حتى نضمن الحد من ظاهرة الجشع التى يتقنها التجار مع قرب اى مشكلة فى الأفق.. «الأخبار» فى السطور القادمة استمعت إلى المواطنين وناقشت التجار لمعرفة سبب زيادة الأسعار وكيف يتم مواجهتها.


حالة من القلق والاستياء تسيطر على المواطنين نتيجة ارتفاع اسعار السلع الغذائية بعد أن شهدت الأسواق حالة من ارتفاع  الأسعار خاصة فى رغيف العيش و اللحوم والأسماك والدواجن، ومخاوف من انفلات الأسعار خاصة مع قرب حلول شهر رمضان الذى يتزايد فيه معدل استهلاك المواطنين للسلع، أصبح المطلب الأساسى لغالبية الشعب هو القضاء على غول الأسعار ومحاكمة التجار الذين يستغلون الأزمات والأحداث.


 قامت الأخبار بجولة داخل أسواق القاهرة والجيزة لمعرفة نسبة ارتفاع الأسعار ونقل آراء المواطنين ولكن الإشكالية التى تواجه هذا المواطن وهو يتطلع لمستقبل أفضل، ما يحدث من أزمات تهدد حاضره، وفى مقدمتها الأسعار.


 فى احدى الأسواق بمنطقة الجيزة التقينا بائع الخضار والفاكهة عمر كمال والذى اكد ان أسعار الخضار ارتفعت بنسبة 10% ، موضحا ان البائع  ليس السبب فى ارتفاع الأسعار، وإنما ترتفع بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانقلاب الجو والرياح والأعاصير مما ادى الى قلة المحصول واصبح المعروض اقل من المطلوب ، اما ارتفاع اسعار الخضار والفاكهة المستوردة يرجع الى جشع التجارالمستوردين  الكبار الذين يتحكمون فى الأسعار فى ظل احداث روسيا واوكرانيا يتركون لنا التعامل مع المستهلك الذى يلقى علينا اللوم بالاستغلال رغم أننا ضحايا مثلهم.


من جانب يبرر أصحاب المخابز ارتفاع الأسعار إلى غلاء المواد التشغيلية الداخلة فى صناعة الخبز، وأهمها الدقيق والمحسنات الأخرى، بالإضافة إلى أسعار النقل، يقول صبحى سعيد صاحب أحد المخابز بمدينة 6 أكتوبر إن زيادة شكارة الدقيق من 6000 جنيه الى 10500 جنيه وسعر الخميرة ارتفع من تسعة جنيها الى 25 جنيها اثر على ارتفاع سعر الرغيف  من جنيه الى جنيه ونص ، مشيرا إلى ان  زيادة مرتبات العمالة.

وارتفاع سعر نقل الدقيق ادى الى ارتفاع سعر رغيف العيش ونتمنى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتوفير القمح، موضحا أن المستهلك يتهمنا بالجشع والأمر أصبح أزمة على الجميع البائع والمستهلك والسبب وراء ذلك التجار الكبار


سعر الفينو
وتؤكد عبير رجب ربة منزل، أنها عند نزولها لفرن العيش لشراء الفينو للمدرسة صدمت بارتفاع سعر رغيف الفينو اضاف قائلا «لحد امتى هيفضل البائع يستغل الأحداث السياسية ويستغل المستهلك» اشارت عبير: اصبحت انزل السوق لتدبير احتياجات المنزل واعود بنصف الأشياء التى تكفى اسرتى ودائما بحرص على شراء الاحتياجات الأساسية كالألبان والجبن التى زادت أسعارها أيضا ولكنها لا تستغنى عنها، حيث إنها وجبات الإفطار الأساسية لأطفالها، موضحا ان الدواجن واللحوم المجمدة واجنحة الفراخ التى كانت  طوق النجاة من الغلاء اصبحت تباع بأسعار خيالية ووصل سعر كيلو الأجنحة 30 جنيها، ووصل سعر اللحوم المجمدة 140 جنيها.


 يعبر أحمد مدكور موظف أمن استياءه  بسبب ارتفاع سعر رغيف الخبز موضحا ان غلاء الأسعار هذه الأيام بشكل متواصل جعله يشعر بالعجز عن تلبية احتياجات أسرته الصغيرة، مؤكدا أن الرواتب ثابتة والسلع فى زيادة مستمرة مما يؤثر بالسلب، موضحا ان الشعب المصرى لا يتحمل العيشة بدون رغيف العيش وايام ويحل علينا شهر رمضان الكريم قائلا «هنجيب عيش بكام كل يوم للسحور والفطار وسعر ساندوتش الفول ارتفع من دلوقتى» يطالب من الرئيس وقف جشع التجار.


وتقول سميرة سعد  موظفة، إن الوجبة الشعبية التى كانت تتكون من العيش والباذنجان والفلفل المقلى والبطاطس التى لم تكن تتكلف 25 جنيهات أصبحت تتكلف الآن ما بين 60 جنيها لارتفاع أسعار العيش والبطاطس والباذنجان الذى وصل إلى 15 جنيها والفلفل 12 جنيها والبطاطس 8 جنيهات، إضافة إلى زجاجة الزيت التى وصلت من 18 جنيها.. قائلا «أنا نفسى اعرف ليه رغيف العيش البلدى والفينو يرتفع فى يوم وليلة». 


تقول صباح نجيب ربة منزل: لا أجد سببا مقنعا برفع التجار سعر كيلو الأرز 2 جنيه وهو محصول محلى لايتم استيراده، بالاضافة لرفع أسعار الخبز غير المدعم بمقدار النصف علما بأن دقيق هذا الرغيف لم نستورده ولدينا دقيق يكفينا 8 اشهر دون حاجة لاستيراد، وتوجهت صباح بسؤال للتجار: لماذا رفعت الأسعار على المواطن الذى يئن تحت نار الأسعار؟.


 انخفاض كبير
فى البداية يقول حاتم نجيب نائب رئيس غرفة شعبة الفاكهة والخضراوات بالغرفة التجارية، انه على الرغم من ارتفاع الأسعار الحالى فإن الفترة القادمة فى سوق الخضراوات وذلك بسبب موجة الطقس البارد التى اثرت على كثير من الزراعات إلا ان الفترة القادمة ستشهد انخفاضا كبيرا فى الأسعار وذلك بسبب العروة الصيفية التى ستؤدى الى كثير من المعروض فى منتجات الخضراوات والفاكهة وبالتالى ستقل أسعارها.


ويضيف أن سوق الخضار والفاكهة فى مصر يعد الأكثر استقرارا مقارنة بالأسواق الاخرى لأن الدولة المصرية بالأساس من الدول المصدرة لها والدليل أن اجمالى الصادرات المصرية زادت  فى عام ٢٠٢٠ لتصل الى ٥ ملايين و٦٠٠ ألف طن بزيادة ٦٠٠ ألف طن عن العام السابق. 


ويشير الى ان مصر اكبر دولة مصدرة للموالح على مستوى العالم ومن اوائل الدول فى تصدير التمور وايضا فى صدارة الدول فى تصدير الفراولة المجففة والبرتقال وفى صدارة الدول المصدرة للطماطم والفاصوليا والليمون وغيرها من الخضراوات ويؤكد نجيب ان هناك جهودا الآن لضبط سوق الأسعار غير المبرر. ايضا تقوم الغرف التجارية بتحديد اسعار استرشادية بالتنسيق مع وزارة الزراعة والتموين وحماية المستهلك  حتى نضمن ضبط حركة السوق.


ويوضح نجيب أن السبب فى زيادة الأسعار وجود كثير من الأسواق العشوائية غير محصورة ولا تخضع للاقتصاد الرسمى فى حين  ان هناك اسواق الجمله تشهد انخفاضا غير مسبوق والدليل على ذلك انخفاض سعر كيلو الملوخية من ١٠ جنيهات الى  متوسط من ٣ الى ٤ جنيهات والبطاطس ايضا بلغ سعرها من ٣ الى ٥ جنيهات فى الكيلو والطماطم أيضا تشابه سعرها مع البطاطس ..

ويرى نجيب ان الحل يبدأ أولا  بضبط سوق الأسعار العشوائية والزيادات غير المبررة التى يقومون بها وايضا توعية المواطن بأن الخضار والفاكهة هى سلع قابلة للتلف وانه اذا قام تاجر برفع أسعارها علينا ان نعى انه الخاسر خاصة ان الخضراوات والفاكهة من السلع القابلة للتلف واذا قاطعناه سيضطر إلى خفضها وايضا علينا الاستفادة من اسعار المجمعات الاستهلاكية واسواق الجملة التى تشهد استقرارا فى الأسعار وعروض غير مسبوقة ناهيك على أنه فى الفترة القادمة سيتم إنشاء أكثر من ١٦٠ شادرا استقبالا لشهر رمضان سيتوافر بها كل انواع السلع بأسعار تحارب الجشع .


الخبز المدعم
ويؤكد حسين البودى، نائب رئيس غرفة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، أنه لا تغيير فى رغيف الخبز المدعم حتى الآن خاصة أن تكلفة الدقيق المدعم لم تتحرك، وأضاف أن الأقماح فى مصر وهى العنصر الاساسى لإنتاج الدقيق المصرى لم تزد أسعارها حتى الآن لذا فإن زيادة الأسعار حتى الآن غير مفهومة.


وأوضح أن السبب فى سعى البعض لزيادة الأسعار خاصة فى الخبز التعجل بالأساس والخوف من الغد ورغبته فى جمع الأموال الخاصة بأسعار الغد حتى لا تحدث خسائر عليه دون أن ينتظر ما ستسفر عليه الأمور وان ما يتعجل به الآن خوفا من حدوثه قد لا يحدث.


واشار الى أن مصر تستورد كميات كبيرة من القمح بما يتراوح بين 10 و12 ألف طن سنويا، بينما يصل حجم الإنتاج المحلى إلى 3.5 مليون طن، يتم توريدها لصالح هيئة السلع التموينية للاستخدام فى إنتاج الخبز المدعم.


مراحل الإنتاج
ويوضح محمد وهبة، رئيس غرفة القصابين، أن السبب الرئيسى وراء زيادة أسعار اللحوم هو أن كل ما يتعلق بالإنتاج مستورد بالأساس بداية من العلف الذى يتم استيراده وصولا إلى ان نسبة كبيرة من الجاموس والأبقار مستوردة.


ويضيف أن السبب الثانى وراء زيادة أسعار اللحوم هو كثرة مراحل الانتاج بداية من المربى الذى يتحمل تكاليف الانتاج وأيضا يقوم بشراء الأعلاف كما ذكرنا بأسعار عالية وصولا لتكاليف النقل التى تسببت فى زيادة الأسعار حتى تصل للمذبح الذى يقوم بدوره بعمليات الذبح لتنتهى عند الجزار الحلقة الاخيرة فى الإنتاج.


ويوضح أن كثرة هذه المراحل وسعى كل شخص فيها بإضافة المكسب الخاص به أيضا له سبب اضافى فى زيادة الأسعار لذا لابد أولا أن نسعى فى خفض مراحل الانتاج ومن ثم أيضا علينا أن نحاول فى جعل الاعلاف انتاجا مصريا بدلا من الاستيراد ويؤكد ان سوق اللحوم حتى الآن على الرغم من كل هذا لم تزد اسعارها  إلا بحد أقصى ١٠ جنيهات فى الفترة السابقة وذلك بسبب الظروف المناخية الصعبة التى أثرت على الانتاجية خاصة أن البرد القارس يتسبب فى إنقاص أوزان الأبقار ..

أما عن الأسعار فأوضح وهبة ان اسعار اللحوم فى السوق تختلف على حسب نوعية اللحمة التى يقبل الشارى عليها بحيث يتراوح سعر كيلو الكندوز ما بين 150 و180 جنيها، ويصل سعر كيلو اللحمة الجاموسى الكبير بين  130 جنيها فى بعض الأماكن وينقص الى ١٢٠ وفق حالة اللحوم ، بينما تتراوح أسعار اللحم الضانى بين 150 و180 جنيها وفى الأخير يبلغ سعر كيلو اللحم الجملى ١٢٠ جنيها.


واختتم حديثه قائلا إن هذه الأسعار حتى الآن قد تتأثر مستقبلا بأحداث الحرب وتحدث زيادة أخرى ولكن حتى الآن لم يتأثر سوق اللحوم بما حدث فى الحرب ولكن استمرار الحرب وكما ذكرنا مع استمرارنا فى استيراد كل مراحل انتاج اللحوم سيكون له تأثير واضح على الأسعار مستقبلا.

اقرأ ايضا | «الزراعة»: الزيادة في أسعار اللحوم لا تتعدى الـ10%

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة