عيد الأم
عيد الأم


شهر المرأة| فنان سكندرى يطلق حملة لإسعاد الأمهات برسم لوحات لهن

آخر ساعة

الأحد، 20 مارس 2022 - 11:49 ص

كتب: أحمد الجمَّال

ليس هناك أعظم من دور الأم فى حياة أى إنسان، وهى دائماً الأولى بالحب والرعاية والطاعة، خصوصًا إذا تقدمت بها السِن.. وكل مَنْ لديه أمٌ ينعم بكنزٍ لا يقدر بثمن، إذ يكفى دعاءٌ منها لأبنائها ليفتح لهم أبواب الخير بأمر الله.

 

وقد حرص الفنانون التشكيليون تاريخيًا على رسم لوحات تترجم معنى الأمومة، بما فيها من مشاعر الاحتواء والعطف والتضحية والقوة والسند، لعل أشهرها تلك اللوحات التى جسّدت مريم العذراء والسيد المسيح، وأبدعها مايكل أنجلو دافنشي، ثم توالت الأعمال الفنية التى تتناول الموضوع ذاته، ومنها لوحة «مادونينا» للفنان الإيطالى بيرتو فيروتزي، وأطلق على لوحته اسم «مادونينا» وهى كلمة إيطالية تعنى «الأمّ الصغيرة»، واكتسبت شهرة عالمية واسعة، وعلى المستوى الشعبى اعتُبرت أيقونة للعذراء وطفلها الرضيع، رغم أن الفنان لم يقصد ذلك المعني!

 

من وحى فكرة تمجيد الأم، أراد فنان سكندرى شاب، أن يكرِّم الأمهات فى يوم عيدهن الذى يوافق 12 مارس من كل عام، من خلال مهنته كفنان تشكيلي، خصوصا أنه رسم مجموعة من اللوحات «البورتريه» لبعض الأمهات فى مراحل عمرية مختلفة، وكانت هذه اللوحات سببا فى إسعادهن، وبعدها قرّر إطلاق حملة تحت هاشتاج «اصنع بهجتها فى يوم عيدها»، ليكون بمثابة ملتقى فى الفضاء الإلكترونى يشارك فيه كل فنان تشكيلى أو أى شخص موهوب فى الرسم بصورةٍ يرسمها لأمه كهدية لها فى عيدها، ورغم أن الفكرة بدأت على نطاق محدود إلا أنها تتنامى بشكل جيد، متوقعًا أن تصل الحملة إلى ذروتها بحلول يوم عيد الأم.
 

وقبل أيام بدأ محمد السيد أحمد، ابن حى المنتزه فى مدينة الثغر، رسم لوحة لأمه، وحين انتهى منها شعرت أمه بفرحة كبيرة وغمرتها مشاعر الود تجاه ابنها، ثم التقط لهما أحد أصدقائه صورة فوتوغرافية جمعت محمد بوالدته وهى ممسكة بالصورة وسعيدة، وهنا قرر محمد أن يوسِّع نطاق الفكرة ويطلق الهاشتاج ليتمكن كل فنان من إسعاد أمه بتوثيق فرحتها فى صورة.


يقول محمد لـ«آخرساعة» إنه أراد أن يقدَّم هدية لأمه لا تنساها وتكون نوعًا من رد الجميل لها، خصوصا أنها صاحبة الفضل فى دعمه منذ كان صغيرًا وهى من شجعته لتعلم فن الرسم وكان هذا سببًا فى تميزه وحصده العديد من الجوائز المحلية والدولية، من خلال مشاركته بفعاليات فنية كبرى فى ألمانيا وفنلندا، قبل أن يتجه إلى العمل الميدانى وينفذ أعمالا جدارية متميزة فى مصر وبعض الدول العربية.
يتابع: كانت أمى خير داعم لي، فهى أم مثالية بامتياز، قامت برعايتى أنا وأشقائى الثلاث، رحاب وكريم ومؤمن، ورغم أنها حاصلة على دبلوم تمريض، كانت تساعدنا فى دروسنا فى المراحل الدراسية الأولى وتحلم بأن يكون كل منا له شأن كبير.

فنان سكندرى يطلق حملة لإسعاد الأمهات برسم لوحات لهن

ويؤكد محمد أن الفكرة حققت أصداءً جيدة فى الإسكندرية، ويتمنى أن تتوسع وتحدث مزيدًا من ردود الفعل الإيجابية داخل البيوت المصرية عمومًا، فكما يقول الفكرة لا يجب أن تقتصر على من لديهم موهبة الرسم فقط، بل إن كل إنسان فى مجاله يمكن أن يقدم هدية لأمه من وحى موهبته أو طبيعة عمله، ومهما كانت الهدية بسيطة ستكون سببًا فى سعادة والدته، لأن الأمهات جميلات ولا ينتظرن مقابلا ماديًا نظير ما قدمنه لأبنائهن، بل ينتظرن كلمة طيبة أو هدية تعبر عن الحب فى المقام الأول والأخير.


أما والدته، باتعة أحمد عطية (65 عامًا)، فعبّرت عن سعادتها الكبيرة لأن ابنها استطاع أن يصنع بهجتها بطريقة أحبتها وتركت فى وجدانها أثرًا كبيرًا. وبنبرة صوت طيبة قالت لنا إن كل الأمهات طيبات، ويتمنين الخير لأبنائهن. وقد تواصلت معها الكثير من قريباتها وصديقاتها بعد أن شاهدن اللوحة التى رسمها لها ابنها منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبرن عن إعجابهن بالفكرة، وكان هذا مصدرًا إضافيًا لسعادتها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة