الجمعة، 01 أبريل 2022 - 06:50 م

بقلم: محمود بسيوني

لا حديث فى العالم إلا عن الازمة الاقتصادية المصاحبة للعملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا،  وما نجم عنها من انهيار فى حركة سلاسل الإمداد وتوقف تصدير الحبوب والتحذيرات من امتداد الازمة إلى توفير السلع الغذائية وربما الوصول الى أزمة غذاء تعانى منها الدول النامية على وجه التحديد .

كل الحكومات تحاول النجاة من الكارثة عبر تعزيز قدرتها على الاكتفاء الذاتى من السلع الغذائية، وزيادة الأنشطة الزراعية من أجل توفير متطلباتها لحماية شعوبها .

الا اننا فى مصر اضعنا كنزا بالبناء على الأراضى الزراعية الخصبة فى دلتا النيل، كانت مصر لقرون سلة غذاء، ولكن مع الزيادة السكانية وتآكل الأراضى الخصبة تحت ضغط البناء على الأراضى الزراعية على مدار الأربعين عاما الماضية فقدت مصر نصف مليون فدان من أجود أنواع الأراضى الزراعية، وتدفع ثمنا باهظا لاستصلاح اراض جديدة تساعد الدولة على توفير احتياجات السكان المتزايدة والضاغطة على كل موارد الدولة، يكفى أن تطالع تكلفة استصلاح  الفدان الواحد  والتى وصلت قبل قرار رفع الفائدة الى   300  ألف جنيه وهى بالتأكيد زادت خلال الأسابيع الاخير ان لم تكن تضاعفت  وبالتالى  تتحمل الدولة فى ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة مليارات الجنيهات لاستصلاح النصف مليون فدان  التى فقدناها.

بالتأكيد لست من أنصار البكاء على اللبن المسكوب، لكنى مع زراعة الوعى والمسئولية ونشر تلك الثقافة بين المصريين حتى نحاصر تلك الظواهر الخطيرة ونحافظ على كنوزنا ونغلق أبواب الندم .