محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

طابا فى حضن الوطن

محمد بركات

السبت، 19 مارس 2022 - 07:59 م

كانت بالقطع لحظة فارقة فى عمر الزمن وفى تاريخ مصر بالذات، تلك التى وقعت فى مثل يوم أمس التاسع عشر من مارس عام ١٩٨٩، «منذ ٣٣ عاما»، وتم فيها إنزال العلم الإسرائيلي، ورفع العلم المصرى على منطقة طابا، إيذانا وإعلانا للعالم كله بعودتها إلى السيادة المصرية وانضوائها فى حضن الوطن الأم.


كان ذلك فى صبيحة ذلك اليوم الخالد فى المسيرة الوطنية لمصر، تعبيرا مباشرا وصحيحا عن إصرار مصر الدائم والقوى، على عدم التفريط فى أى جزء من أرضها المقدسة، كما جاء تأكيدا لإرادة شعبها الصلبة على استرداد كل حبة رمل من ترابها المقدس، وتحرير كامل أرضها دون تهاون أو تردد.


وفى هذا اليوم المجيد كنت متواجدا ومعى الزميل والصديق المصور الكبير «مكرم جاد الكريم»، رحمه الله، كى ننقل بالكلمة والصورة لقراء «الأخبار» ملامح وتفاصيل ذلك الحدث الوطنى المهم، الذى كانت مصر كلها تتطلع إليه بشوق، كى يكتمل جهدها العظيم فى تحرير سيناء واستعادة كامل أرضها، وهو الجهد الذى بدأته بالعبور وحرب أكتوبر المجيدة، واستكملته بالمفاوضات التى كانت وبحق معركة دبلوماسية وسياسية بالغة القوة والذكاء.


ولمن لم يعاصروا هذه اللحظات الفارقة من شبابنا وجيلنا المعاصر، نقول بأن عودة طابا استغرقت سبع سنوات كاملة من التفاوض الشاق، وانتهت باللجوء إلى التحكيم الدولي، الذى أصدر حكمه فى الساعة الثانية من بعد ظهر يوم التاسع والعشرين من سبتمبر «١٩٨٨»، بأن طابا مصرية مائة بالمائة، وأن كل الادعاءات الإسرائيلية بشأنها باطلة ولا يعتد بها.


ورغم صدور حكم المحكمة حاولت إسرائيل المماحكة والمماطلة فى التنفيذ، ولكن صلابة مصر وموقف القيادة السياسية الرافض لكل المساومات، أجبر الجانب الإسرائيلى على الرضوخ، وعادت طابا إلى حضن الوطن الأم فى التاسع عشر من مارس «١٩٨٩»، ليكتمل بعودتها لمصر كل ترابها الوطنى بكل حبة رمل منه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة