جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

بعض «المستخبي» في حرب أوكرانيا!!

جلال عارف

الإثنين، 04 أبريل 2022 - 04:35 م

فى غزو العراق قبل عشرين عاماً، أخذت أمريكا معها الطاقم الذى اختارته من الصحفيين والإعلاميين لتغطية أحداث الحرب من داخل الدبابات الأمريكية ليكونوا جزءاً من عملية الغزو، ولتكون الصورة الوحيدة التى تنقل للعالم هى تلك الصورة التى تم التخطيط لها مسبقاً ضمن الاستعداد للغزو مهما كانت درجة ابتعادها عن الحقيقة (!!) بينما غابت العين المحايدة التى تنقل الأحداث وغابت معها حقيقة الكثير من الوقائع حتى اليوم عن تلك الحرب المدمرة التى قامت على أكذوبة صدرتها أمريكا عن امتلاك العراق للسلاح النووى لم تحاسب عليها ولم تدفع ثمنها حتى اليوم!

فى غياب الإعلام المحايد لم يعد أمامنا إلا الرؤية الروسية للأحداث فى جانب، والرؤية الغربية فى جانب آخر، وكل جانب يفرض الحواجز ليمنع رواية الأحداث إلا من وجهة نظره، ولا فرق فى ذلك بين إعلام موسكو والإعلام الغربى إلا فى التفاصيل (!!) غابت الموضوعية عن الجميع.. لا فرق فى ذلك بين طرف وآخر، ولا بين «بى . بى . سى» وأى قناة روسية فى درجة الانحياز للرواية الرسمية ولو كانت تجافى الحقيقة!
 إحدى نتائج غياب الإعلام المحايد هى ما نراه من غياب للحقائق فى أحداث خطيرة أو ادعاءات فاجرة (وفقاً لمنظور الرؤية فى هذه الحرب التى تمتد آثارها للعالم كله!!).

خذ مثالاً قضية الأسلحة البيولوجية والكيماوية فى أوكرانيا التى وصلت إلى مجلس الأمن وعادت بلا إجابة على السؤال: هل كانت معامل أوكرانيا تحت أمر السلطات الأمريكية لإنتاج أسلحة بيولوجية خطيرة كما قالت روسيا.. أم أن ذلك الادعاء تمهيد لاستخدام هذه الأسلحة كما تقول أمريكا؟.. الإجابة غائبة، لأنه لا وجود هنا لإعلام محايد يبحث عن الحقيقة، ولا لتحقيقات دولية تكشف «المستخبى» فى هذا الشأن!

نفس الشيء يتكرر مع حكاية الكشف عن مقابر جماعية فى مدن أوكرانيا خلال اليومين الماضيين (وبالتزامن مع أنباء تحقيق تقدم فى مباحثات وقف القتال وإنهاء الحرب!) الغرب يتهم روسيا التى تطلب من مجلس الأمن التحقيق، وفى كل الأحوال ستبقى الحقائق غائبة. وسيغيب معها الإعلام المحايد الذى يبحث عن الحقيقة، والذى أصبح أحد أهم ضحايا هذه الحرب التى لا يذهب فيها الصحفى إلى ميدان القتال إلا فى دبابة هذا الفريق أو الآخر!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة