السبت، 02 أبريل 2022 - 03:11 م

هاجر علاء عبدالوهاب

تشهد القاهرة مجموعة من الفعاليات التشكيلية المهمة فى الفترة الحالية، أبرزها معرض «المشهد» الذى افتتحته أخيرًا وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم بمجمع الفنون بالزمالك «قصر عائشة فهمي»، ويضم أكثر من تسعين عملا فنيا مختلفا من أنواع الفنون «الجرافيك، والحفر والطباعة على الخشب، والنحت، والخزف».

المعرض يضم أيضًا أعمالًا فنية أخرى من نوعية المجسمات، وفن التحريك، وبذلك يظهر اتجاهات عديدة ومختلفة، ومتنوعة من الفن المصرى المعاصر الناتج عن الحراك الفنى الحالى بمختلف الاتجاهات فنيًا، وتقنيًا، ومفاهيميًا. 

وترصد سلسلة معارض «المشهد» مجموعة من التجارب المؤثرة فى تكوين الحركة الفنية التى يقدمها فنانو مصر بمختلف اتجاهاتهم الفنية والفكرية وتوثيقها وعرضها، ليصبح «المشهد» كاملا كعمل فنى واحد يرسم لنا تطورات الفن المصرى من آن لآخر، وبذلك يقدم لنا كل ما هو جديد بشكل دورى، ويتيح الفرصة لفنانينا المعاصرين لتشكيل المشهد الفنى المصرى بكل متغيراته، ومستحدثاته وتشكيل صورة فنية معاصرة بكافة مدارسها.

ومن خلال رصد المتغيرات الاجتماعية والفكرية داخل المجتمع تظهر الأعمال الفنية الفريدة والمتنوعة، حيث تظهر المتناقضات سواء الإيجابية أو السلبية والتعبير عنها من خلال الرموز البصرية لتشكيل بعض المفاهيم التى تحدث داخل المجتمع وتؤثر فيه بشكل عام أو بشكل خاص على الفنان، وهذا ما ترجمته لنا اللوحة الفنية والتجربة الإبداعية للفنان عماد عبدالوهاب التى تحمل اسم «فنجان ورد» فاهتمامه بإظهار صراع الفرد داخل المجتمع من صراعات بقبول أو رفض مفردات واقعية ممتزجة بالخيال وبإبراز تلك المتغيرات والتناقضات بين الشكل الخارجى والداخلى فى صورة رموز بصرية للكشف عن ازدواجية الأفكار وفقد المصداقية ومجموعة من المشاعر والأحاسيس المضطربة والفوضى التى تشكل قيما مغايرة ليس لها علاقة بالمنظومة العالمية الجديدة ولا بمنظومة القيم الموروثة، فتظهر حالة الازدواجية مغلفة بثوب الوهم لتكشف لنا كم التناقض بداخلنا. 

وهذا العمل الفنى ينقل لنا كل هذه المشاعر والأحاسيس باستخدام التكنيك المميز فى الرسم على التوال بألوان الإكرليك والزيت معا لتعكس حالة المشاعر المختلطة وتعبر عن الازدواجية فى لوحة تصويرية مختلفة وعصرية.

وفى عمل آخر للفنانة إيمان أسامة تعبّر عن مشاعرها فى لوحتها التى تحمل اسم «آدم وحواء على دانتيل»، وهذا العمل صورة تعبيرية رمزية عن تصوير الأنثى من خلال وصفها ووصف كل مشاعرها وأحلامها وكل ما تتمناه من الرجل بالدانتيل، واستخدام هذه الخامة كرمز لارتباطها بشكل وثيق بالمرأة من حيث الرقة والهشاشة، ويحتاج لتعامل من نوع خاص مثله كمثل المرأة بقدر بساطتها وسهولة التعامل معها، إلا أن مفتاحها هو التقدير والحب والاحترام الذى يناسب فطرتها الأنثوية، فهى رقيقة مفعمة بالمشاعر والأحاسيس الجياشة والمعاملة الحسنة هى سر الرباط المقدس بينها وبين الرجل، وجاءت اللوحة كعمل فنى متكامل من حيث استخدام ألوان الإكريليك على القماش، وهو ما نجح فى نقل كل المشاعر التى ينقلها لنا العمل الفنى فى صورة بصرية رمزية معاصرة.