محمود الوردانى يكتب :  الموت فى التشريفة
محمود الوردانى يكتب : الموت فى التشريفة


محمود الورداني يكتب: الموت في التشريفة

أخبار الأدب

السبت، 26 مارس 2022 - 11:59 ص

[email protected]

 اعتبر تراث صلاح عيسى، سواء ما نشر في حياته بالفعل، أو ما نُشر بعد رحيله بواسطة الزميلة الأستاذة أمينة النقاش زوجته، أو ماينتظر النشر وهو حوالى 15 كتابا، أعتبر هذا التراث ثروة ملك الشعب بكل بساطة وبلا لجوء لألفاظ حماسية، وقد أنفق الراحل الكبيرعمره كله، من أجل إنجاز هذا الصرح الكبير المتمثل فى أكثر من عشرين مجلدا وكتابا، ستبقى جميعها لأجيال تلو أجيال.


 كاتب هذه السطور تشرّف بصداقة الراحل الكبير، وتشرّف أيضا بالتعلّم من كتبه وسيرته كمؤرخ وجورنالجى وكاتب كبير، كما سبق له- لكاتب هذه السطور- أن كتب الكثير من المقالات عن كتبه سواء فى حياته أو بعد رحيله، لذلك أعتبر نفسى من محبى صلاح والعارفين بفضله.


مناسبة هذا الكلام صدور واحد من كتب صلاح عيسى الذى تفضّلت بدفعه للنشر الزميلة الأستاذة أمينة النقاش، وصدر بالفعل عن دار المحروسة وهو «الموت فى تشريفة الحليف الوطنى» ، الذى ظل على قائمة الكتب المعدّة والمنتظرة لعدة سنوات، خصوصا بعد نشره فى حلقات فى مجلة اليسار عام 1990 .

وماتردد وقتها على لسان كثير من الكتاب اليساريين أنه لا يجب المشاركة فى حملات الهجوم على عبد الناصر، وأنه يجب الدفاع عن الجوانب الإيجابية فى الناصرية، وهو كلام صحيح فى وقت سابق فقط، أى أثناء الحملة الشرسة على عبد الناصر وعهده ونظامه، أى فى غضون سبعينيات القرن الماضي، وقد مضى وقت طويل حتى نشر صلاح عيسى كتابه على حلقات فى مجلة اليسار، وجاءت الحلقات متخلصة من ذلك الحرج الذى استشعره البعض.


الكتاب يتناول وقائع تعذيب وقتل المناضل شهدى عطية الشافعى فى أوردى أبو زعبل عام 1960، وهى الواقعة التى صدرت حولها مقالات وكتب عديدة، وبعد أن انتهيتُ من قراءته شعرت بفجوات فيه. فعلى سبيل المثال، أظن أن الصفحات التى تناولت تاريخ اليسار منذ حزب 1921 وحتى حل منظمات الحلقة الثانية من الحركة الشيوعية عام 1965 من أكمل وأدق وأشمل ما كتب عن هذا الجزء من التاريخ، لكننى شعرت فى الوقت نفسه بالإيجاز المخل فيما يتعلق بتفاصيل مقتل شهدى .


وظل هذا الأمر يؤرقنى حتى نشر موقع باب مصر تقريرا مهماً أتوجه لصاحبه بالتحية، حيث بحث كاتبه عن الأصل الوارد فى مجلة اليسار قبل ثلاثة عقود، وأعاد قراءته وعقد مقارنة بين الحلقات المشار إليها وبين نص الكتاب، واكتشف أن هناك عدة فصول تم حذفها بالكامل «ومن بينها تفاصيل مقتل شهدى» ولعلى أضيف هنا على ماأورده الزميل أن صلاح عيسى لم يتطرق فى نص الكتاب للحكم التاريخى الصادر بإدانة القتلة وإلزام وزارة الداخلية بالتعويض لأسرة شهدى بمبلغ خصصته السيدة روكسانا أرملة شهدى بالكامل لتأسيس دار شهدى للنشر فى ثمانينيات القرن الماضى وتولى إدارتها الصديق رؤوف مسعد واستمرت عدة سنوات.


على أى حال، نحن أمام مشكلة حقيقية هنا. فالزميلة الأستاذة أمينة دفعت بكتاب معد للنشر من جانب صلاح، ودار النشر قامت بطباعة النص، وصدر على هذ النحو المبتسر والمختصر و المجتزأ، فلا الأستاذة أمينة ولادار النشر يتحملان المسئولية، ولما كان هناك ما يزال نحو 15 كتابا معدا وينتظر النشر، وأغلبها مجلدات بالغة الأهمية، ولما كان أيضا هنك كتاب صدر بالفعل هو «أفيون وبنادق» يحتوى على بعض الأخطاء فيما يتعلق بالمصادر مثلاً..


لهذا وذاك أتمنى بل وأترجى دار المحروسة أن تتدارك الأمر وتصدر طبعة جديدة من الكتاب يتولى تحقيقها الزميل صاحب المقال المنشور فى باب مصر. وأتمنى أيضا من الزميلة أمينة النقاش أن تعهد بكل كتاب من الكتب المعدة للنشر لعدد من أصدقاء وتلاميذ ومحبى صلاح عيسى لإعادة النظر وتجنب الحذف وإصدار  هذا المجهود المحترم على نحو يليق بصلاح عيسى.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة