الثلاثاء، 15 مارس 2022 - 12:06 ص

أكلته الغيرة  وأخذ يطارد زوجته العاقر والتي لم تلد بعد أن تبنت قطا صغيرا لم يتجاوز 20 يوما، فأراد أن يذلها ويظهر قوته كعادته مع بقية زوجاته حتى تخضع لإرادته وتتخلص من هذا القط بينما رفضت وكانت عنيدة  في رفضها.

- اليوم العالمى «للطبطبه» يتصدر «التريند» والنساء تغرد ..«احنا في مرمطة»

هكذا كان حال مرجانة ملكة جبلاية القرود العاقر، وزوجها الملك بخيت ملك الجبلاية والذي لم يجد بدا إلا الخضوع لرغبتها، وجند نفسه لحراسة القط الصغير.

قصة حقيقية ولم تكن من الخيال، كما سجلها الدكتور حسن حافظ كبير الاخصائيين بحديقة الحيوان بالجيزة ورصدتها عدسات آخر ساعة عام 1955.

البداية عندما اكتشف حارس جبلاية القرود وجود قط صغير لم يتجاوز الـ20 يوما تحمله ملكة الجبلاية والتي تسمى مرجانة، واهتمامها غير الطبيعي به، فما كان من الدكتور حسن حافظ كبير الأخصائين إلا أن قام بمتابعة التطورات الغريبة، والعجيبة في آن واحد، حيث اكتشف بأن ام القط الصغير بعدما قامت بولادته اختبأت داخل نتوء بارز من أحد الصخور ولم يعرف أحد كيف نزلت إلى داخل الجبلاية كمثل العديد من القطط التي شاء حظها التعس أن تقفز إلى الجبلاية ثم لا تجد منفذا للهرب لأن جدران الجبلاية ملساء، وتظل هذه القطط تعيش إلى جانب القرود حتى ينقذها الحارس المكلف بخدمة هذه القرود.

وكانت مرجانة هي ملكة الجبلاية، وبقية زوجات الملك بخيت جميعهم مجندات في خدمة الملك وزوجته الحبيبة إلى نفسه، والتي كان يقترب منها ويتمسح بها، ولكن منذ أن بدأت تهتم بالقط الصغير وتذهب به إلى أمه المختبئة داخل الصخور كي يرضع من لبنها، وتاخذه منها مرة اخرى، وتصعد به إلى أعلى الصخر تداعبه لساعات طويلة، وتضفي عليه حمايتها، وتدافع عنه عندما حاول الملك أن يقتله بعدما أكلته الغيرة وشعر بأنها أهملته، ولم تعد تكترث له او تستجيب لرغباته وطلباته أيضا، وأخذ يطاردها أكثر من مرة محاولا أن يختطف القط منها والإجهاز عليه، لكنها كانت تدافع عنه بقوة وشراسة، ورفضت أن تستسلم للملك وقاومت كل المحاولات التي بذلها لإقناعها بهجر القط الصغير.

وبعد أن تملكه اليأس بدأ يضربها، ويظهر قوته كعادته مع بقية زوجاته حتى تخضع لكنها رفضت وكانت عنيدة في رفضها، وبعد مرور يومان كانت المفاجأة التي أذهلت الحارس والدكتور عندما شاهدا الملك بخيت يقترب منها ويتمسح بها ويقدم لها حبتين من المانجو واحدة لها، والأخرى للقط الصغير، ولم يكن هذا لايعني إلا شيئا واحدا وهو إنه تقبل أن تتبنى مرجانة القط، وخضع للأمر الواقع.

وفي أحد الأيام طلب الدكتور حسن حافظ من الحارس أن ينزل إلى الجبلاية للتأكد من مشاعر بخيت، وما إن نزل الحارس وهو ممسكا بعصا في يده، وفي محاولة أن يأخذ القط منها، إلا أنها أطلقت صرخات استغاثة، بينما كان بخيت هو أول من وصل إليها والذي أخذ أيضا أن يطلق صرخات الإنذار بالخطر فتدافعت حوله بقية القرود، وحاول أكثر من مرة مهاجمة الحارس، وحمل القط بين يديه ثم ذهب به بعيدا ومن خلفه زوجته مرجانة وبقية القرود، ثم اختفى الجميع في قلب الصخور التي تتوسط جبلاية القرود.

وبعد أن كبر القط ولم يحتاج إلى لبن أمه، بدأت القرود تقاسمه طعامها، والملك بخيت أيضا، وحاول الأطباء بالحديقة أن يخرجوا القط من الجبلاية لكن باءت كل محاولاتهم بالفشل، لأن مرجانة متمسكة به، غير أن الملك استسلم لإرادتها وجند نفسه لحراسته.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم