في سيناء افطار الرجال علي مائدة واحدة في الديوان خلال شهر رمضان 
في سيناء افطار الرجال علي مائدة واحدة في الديوان خلال شهر رمضان 


فرض غرامة مالية علي من يتأخر عن صلاة الفجر لتوزيعها علي الفقراء 

من عادات وتقاليد أهل سيناء في رمضان .. إفطار الرجال على مائدة واحدة

صالح العلاقمي

السبت، 02 أبريل 2022 - 08:57 م

يتمسك سكان المدن والبادية بشمال سيناء على حد سواء، عدد من العادات والتقاليد، والتي يأتي فى مقدمتها إشعال النار، والإفطار الجماعي في الدواوين ودعوة الأقارب في أول أيام الشهر الكريم، وكذلك تبادل أطباق الاكل بين البيوت في القري والتجمعات  .

اقرا ايضا|محافظ شمال سيناء يؤكد اهتمام الدولة ومنظمات المجتمع المدني بالقرى   

 يشهد الديوان أو المقاعد العربية في شهر رمضان في شمال سيناء، أهم عادة وهي إفطار الرجال في الدواوين على مائدة واحدة وقضائهم سهرات رمضان فيها.. حيث يسبق الافطار إشعال النار في كومة حطب لنضج الشاي والقهوة وذلك قبل أذان المغرب بنحو ساعة تقريبا، إلي جانب إعداد الفطائر "الفراشيح".

ومن عادات وتقاليد أهل سيناء في رمضان ايضا منع الزواج في الشهر الكريم ، لذلك يكثر عقد القران بعد رمضان مباشرة، كذلك وقف نظر المشاكل في رمضان عن طريق  القضاء العرفي ، مراعاة لحرمة الشهر الكريم حتى لا تضيع ساعاته في مشاكل ومنازعات.  

وقال حسن سلامه باحث في التراث السيناوي ان ظاهرة تبادل الاطباق بين الجيران تنتشر خاصة في القرى والمناطق البدوية، فترى الأطفال وهم يحملون الأطباق  لتوزيعها علي الجيران، حيث أن إحياء هذه العادة الجميلة خلال شهر الصوم، يعمل على توطيد الحب والتآلف بين الجيران في الشارع    .                                                
 وأضاف أن عملية تبادل أطباق الطعام، من العادات الرمضانية الجميلة التي تصنع السعادة وتخلق أجواء الرحمة والحب بين الجيران، خاصة وأن نمط الحياة الحديثة  قد يلهي الكثيرين عن التواصل مع جيرانه ،.  

كما يحرص سكان سيناء على إعداد وليمة الرحمة، فى شهر رمضان، وهي عادة يحرص عليها أبناء القبائل البدوية، حيث يتم نحر رؤوس الماشية والماعز، وإقامة وليمة بنية إفطار الصائمين، ودعوة إليها كل الأقارب والأصدقاء وتوزيع اللحوم على منازل الفقراء فى المنطقة.   

كما يتم  دعوة والأخوات والعمات والبنات في الحضر، لإفطار جماعي فى أول جمعة من شهر رمضان داخل بيت كبير العائلة، وهى عادة يحرص عليها الجميع، ويوضح أنه برغم أن الرجل يتناول طعامه فى المجلس، إلا أنه يحرص على أن تحضر بناته   وأحفاده وأشقائه للافطار الجماعي مع الأسرة.

ويقول سليمان العياط، باحث في التراث السيناوي، انه من عادات بدو سيناء توقف التقاضي ونبذ الخلافات في رمضان، فالقضاء العرفي في إجازة إجبارية طوال شهر رمضان المبارك في صحراء سيناء، وأي جلسات عرفية يتم تأجيلها لما بعد الشهر الكريم.
لذا تقل المشاكل والمشاحنات في أيام الشهر الكريم، علاوة على أن حفلات الزفاف يتم تأجيلها، حيث يفضل إقامتها خلال أيام العيد، بينما يتم عقد القران بدون إقامة أفراح، و توقف عادة ختان الذكور، فإنها تتوقف تماما خلال الشهر الكريم لعدم إسالة الدم،.
كما يشهد الشهر الكريم حالات الصلح بين الأزواج وعودة الوئام بين أفراد الأسرة احتراما لهذا الشهر الكريم الذي تعم فيه البركة والرحمة والعتق من النار.

 وتقوم بعض الدواوين داخل التجمعات القبلية بفرض غرامة عمن يتأخر عن صلاة الفجر، خاصة في رمضان عن طريق دفع مبلغ مالي يوضع في صندوق بمعرفة شيخ القبيلة ويتم توزيعها على الفقراء قبيل نهاية رمضان،.كما العقوبات في الاعتداء على الحقوق خلال شهر رمضان مغلظة لعظمة هذا الشهر، فالحق الذي تصدره المحاكم العرفية التي تعقد بعد رمضان، لاعتداءات وقعت في شهر رمضان تكون مربعة "أي أربعة أضعاف"، ما لم يتنازل المجني عليه عن حقه إكراما للحاضرين.

وتقول أم  حسن، ربة بيت، إن عادة تبادل أطباق الأطعمة بين الجيران، من السلوكيات الجميلة التي نشأت عليها منذ الصغر، من اجل اظهار  مشاعر الحب تجاه بعضهم بعضاً، والتعبير عن الكرم من خلال تقديم ألوان من الأطعمة المحببة لديهم ،
الولائم والاكلات:

 وقال المهندس سعيد العماري من بئر العبد ان  ابناء  بادية سيناء يحرصون علي  تناول الافطار الجماعي في الدواوين والمجالس العربية ، حيث يتم إحضار الطعام من المنازل التى يتواجد أصحابها داخل الديوان، ويتم وضعه على مائدة كبيرة يتناول منها الجميع، وما يتبقى لا يتم رفعه إلا فى وقت متأخر انتظارا لوصول ضيف أو عابر سبيل.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة