الشيخ عبد الحميد قرقر
الشيخ عبد الحميد قرقر


الشيخ عبد الحميد قرقر: تحويل القبلة تأكيد على وسطية الأمة المحمدية

نادية زين العابدين

الخميس، 17 مارس 2022 - 08:54 م

تحويل قبلة الصلاة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام بمكة له أبعاد كثيرة، منها البعد السياسى فهو جعل جزيرة العرب محور الأحداث، وبعد تاريخى فقد ربطت هذا العالم بالإرث النبوى لإبراهيم عليه السلام وبعد عسكرى أنه مهد لفتح مكة وإنهاء عبادة الأصنام فى المسجد الحرام وبعد دينى فقد ربط القلب بدين الإسلام وميز الأمة الإسلامية عن غيرها بأنها أمة وسط فى اعتقادها وتفكيرها وفى علاقاتها وأخلاقها فكان نعمة من نعم الله علينا قال تعالى:»ولأتم نعمتى عليكم ولعلكم تهتدون» .


وفى السطور القادمة يحدثنا الشيخ عبد الحميد قرقر من علماء الأزهر عن وسطية الأمة المحمدية فيقول : إن تحويل قبلة المسلمين للصلاة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام فى السنة الثانية من الهجرة كان حدثا فارقا فى تاريخ المسلمين، لما له من العبر والدروس الكثيرة من أهمها وسطية هذه الأمة وشهادتها على جميع الأمم قال تعالى:»وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا».


ويضيف أن المقصود بالوسطية هى الأفضلية والخيرية والرفعة، فالأمة وسط فى كل شئ، فهى وسط فى الاعتقاد ،لأنها تتبع الفطرة السليمة فلا يتحقق إيمانها إلا بالإيمان بالكتب السماوية السابقة والأنبياء والرسل وهى أمة وسط فى تفكيرها لا تتوقف عند زمن أو وقت محدد لكنها متجددة فى اجتهادات أئمتها وعلمائها على مر العصور لا تتجمد على ما علمت وتغلق منافذ التجربة والمعرفة ولا تتبع كل ناعق وتقلد تقليدا أعمى إنما تتمسك بما لديها من تصورات وأصول ثم تنظر إلى نتائج التجريب وشعارها الدائم الحقيقة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها فى تثبت ويقين .


ويؤكد أنها وسط فى علاقاتها مع جميع المجتمعات الدولية، فلا تتحجر ولا تتعنت بل منفتحة مستقبلة للجميع حتى مع أشد الناس اختلافا وأيضا هى وسط فى التنظيم والتنسيق لا تدع الحياة كلها للمشاعر والضمائر ولا تدعها للتأديب والتشريع، إنما توجه ضمائر الناس بالتهذيب ويجدر بنا ألا ننسى أن وسطيتها فى المعاملات والارتباطات لا تلغى شخصية الفرد ومقوماته ،فلا تتلاشى شخصيته فى شخصية الدولة إنما تطلق له الحرية والنوازع بحيث يحقق شخصيته، ثم تضع لها الحدود والكوابح فتوقفه عن الغلو والإفراط والتفريط وتقرر له من التكاليف والواجبات ما يجعله خادما لبلده وبلده خادما له .


وينبه إلى أن الأمة أيضا وسط فى موقعها فهى وسط العالم تجمع ولا تفرق قال تعالى:» واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» ، و:»وتعاونوا على البر والتقوي»، و:»لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».


ويوضح أن منهج الوسطية والاعتدال منهج واحد لا يتعدد أيضا فى العبادات وتطبيقها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يا أيها الناس إياكم والغلو فى الدين فإنه أهلك من كان قبلكم) الغلو فى الدين وأيضا فى معاملات الحياة سواء أكانت عقودا مالية أو زواجا أو أحكاما أو قضايا طلاق مما يتعامل فيه الناس مع بعضهم ولا يتسع الحديث لذكره.

اقرأ أيضاً|شيخ الأزهر عن الإسراء والمعراج: معجزة ربانية اختص الله بها النبي

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة