د‭. ‬رحاب‭ ‬أردش
د‭. ‬رحاب‭ ‬أردش


سر السعادة فى العطاء

آخر ساعة

الثلاثاء، 22 مارس 2022 - 10:14 ص

د‭. ‬رحاب‭ ‬أردش

‭ ‬خبيرة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬و‭ ‬المهارات‭ ‬الحياتية

العطاء من‭ ‬أهم‭ ‬و‭ ‬أرقى‭ ‬الفضائل‭ ‬الإنسانية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬لأن‭ ‬العطاء‭ ‬هو‭ ‬بذل‭ ‬الجهد‭ ‬والتضحية‭ ‬للآخرين‭ ‬والتجرد‭ ‬من‭ ‬الأنانية‭ ‬وحب‭ ‬التملك‭ ‬فالعطاء‭ ‬يجعل‭ ‬الفرد‭ ‬يشعر‭ ‬بالسلام‭ ‬النفسى‭ ‬وبراحة‭ ‬البال‭ ‬وسعادة‭ ‬القلب‭ ‬فهو‭ ‬يعطى‭ ‬شعورا‭ ‬غامرا‭ ‬بالسعادة‭ ‬ويعطى‭ ‬لحياة‭ ‬الإنسان‭ ‬قيمة‭ ‬وأهمية‭ ‬فتزيد‭ ‬المحبة‭ ‬والألفة‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬و‭ ‬أبواب‭ ‬العطاء‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬حسب‭ ‬مقدرة‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬ولهذا‭ ‬فكلنا‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬العطاء‭ ‬المادى‭ ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬العطاء‭ ‬المعنوى‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬كلمة‭ ‬طيبة‭ ‬أو‭ ‬السماحة‭ ‬والعفو‭  ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬ألوان‭ ‬العطاء‭ ‬المختلفة‭ ‬التى‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬التآلف‭ ‬والتراحم‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬فتصل‭ ‬بالمجتمع‭ ‬إلى‭ ‬أرقى‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬التكاتف‭ ‬والتكامل‭.‬

والإنسان‭ ‬المعطاء‭ ‬قد‭ ‬يعطى‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬لما‭ ‬يعطيه‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬يترجم‭ ‬كل‭ ‬معانى‭ ‬الإنسانية‭ ‬فى‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ‬وهى‭ ‬العطاء‭ ‬فتراه‭ ‬يعطى‭ ‬ولا‭ ‬ينتظر‭ ‬حمداً‭ ‬أو‭ ‬شكراً‭ ‬فيعطى‭ ‬بلا‭ ‬مقابل‭ ‬ويُرْزق‭ ‬دون‭ ‬توقع‭ ‬فلا‭ ‬تظلم‭ ‬نفسك‭ ‬أو‭ ‬تلومها‭ ‬إذا‭ ‬اكتشفت‭ ‬يوما‭ ‬أنك‭ ‬أعطيت‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬وقُوبل‭ ‬عطاؤك‭ ‬بالجحود‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬فيكفيك‭ ‬أنك‭ ‬تعمل‭ ‬طائعا‭ ‬لا‭ ‬مكرها‭ ‬إبتغاء‭ ‬وجه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭.‬

فُكن‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬العطاء‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬تعيقهم‭ ‬أى‭ ‬انكسارات‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬وخصوصاً‭ ‬فى‭ ‬أوقات‭ ‬الشدائد‭ ‬والأزمات‭ ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬اللحظات‭ ‬التى‭ ‬يشح‭ ‬فيها‭ ‬الناس‭ ‬ويؤثرون‭ ‬مصالحهم‭ ‬الشخصية‭ ‬فتسود‭ ‬الأنانية‭ ‬والجشع‭ ‬والكره‭ ‬والغيرة‭ ‬وُكن‭ ‬ممن‭ ‬يتسابقون‭ ‬فى‭ ‬العطاء‭ ‬ويسارعون‭ ‬للخيرات‭ ‬فيشعروا‭ ‬بلذة‭ ‬الحياة‭ ‬فتسمو‭ ‬قلوبهم‭ ‬وأرواحهم‭ ‬ويشعرون‭ ‬بالسعادة‭ ‬الحقيقية‭ ‬والرضا‭ ‬الدائم‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة