جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

الحرب على فقراء العالم!!

جلال عارف

الأربعاء، 16 مارس 2022 - 06:15 م

الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» يدق ناقوس الخطر. يكتب منبهاً ومحذراً: إن الحرب فى أوكرانيا هى هجوم على أضعف الأشخاص والدول فى العالم كله. لقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية والوقود والأسمدة بشكل كبير تضرر منه أشد الناس فقراً، وزرع ذلك بذور عدم الاستقرار السياسى والاضطرابات فى جميع أنحاء العالم.

لا يملك الموظف الدولى الأكبر إلا التحذير، لأن القرار فى يد القوى الكبرى التى هى - للأسف الشديد - من أشعل نيران الحرب، ومن يصر على تصعيدها، ومن يواجهها بعقوبات اقتصادية يمتد تأثيرها إلى العالم كله.

قد تكون القوى الكبرى المتصارعة قادرة على تحمل أعباء الحرب وخسائرها ولو إلى حين. وقد تكون إمكانياتها الاقتصادية وأرصدتها المالية قادرة على تلبية متطلبات الحرب، وعلى دفع التكاليف الهائلة لاستمرار القتال وللارتفاع الهائل فى الأسعار وتراجع الإنتاج.. لكن ماذا عن دول العالم الأخرى التى لم تكن طرفاً فى اتخاذ قرار الحرب ولا فى فرض العقوبات، لكنها مطالبة بتحمل العبء ودفع فواتير القرارات الخاطئة التى أوصلت العالم إلى هذا المنعطف فى صراع الكبار؟! وماذا عن الأضعف بين البشر وبين الدول الذين يشير إليهم الأمين العام للأمم المتحدة بينما لا يتذكرهم أحد من القوى الكبرى التى تتخذ من أوكرانيا ساحة لحربها التى لم نشهد منها حتى الآن سوى جولتها الأولى؟!

للأسف الشديد.. لا أحد من القوى الكبرى المتصارعة يسأل أو يهتم وكأن الطبيعى هو أن يدفع العالم (وخاصة الفقراء فيه) ثمن أخطاء الكبار وحروبهم!! ما يشغل المتصارعين الكبار هو توفير ميزانيات الحرب التى تضاعفت، والحفاظ على المصالح الوطنية كما يرونها، وتحميل الجزء الأكبر من فواتير الحرب لآخرين.. وخاصة الفقراء والضعفاء منهم!!

والأسوأ أن الحرب تدفع العالم نحو المزيد من «العسكرة» ومن الإنفاق على التسليح فى السنوات القادمة. ولا أحد يستمع لتحذيرات المنظمات الدولية بأن عشرات الملايين فى الدول الافقر سوف يعانون المجاعة (بالمعنى الحرفى للكلمة). ولا أحد يفكر فى تحرك دولى سريع لدرء الخطر الذى يهدد فقراء العالم، ولإجبار المتصارعين الكبار (الأقوى والأغنى) على أن يتحملوا بأنفسهم تكلفة صراعاتهم، وأن يتوقفوا عن تصدير فواتير حروبهم ليدفعها فقراء العالم بالمزيد من المعاناة مع الفقر والجوع. أغنياء العالم لن يتحركوا إلا للدفاع عن مصالحهم وصراعاتهم وحروبهم. ففقراء العالم لن يسكتوا الى الأبد. هذا هو درس التاريخ لمن يقرأه جيداً!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة