أحمد عزت
أحمد عزت


من القاهرة

ورقة الحياد

أخبار اليوم

الجمعة، 18 مارس 2022 - 05:29 م

بقلم: أحمد عزت

قبل مائتى عام تقريبا تبنت السويد خيار الحياد والتركيز على بناء الدولة، وكان ذلك عقب حروب دموية مع روسيا، انتهت بفقدان مناطق واسعة مـن بحر البلطيق. وخسارتها فنلندا فى عام 1809، ومنذ ذلك الحين لم تشارك السويد فى أى معارك خارجية، وركزت جهودها على تطوير بنيان الدولة وتوفير الظروف المناسبة لمواطنيها. وقد جنب هذا الوضع السويد الدمار فــى الحربين العالميتين الأولى والثانية.

أما نموذج الحياد النمساوى، فبدأ فى عام 1955 عندما بنت فيينا سياستها الخارجية على هذا الأساس. وبعد مشاركتين مدمرتين فى الحرب العالمية الأولى التى كلفتها خسارة معظم مساحة الإمبراطورية المجرية النمساوية، والثانية التى تسببت لها بـدمـار كبير، تمسكت النمسا بعدم الانضمام إلى أى تحالفات، وما زالت ترفض حتى الآن الدخول فـى تحالفات عسكرية، أو السماح بنشر قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، أو حتى المشاركة فى أى حروب، وعلى العكس من ذلك يدعم هذا البلد الجهود الدولية فى مجال نـزع السلاح وبناء الثقة والتعاون بين الدول.

وبالطبع هناك نماذج أخرى للحياد الدولى مثل الحالة الألمانية أو اليابانية أو السويسرية، غير أن «موديل» استوكهولم وفيينا يتصدران المشهد باعتبارهما النموذج الذى تتمسك به روسيا كمفتاح لحل أزمتها الراهنة مع أوكرانيا والغرب، حيث ترى موسكو فى هذا الأمر مخرجا لها أمام السقف العالى الذى رفعه بوتين، فيما يقيم الغرب الموقف، بينما تقف أوكرانيا بعد أن أصبحت ورقة مساومة بين الجانبين.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة