عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

حرب عملات عالمية!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 24 مارس 2022 - 09:19 م

بينما كان الدولار الأمريكى يستمتع بالصعود تجاه كل العملات العالمية ومن بينها الجنيه المصرى بعد قرار الفيدرالى الأمريكى برفع الفائدة الذى جذب الأموال الساخنة من بلدان الاقتصاديات الناشئة لأمريكا ، فاجأ الرئيس الروسى بوتين الأمريكان قبل الأوربيين بقراره ببيع الغاز الروسى لأوربا بالروبل وليس اليورو كما هو الحال الآن ومعه الدولار الأمريكى، الذى يحصل به الأوربيون على ٣٠ فى المائة من الغاز الروسى والباقى بعملتهم الموحدة (اليورو) .. فهذا القرار يحقق لروسيا أكثر من هدف..

اولا وقف التدهور الذى أصاب عملتها "الروبل" بعد فرض عقوبات اقتصادية صعبة عليها واستعادتها  توازنها  تجاه العملات المختلفة.. وثانيا تفريغ العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوربية من جوهرها لأن الأوربيين سوف يلجأون للحصول على الغاز الروسى الذى يحتاجونه بشدة الى التعامل مع البنوك الروسية التى أوقفوا التعامل معها بعد اندلاع حرب أوكرانيا، خاصة ان ما لدى الصين وإيران من العملة الروسية  لن يكفيهم..

وقد يساومهم بوتين مستقبلا على إلغاء تلك العقوبات الاقتصادية مقابل تقديم الروبل لهم الذى يحتاجونه لتمويل مشترواتهم من الغاز الروسى.. غير أن الأهم من ذلك أن استخدام الروبل الروسى فى تجارة الغاز مع أوربا سوف يكون على حساب الدولار الأمريكى ويخصم من قدراته كعملة احتياط وتعامل دولية، لأنه سيقلص التعامل بها دوليا.    


ولعل ذلك كله يفسر لماذا سارعت بعض العواصم الأوربية لإعلان رفضها دفع ثمن مشترياتها من الغاز الروسى بالروبل وتمسكها بالدفع باليورو والدولار الأمريكى، كما تقضى التعاقدات مع روسيا..

غير ان الدول الأوربيةَ لا تملك ترف الاستغناء عن الغاز الروسى الذى تعتمد عليه بنسبة ٤٠ فى المائة  لتوفير  احتياجاتها من الطاقة، وقد تجد نفسها مضطرة  لدفع  ثمن مشترواتها من هذا الغاز بالروبل الروسى اذا تمسك بوتين بقراره الذى أمهل المركزى الروسى أسبوعا للتحضير للعمل به، ليشهد بذلك الاقتصاد العالمى حرب عملات عالمية لإزاحة الدولار الأمريكى عن عرشه الذى يستأثر منذ أن انتهت الحرب العالمية الثانية..

فها هى روسيا تطالب دولا اخرى غير أوربا بالتعامل التجارى معها بالروبل، وقد تفكر مستقبلا فى بيع القمح بالروبل ايضا وكذلك المعادن المهمة التى تستأثر بها وتدخل فى صناعة الإلكترونيات..

وها هى الصين تتباحث مع دول الخليج لشراء نفطها باليوان الصينى، ولعلنا لا ننسى دعوتها قبل سنوات مضت بأن يكون للعالم عملة احتياط جديدة بديلة للدولار الأمريكى.. ويتعين أن يكون ذلك حاضرا فى اذهاننا ونحن ندير سعر صرف الجنيه المصرى.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة