محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد


الخروج عن الصمت

صراع النفس

الأخبار

الأحد، 27 مارس 2022 - 07:59 م

محمد عبدالواحد

تختلف درجات السعادة حسب مقياس كل إنسان لها فتراها عند البعض فى المال ويراها آخرون فى المنصب أو الجاه ويذهب بسطاء القوم مذهبا آخر مغايرا لما اختاره غيرهم فيجدونها  فى راحة البال.


وعندما ينعم  الله عليك بنعمة من تلك النعم تجد أن  لكل منها  مرحلة شقاء وصراع مع النفس،  إلا تلك النعمة التى ركن اليها البسطاء وهى راحة البال فدائما تجدها تعلو ولا يعلو عليها عمل لقول حديث رسول الله صلى عليه وسلم  (من أصبح منكم آمنا فى سربه ، معاف فى جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها)


فاصحاب المال لا يهنأون فهم فى صراع دائم مع الحياة يريدون الا تقف أرقام حساباتهم البنكية عند رقم معين فكلما ارتفع رأس المال يراه نجاحا ويرى أن حركته تدور فى فلكها الصحيح، وفى خضم هذا الصراع تجد ضحايا كثيرين لتلك العجلة الدائرة، فهى لا تعرف الرأفة ولا الرحمة ودائما منطقها واحد القانون لا يحمى المغفلين، بل يصل بهم الأمر أنهم يتلذذون وهم يلقون محاصيلهم الفائضة عرض البحر حتى يرتفع ثمنها وتزاداد الحاجة اليها ويكثر الطلب عليها وتجد ما تفعله من وجهة نظرها دعما لمزارعيها، وهو ما كانت تلجأ اليه الولايات المتحدة الأمريكية من إلقاء القمح فى مياه المحيطات بكميات كبيرة بحجة الحفاظ على الأسعار العالميه وحماية مزارعيها . كذلك تجد أستراليا فى إعدامها لأكثر من 10 آلاف جمل رميا بالرصاص وملاحقتها فى المزارع بالطائرات مأربها ، رغم أنها كانت تستطيع إبرام صفقات تجارية لتصدير هذه الإبل للدول العربية التى تستورد منها اللحوم والماشية ، أو للدول الافريقية الفقيرة ، والتى فى حاجه الى الغذاء واللحوم والبروتين بدل من قتلها ودفنها وعدم الاستفادة منها  .


أما الذين يرونها فى المنصب أو الجاه فهم أيضا فى صراع مع النفس فتجد أوج قمتها فى النفاق والتملق والتسلق على أجساد بعضهم البعض فعندما يرتقى سلما حاول بقدر الإمكان أن يهدم تلك الدرج التى صعد عليها حتى لا يصل اليها غيره.


أما أصحاب راحة البال فمنظروهم مختلف الأمان وسط أسرته أن ينعم بعافية بدنه يملك قوت يومه فتجدهم منعمين بالرضا.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة