محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

الحرب.. وحقوق الإنسان

محمد بركات

الثلاثاء، 29 مارس 2022 - 07:18 م

فى زمن الحروب والكوارث بصفة عامة، تكون التصرفات والمواقف كاشفة عن الوجه الحقيقى للأفراد والمجتمعات والشعوب دون زيف أو رياء، حيث تسقط الأقنعة وتتبدد الادعاءات وتسفر النفوس عن مكنونها الحقيقى وتركيبتها النفسية والإنسانية.


 وفى ظل الحرب المشتعلة والدائرة الآن على الأراضى الأوكرانية، رأينا وتابعنا ما جرى ويجرى على الحدود بين أوكرانيا ودول الجوار الأوروبى، تجاه الآلاف من الأفراد والأسر الهاربين من نيران المعارك والباحثين عن النجاة والطالبين اللجوء إلى الدول الأوروبية المجاورة.


 وفى ذلك رأينا تفرقة واضحة من جانب المسئولين عن الحدود بين البشر الفارين من الموت والطالبين للجوء، وكان هناك قبول وترحيب كبير بالجنسيات الأوروبية، وعدم ترحيب بغيرها من الجنسيات الأخرى، وخاصة ذوى البشرة الملونة والسوداء.


 أى أننا رأينا إهداراً واضحاً ومعلناً للادعاءات المتكررة من جانب المسئولين الأوروبيين، عن حقوق الإنسان والمساواة بين البشر والتزامهم وضرورة التزام غيرهم بعدم التفرقة بين البشر على أساس الدين أو الجنس أو اللون وغير ذلك.


 كما تابعنا وسمعنا العديد من المسئولين الأوروبيين يؤكدون على أنه من الطبيعى أن يكون هناك تعاطف بل وتمييز تام، للمهاجرين وطالبى اللجوء من ذوى البشرة البيضاء والشعر الأصفر والعيون الزرقاء دون غيرهم.


 بل وهناك من المسئولين فى تلك الدول الأوروبية، من قالوا وأعلنوا بوضوح، أن هؤلاء المهاجرين ليسوا مهاجرين سوريين أو يمنيين أو ليبيين ولكنهم أوروبيون مثلنا، وذلك فى اعتراف صريح عن الانحياز لبنى جلدتهم.


 وعلى الرغم من استنكار الكثيرين لهذا الموقف، إلا أننا يجب أن نتفهم وندرك، أنه من الطبيعى أن نرى انحيازا وتعاطفا من الأوروبيين تجاه بنى جلدتهم، ولكننا فى ذات الوقت نطالبهم بمعاملة إنسانية حسنة لمن هم من غير الأوروبيين، وذلك اتساقا مع ما يعلنونه مراراً وتكراراً عن التزامهم بمبادئ حقوق الإنسان، ورفضهم لكل مظاهر التمييز بين البشر،...، هذا إذا كانوا صادقين فعلا فى إيمانهم بما يقولون ويعلنون.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة