رجائي عطية
رجائي عطية


بعد وفاة رجائي عطية.. خناقة النقيب المؤقت.. والكارنيهات المضروبة

أخبار الحوادث

السبت، 09 أبريل 2022 - 11:19 ص

محمد طلعت

مر أكثر من أسبوع على وفاة نقيب المحامين رجائي عطيه، نصفهم كانت حدادًا على روح الأستاذ لكن الاحداث التي مرت على النقابة تشعرك أنه مر أساببيع وشهور من سخونتها والصراع الدائر بين كافة الأطراف على من يسيطر على النقابة ويقود، وتحول حلفاء الماضي القريب لمتصارعين على مقعد النقيب المؤقت أو للترشح لمنصب النقيب والسيطرة على مقاليد الأمور في النقابة خلال العامين المقبلين، في السطور التالية نستعرض أبرز هذه الأحداث ونكشف إلى أين تتجه البوصلة في انتخابات المحامين المقبلة ومن الأقرب لشغل منصب نقيب المحامين.

 

 إعلان سامح عاشور نقيب المحامين الأسبق عدم ترشحه في الانتخابات التكميلية التي سيتم خلالها انتخاب نقيب للمحامين يكمل المدة المتبقية على المجلس الحالي وهى أقل من سنتين؛ فتح الباب أكثر أمام صراع بين أعضاء الجبهة الواحدة، وهى الجبهة التي كانت في مواجهة عاشور خلال الانتخابات الماضية وظهر الصراع بينهم الآن، والذي كان في الغرف المغلقة خلال العامين الماضيين يطفو إلى السطح.

 

تراجع عاشور أو حركته التكتيكية بالتريث وعدم الترشح للانتخابات المكملة هى حركة ذكية من قبله وفقا للمتابعين للشأن النقابي، فأولا إذا فاز بالانتخابات سيواجه مجلسًا منقسمًا ومعاديًا له وبالتالي سيكون هناك صراع ضخم داخل مجلس النقابة معه ولن يحقق ما يصبو إليه، وثانيًا عدم ترشحه سيجعل الحلفاء في التحالف الذي واجهه في الانتخابات الماضية كل منهم يرغب في أن يترشح لمنصب النقيب في ظل عدم تواجد اقوى المرشحين، ثالثًا إذا فاز عبد الحليم علام نقيب الإسكندرية وعضو مجلس النقابة بمنصب النقيب العام وهو الأقرب وفقًا لما هو متداول بين المحامين خلال الأيام الماضية إذن ذلك سيضع حملا كبيرًا على علام خلال العامين المقبلين في تحقيق ما يرجوه جموع المحامين، فإذا لم يستطع سيكون ذلك انتقاصًا من فرصه في انتخابات 2024 المقبلة خاصة أن الأوضاع في الأساس داخل النقابة ليست على مايرام سواء من الناحية المادية أو بالنسبة لتطلعات المحامين، والتي زادت مشاكلهم خلال الفترة الماضية بصورة كبيرة وسبق وتحدثنا عن هذه التحديات في إعداد سابقة وقت تواجد النقيب الراحل رجائي عطية، فهل يرث علام اقرب المرشحين للفوز بالمنصب هذه المشاكل والتي ستؤثر أيضًا بصورة كبيرة على حظوظه في الانتخابات العامة بعد عامين؟!


هناك من يرى أن سامح عاشور لم يكن جاهزًا للمنافسة في ذلك التوقيت وأنه كان يعد العدة للترشح بعد عامين وبالتالي جاءت وفاة رجائي عطيه لتربك حسابات جبهته الانتخابية خاصة مع تركيزه الكبير خلال الفترة الحالية في مجلس الشيوخ وليس للنقابة، وبالتالي لم يترشح انتظارًا لكي تخلو له الساحة في 2024 عندما يدهس الصراع منافسيه في الانتخابات التكميلية الحالية.

حسم الصراع

الجبهة المسيطرة على مقاليد الأمور داخل نقابة المحامين شهدت صراعًا كبيرًا خلال الأيام الماضية بين على من سيترشح لمنصب النقيب خلال الأيام المقبلة؛ حيث حاول كل قيادة نقابية سواء عضو في مجلس النقابة أو خارجها جذب أنصاره ومؤيديه وعمل اجتماعات لمعرفة حظوظه في الانتخابات حتى أن أحد المرشحين الأقوياء للمنصب اجتمع بمؤيديه أثناء دفن النقيب الراحل داخل المقابر ولم ينتظر حتى أن يتم الدفن، في نفس الوقت الذي كان الآخرون يحاولون أن يأخذوا اصواتًا خلال تلقي عزاء النقيب الراحل رغم المشكلة التي وقعت وقتها بعدم وجود مكان لائق يتلقون فيه العزاء لكن لم يكن أحد من هؤلاء القيادات يهتم اين سيتم العزاء أو كيف سيكون الامر فالمهم هو الكرسي وكيفية الحصول عليه.


هناك 4 من قيادات جبهة الإصلاح كل منهم يرى في نفسه الأحقية في الحصول على المنصب في الانتخابات ومواجهة عاشور قبل أن يعلن عدم ترشحه لكن ذلك التراجع من سامح عاشور عن النزول للانتخابات جعل صراعهم اقوى ورغبة كل منهم تزداد لكن أحد أقوى المرشحين؛ وهو عبد الحليم علام بالأمر الواقع هو من وجدوا أنه يحظى بأكبر قدر ممكن من الدعم من مؤيدي الجبهة حتى هذه اللحظة ورغم أن المتنافسين الآخرين مازالوا يرون في أنفسهم القدرة على التنافس في الانتخابات إلا أن الصراع يكاد يكون حسم في تلك الجبهة لصالح علام وقد يشهد هذا الأسبوع اجتماعًا للجبهة في الإسكندرية مقر علام الانتخابي ومصدر قوته لكي يتم الاتفاق على ترشحه بصورة رسمية.

 

أما نبيل عبد السلام نقيب الإسماعيلية، فمازال يأمل بأن يترشح للمنصب وينتظر أي تراجع من عبد الحليم علام لكي يعلن عن نزوله للانتخابات حيث أجرى مشاورات مع أنصاره طوال الأسبوع الماضي لكن الرؤية العامة بالنسبة لترشحه مازالت غير واضحة إذا كان سيترشح ام سيدعم عبد الحليم علام الذي حسابيًا يستطيع أن يحسم الصراع لصالحه في نهاية الأمر.

 

على الجانب الآخر مازال منتصر الزيات يحاول أن يجمع أنصاره ومؤيديه من التيارات السياسية داخل النقابة من أجل الترشح والنزول، ومازالت اجتماعاته مستمرة سواء تليفونيًا أو عبر وسائل التواصل الحديثة لكنه من خلال مقربين مازال مترددًا، هل ينزل ويدخل في صراع مع الجبهة المسيطرة على النقابة من خلال دعم مؤيديه من التيارات الدينية داخل النقابة ام يتراجع عن الترشح، لكن حتى هذه اللحظة حلم الترشح والفوز بالمقعد يراوده وزاد الأمر بسبب عدم ترشح سامح عاشور المنافس القوي على المقعد لكن الزيات مازال يحتاج لدعم أكثر حيث لم يكن في حساباته أن يأتي الترشح بهذه السرعة؛ فموت النقيب المفاجئ أربك حسابات الجميع على كل الجبهات.

 

على الجانب الآخر مازال الصراع على لقب نقيب المحامين المؤقت يدور في أذهان كل اعضاء مجلس النقابة؛ فقد شهد الاسبوع الماضي موقف أثار سخرية المحامين على اختلاف توجهاتهم بعد نشر كارنيه أصدرته النقابة باسم مجدي سخي عضو مجلس النقابة واقدم الاعضاء المتواجدين سنًا وقيدًا في جدول المحامين باعتباره نقيبا للمحامين بدون أن يتم إعلانه نقيبا بل إن الموظفين التابعين للنقابة هم من اصدروه ويحمل توقيع مجدي سخي والذي اعتذر بعد ذلك عن ماحدث قائلا؛ إنه حدث خطأ غير مقصود من الشركة المصممة للكارنيه وتم تسريب صورة منه وتم وقف العمل به فور علمي وانا مع إعمال  احكام قانون المحاماة ورحم الله النقيب رجائي عطية".

 

تلك الواقعة شهدت تفاعلا وحالة من السخرية الشديدة لدى المحامين حيث أن كل فرد من أعضاء مجلس النقابة يحاول أن يسيطر على النقابة فأصدر حسين الجمال قرارًا بتحويل الموظف المسؤول عن الكارنيهات للتحقيق معه بسبب هذه الواقعة والأزمة في ذلك هو أن الجمال الأمين العام للنقابة في هيئة المكتب التي أبطلتها محكمة القضاء الإداري، وبالتالي هل يعتبر قراره باطلا أم أنه مازال أمينًا عامًا للنقابة؟، هذا أمر غير معروف لكن كل شيء جائز في نقابة المحامين التي تشهد صراعًا بين كل اعضاء مجلسها بصورة كبيرة خلال هذا الأسبوع والذي من المتوقع أن يزداد الأمر خلال الأيام المقبلة مع اقتراب فتح باب الترشح للانتخابات وعدم وجود من يسيطر على الاجواء داخل النقابة العامة، فما الذي سيحدث هذا ما سنحاول الإجابة عليه في الاسبوع المقبل.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة