صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قدمت له الحب.. فقدم لها الهيرويين!

علاء عبدالعظيم

الخميس، 24 مارس 2022 - 09:13 م

قدمت قلبها الأخضر إليه على طبق من ذهب.. ومن فوقه الورود والرياحين.. لكن قلبه الأسود انتزع الاخضرار ليزرع الجفاف والمرارة، والهيرويين!

ليس فيلما سينمائيا أو مسلسلا دراميا، إنما هي قصة واقعية شهدتها محكمة القاهرة للأحوال الشخصية.

كانت الفتاة الثرية الجميلة، طالبة بكلية الطب في السنة النهائية، تذهب إلى جامعتها وهي تقود سيارتها الفاخرة، وقد اجتمعت لها كل مقومات وأسباب الحياة الرغدة السعيدة، فقد كانت وحيدة أبويها، والوريثة الوحيدة لثروة أبيها رجل الأعمال الذي وعدها بعد تخرجها بأن يقيم لها مستشفى خاصا يحمل اسمها، وتمارس فيها عملها.

اقرأ أيضا  |  الرقيقة نجاة.. تربت في بيت أثرت الأم على الأب بقوة

أما الأم فكانت تخشى عليها من الحسد، وتشفق عليها من أن يحوم حولها الرجال الطامعون في ثراءها، وجمالها وثقافتها، فليس هناك في نظرها من رجل يستحق أن يكون جديرا بها.

وبمرور الأيام تعثرت الفتاة الجميلة بحجر في طريقها، وكان هذا الشاب شقيق صديقتها، الذي وقعت في حبه، وغرقت حتى أذنيها، وانساقت وراءه بكل أحاسيسها، ومشاعرها، وعواطفها المكتومة، فلم يكن قلبها قد عرف الحب، ولا دق لإنسان من قبله، حيث كانت غارقة في دراستها وتفوقها، بعيدة عن دنيا الرجال حتى ساقها قدرها التعس إليه.

حيث كان وسيما من ذلك النوع الذي حباه الله تأثيرا وسيطرة على النساء، خفيف الظل، حلو الحديث، لكنه كان فاشل في دراسته، وأصبح مسلوبة الإرادة بعدما تملك من كل عواطفها ومشاعرها، وفجر الطاقات المكبوتة في قلبها وجسدها.

تكررت اللقاءات بينهما، وهي مسحورة، ومأخوذة به غارفة معه في بحر العسل، وفشل أبيها في أن يبعدها عن التلعق به، فهو شاب فاسد مفلس، لايريد شيئا غير الإيقاع بالغريرات من البنات، توسلت إليها الأم بدموعها بأن لاتدفع بنفسها إلى الهاوية، لكن باءت كل محاولاتهما معها بالفشل، خاصة بعدما ازدادت اصرارا على التمسك به أكثر وأخذت تهدد بالهروب معه أو الانتحار.
استسلم الأبوين لرغبتها، وانتقلت إلى شقة فاخرة قام الأب بتأثيثها بأفخر الأثاث، وغرقت الفتاة مع زوجها في أحلامها، وانساقت خلفه بعواطفها وهو يسوقها أيضا إلى السهرات الماجنة حتى الساعات الأولى من الصباح، ونسيت طموحها ودراستها وكيتها، ورسبت في البكالوريوس أكثر من مرة.

وبدأ الشيطان ينفذ خططه، ودفعها إلى طريق إدمان الهيرويين، وعندما اطمأن بأنها مسلوبة الإرادة  أخذ يلاحقها بتذاكر الهيرويين، واصطحبها إلى الشهر العقاري،  وحررت له توكيلا عاما تعطيه الحق في التصرف في أموالها بالبيع والرهن، وحدث مالم تكن تتوقعه، حيث قام بإبلاغ المباحث عنها، بأنها تحتفظ في دولاب غرفة نومها بكمية من مسحوق الهيرويين.

وبعد منتصف الليل فوجئت برجال المباحث يداهمون الشقة، وعثروا داخل دولاب غرفة نومها ١٠ تذاكر من مسحوق الهيرويين معدة للاستعمال الشخصي، وقال الزوج أن هذه الكمية تخص زوجته التي اعتادت على الإدمان  وتم القبض عليها،  ودفع محاميها أمام محكمة الجنايات بأن غرفة النوم ليست خاصة بالزوجة وحدها وإنما يشاركها زوجها السيطرة عليها، وأن كل مايوجد بها وفي حيازتها من ملابس وأدوات هي ملك له أيضا، وأن الزوجة ليست لها السيطرة التامة على مكان الضبط الذي تم فيه العثور على المخدر.

وأن الزوج أراد التخلص منها بتلفيق الاتهام لدفعها إلى السجن بعدما استولى على أملاكها بموجب التوكيل العام، الذي أعطته له.

حكمت المحكمة ببراءة الزوجة من تهمة إدمان وإحراز الهيرويين، وأسرعت إلى محكمة القاهرة للأحوال الشخصية تطلب في دعوى أقامتها بالطلاق من زوجها الذي تتضرر من استمرار الحياة معه، بعد أن دمر مستقبلها، ودبر لها مكيدة للإيقاع بها ودخولها السجن، وإضراره بها ضررا لاتستطيع معه دوام العشرة.

وحكمت المحكمة بطلاق الزوجة من زوجها.

 

 

 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة