المصرية دايما مكافحة
المصرية دايما مكافحة


يوم المرأة المصري.. قصص مكافحات لا يعرفن المستحيل

هاجر زين العابدين

الأربعاء، 16 مارس 2022 - 05:23 م

منة.. بائعة كمامات ومناديل ورقية لتنفق على تعليمها  

آية.. جعلت من عربة الفول طريقا للهندسة الزراعية 

منار.. صحفية تنحت في الصخر لتحقيق حلمها  

 

المرأة المصرية دائما تثبت أنها تتحدى المستحيل، ويمكنها أن تقوم بأى شئ في سبيل تحقيق حلمها أو إعانة أسرتها، وفي اليوم المصري للمرأة ترصد بوابة أخبار اليوم قصص لنماذج تحدت ظروفها الاقتصادية الصعبة لتجعل منه ملحمة لتحقيق الأهداف غير عابئين بنظرة المجتمع لمهن اعتادها الرجال .


طالبة نهاراً ..بائعة كمامات ليلاً 
"تطبق أناملها الصغيرة ممسكة بقلمها لتدون ما تتذكره من معلومات الدرس الأخير، متخذة من الرصيف جانبا، لتجلس على طبقات من الورق المقوى، تساعدها على تحمل صلابة الأرض أسفلها، تضع أمامها صندوقاً من الكارتون حاملاً كمامات طبية ومناديل لبيعها للمارة، تخفى ملامحها الصغيرة بإرتدائها كاب وكمامة قطنية".. مشهد يعتاده المارة لمن يترجلون الشارع المصري، البعض يظن أنها تجارة للتسول والبعض يتعامل مع المشهد بعين الشفقة، وما بين المشهدين  إقتربنا من منة أحمد (إسم مستعار) لتنقل لنا حقيقة المشهد الذي نراه.


تدرس "منة " بالصف الثالث من الثانوية العامة ، ونظراً لتعثر حالتها المادية ، إضطرت لبيع الكمامات الطبية والمناديل الورقية ، تأتى من حلوان لتفترش  ببضاعتها  أحد الأرصفة الواقعة بمنطقة وسط البلد  ، حتى لا يعلم أصدقائها وجيرانها بظروفها الصعبة .


"بشتغل عشان أصرف على تعليمى ، بعد ما صاحب المصنع مشانى عشان أزمة كورونا"، بهذه العبارات تتحدث لنا وسرعان ما إغرورقت عيناها بالدموع .


منذ خمس سنوات توفى والدها الذى كان يعمل "نجار مسلح " فما كان من والدتها أن تحمل المسئولية لتعوضهم عن فقدان الأب الذى ترك لها أربعة أبناء ، ولكن أعتلتها أزمة صحية لتكشف الفحوصات الطبية انها مصابة بسرطان الثدى  مما جعل الأم تلزم الفراش بعدما أنهكتها جرعات الكيماوى .


عملت هى وشقيقتها التى تسبقها بعامين فى أحد المصانع للملابس الجاهزة ، ولكن مع إنتشار جائحة كورونا قرر صاحب العمل تقليل نسبة العمالة لتوفير النفقات الأقتصادية ، وأخبرهم أن عملهم إنتهى .

 

" كان لازم أشتغل اى حاجة عشان أصرف على دروس الثانوية العامة ، خصوصاً إنى مش عارفة أتعامل مع التابلت ، ومعنديش نت فى البيت"، تأتى يومياً عقب إنتهاء دروسها من حلوان ،قاصدة منطقة وسط البلد لتبتاع بضاعتها مصطحبة معها موادها الدراسية  التى تعينها على التحصيل .

 

من عربة الفول ..للهندسة
" ترتدى آية عرفة (20 عاماً ) مريلة بيضاء  ذات فتحتين "جيوب " أحدهم يحمل النقود الورقية والأخر للمعدن ، بهمة ونشاط تلبى طلبات الزبائن ، التى  تزدحم أمام عربة الفول الخاصة بها  بمنطقة العاشر من رمضان " .


تستيقظ "آية" فى تمام الخامسة صباحاً لتعد ما تحتاجة فى إعداد عربة الفول ، من طعمية وفول وبطاطس وبيض مسلوق وباذنجان مقلى ، وسلطة خضراء ، بمساعدة شقيقتها الصغرى ووالدتها .


" بجهز العربية واقف أبيع للزباين ، ولو عندى محاضرات فى الجامعة ، بحضرها ولما تخلص برجع تانى أقف على العربية وأستلمها من والدتى".


تدرس "آية" بالفرقة الثانية من كلية الزراعة بجامعة عين شمس ،  فهى الأبنه الكبرى لوالدها يليها ثلاثة أشقاء ، ومنذ كان عمرها ثمانية سنوات كانت تعاون والدها فى العمل ، ولكن سرعان ما تبدل المشهد بحلول عام 2009 ، ليصبح والدها طريح الفراش وخضوعة لعملية جراحية بالقلب ، وأوصاه الطبيب بعدم بذل أى مجهود والبعد عن أى وطأه حرارية .
 
أخذت الأم على عاتقها أن تقف مكان زوجها ، ظناً منها أن ابنتها صغيرة على العمل ولكنها فوجئت بطفلتها التى تعلم الكثير من التجهيزات لـ"عربة الفول " فكانت تراقب والدها جيداً عند العمل معه وأصبحت هى من تدير عمل والدها ويلقبها الزبائن " بالباشمهندسة " ، أبسط أحلامها هى أن تصبح أستاذة جامعية ، وأن تحظى بمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي .

 

صحفية ..تنحت فى الصخر 
رغم مشقة المهنة إلا أنها تعمل بجد وعزيمة  يكسوها الرضا والأمل ، لا تبالى بعبارات السخرية من الجميع بأمتهانها مهنة أبيها لصناعة الرخام .

 

توضح منار شديد (29 عاماً ) "حاصلة على ليسانس أداب إعلام بجامعة عين شمس " تعمل بإحدى الصحف الخاصة أنها بدأت فى صناعة الرخام منذ ثلاث سنوات ، حين أصيب والدها بوعكة صحية أدت لوفاته ، ولم يمر عام حتى لحقت المنيه بشقيقها ، فما كان منهم إلا أن يعتمدو على أنفسهن لأدارة "ورشة الرخام " هى وشقيقتها ووالدتها .

 

"بحكم إننا بنات كان والدى مبيرضاش يخلينا نشتغل معاه ، بس كتير كنا ممكن نبقى معاه وهو شغال ، وكنا بناخد بالنا من كل حاجة بيعملها ، وقبل وفاته وصى إننا نحافظ على إسمه فى السوق " حيث يعد والدها أشهر صانع للرخام بمحافظة قليوب ، يعمل بالمهنة لما يقرب من 40 عاماً .

 

لم يعد هناك سند لهم خاصة بعد وفاه شقيقهم ، وما كان عليهن أن يعتمدو على أنفسهن وتقسيم مهام العمل بينهن ، لتذهب الأم لشراء خام الرخام من "شق الثعبان " ويتولى الشقيقتين مهام العمل عليه فأولاً تقوم "بجليه " وهى أول أله يتم إستخدامها لتلميع الرخام ، ثم يتم وضعه على " أله القطع " يليه عملية التشطيب النهائى وهى إستخدام أله "الصاروخ " .


رغم كونها تتحمل مشاق مهنة الصحافة من إعداد التقارير والتحقيقات الميدانية ، إلا إنها فور وصولها للمصنع ، تبدأ يومها الأخر المحمل بالعناء ،  تسعى "منار " أن تحقق حلم أبيها بأن يظل أسمه خالدً فى المهنة ، بفتح أكبر سلسلة لمصانع الرخام ، تحمل أسم أبيها ، وعلى مستوى مهنتها الاعلامية أن تصبح مذيعة مشهورة تقدم برنامج خاص بها.

 

اقرأ أيضا : شهر المرأة.. إنجي تقتحم عالم «تصوير الأكشن» 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة