سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

الصحفيون والجنة

الأخبار

الثلاثاء، 15 مارس 2022 - 05:36 م

بقلم: سليمان قناوى

ترفق كاتبنا القدير محمد العزبى بالصحفيين، فوضع عنوانا لكتابه «هل يدخل الصحفيون الجنة؟» وكان الأولى أن يعنونه «هل يشم الصحفيون الجنة؟». فى طول الكتاب وعرضه يريد أن يقول كاتبنا إن الصحافة والسلطة كالخمر والميسر «فيهما إثم كبير ومنافع للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما». خمر السلطة يسكر البعض وميسر الصحافة مقامرة خطيرة.

وكواحد من كبار طهاة المطبخ الصحفى الذى خبره لنصف قرن ويعلم ما يطهى فيه من طعام بعضه طيب وقليله مسموم ومقادير وأسرار كل طبخة، يعدد أدواء الصحافة من خلال نظره الذى أصبح يشكو منه: «لابد أن أعترف بأنه لم يعد عندى نظر يسمح لى بالرؤية الكافية والمفروض أن الكثير من القراءة أساس الكتابة، ولو أن ذلك لم يعد شرطا هذه الأيام». ويتوقف مليا عند كبرى كبائر المهنة فيكتب «كان آخر دروس موسى صبرى أنه فى أيامه الأخيرة وبين نوبات الألم يهمس لصديقه أحمد عباس صالح: «ألم تر أن جيلنا يرحل سريعا، الآن أفكر فى أننا خدعنا جميعا خدعة كبيرة وأن المتصارعين من أجل السلطة قد استخدمونا لمصالحهم أسوأ استخدام». ثم يتحدث عن المصير الذى ينتهى إليه الصحفيون الشرفاء «نخرج من دنيا الصحافة عرايا مثلما دخلناها أول مرة، لا رشى لزوم حلو الكلام ولا بركة من المشايخ والأسياد ولا هدايا».

ويأخذك الكاتب بأسلوب سهل رقراق فلا تملك منه فكاكا، يتنقل فيه ما بين الهم الشخصى والعام وحكايات غواص فى بحر الأحبار والمطابع، السابح وسط أمواج المهنة الثائرة  تارة والساكنة قليلا.

وتدمع العين حين يأتى فصل «حسن الختام»، الذى يذكرنا فيه بزملاء أعزاء فقدناهم. فيقول «يقترب منى الموت، منا جميعا، فنفكر فى القبر قبل البيت» وفى لمحة خاطفة ينقلنا من هول الأحزان لقمة الكوميديا السوداء «أصبح لمدافن الموتى سماسرة وإعلانات تنشرها الصحف ومبالغة فى الأسعار، حتى خرجت علينا وزارة الإسكان بما يسعدها كما جاء فى الإعلان وقد لا يسعدنا لولا أنها عدة آلاف من المقابر الجاهزة بمساحة 40 مترا «كفاية جدا»! بمبلغ 73 ألف جنيه، معقولة فى هذا الزمان؟! غير أنها «حق انتفاع» أى لوقت محدود للوزارة الحق فى استرداد المقبرة «خالية ممن فيها»، ويستطرد: «تخيلت ماذا سيفعل ابنى بجثمانى عندما يحين وقت انتهاء حق الانتفاع؟» متعك الله بالصحة والعافية أستاذنا وأمد فى عمرك وجعله طاعة لله وانحيازا لفقرائه.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة