الفنان التشكيلى الكبير محمود سعيد
الفنان التشكيلى الكبير محمود سعيد


امتزجت فيها الصلاة والخشوع والزينة

رمضان.. حالة وجدانية بالريشة والألوان

آخر ساعة

الأحد، 10 أبريل 2022 - 01:06 م

هاجر علاء عبدالوهاب

هناك العديد من الأعمال الفنية المميزة، التى عبّرت فيها الريشة والألوان عن الاحتفاء بشهر رمضان الكريم باعتباره مناسبة جليلة لها مساحة كبيرة فى وجدان المسلمين حول العالم.


وتختلف حالة التعبير عن الاحتفاء بشهر رمضان تشكيليًا من فنان لآخر، وفقا لحالته الفنية والأسلوب الذى يتبعه فى التعبير ومدى تأثره بالمناسبة، ورؤيته الشخصية التى تظهر فى العمل الفنى، ومن هذا المنطلق نجد الكثير من الفنانين الذين نجحوا فى تقديم أعمال فنية خالدة تعبر عن هذه المناسبة الروحانية الفريدة بشكل رائع يلمس وجداننا، حيث تحولت لوحاتهم لأيقونات فنية، تداعب الذاكرة بمجرد حلول شهر الصوم.

جسّد الفنان التشكيلى الكبير محمود سعيد فى لوحة «الصلاة» حالة من الروحانية، التى يتميز بها الشهر الكريم حيث عبر عنها فى اجتماع المصلين بالمسجد لأداء الصلاة فى خشوع، يرتدون الجلباب المنسدل المستسلم لوضع الجسد الراكع بين يد الله فى سكينة تعبر عن حالة وجدانية صوفية، ومن اللافت للانتباه أن جميع المصلين يرتدون زيا موحدا، باختلاف الألوان. واختار الفنان شكل المسجد التراثى، مستخدما المصباح بتصميمه الكلاسيكى المميز.. ويظهر كل ذلك فى لوحة غاية فى الإبداع والروعة فى وجود ضوء الشمس الذى يتسلل من نافذة المسجد فى نهار شتوى، يداعب ضوء المصباح فتظهر علاقة الضوء والظل فى تجسيم عناصر اللوحة مع عمق المنظر الذى حققه المنظور فى تكرار الأعمدة، والأقوال المتتالية، والقناديل المعلقة، مع انحناء ظهر المصلين الراكعين، فتظهر اللوحة فى صورة جمالية بديعة تعبر عن الوجدانية والتوحيد لله وحده.


وتتناغم كل عناصر اللوحة مع اختيار الألوان الدافئة المعبرة عن الحالة الداخلية للفنان، من خشوع وروحانية وبرغم واقعية اللوحة فى كل تفاصيلها، فإنها تنقلنا إلى الحالة الصوفية المخبأه داخل تفاصيل العمل كله.

وفى لوحة أخرى بعنوان «هل هلالك»، ترصد الفنانة نادية سرى مظاهر الاحتفال بقدوم شهر رمضان، حيث صورت فرحة المصريين الكبار والصغار، التى عبَّرت عنها من خلال حركة الأطفال فى سعادة وحرصهم على تعليق زينة رمضان، بألوانها الزاهية بين البيوت وتزيين المساجد بالقباب المضيئة استعدادًا لاستقبال الشهر الكريم، وفى خلفية اللوحة تظهر قباب المساجد بموتيفاتها الإسلامية المميزة فى منظر بديع ومبهج، مع الحرص على ظهور النوافذ المفتوحة والسماء الزرقاء، التى يظهر فيها هلال رمضان لتعبر عن صفاء الجو، وكل ذلك يظهر فى لوحة جميله زاهية الألوان، حيث حرصت الفنانة على استخدام ألوان زاهية ومبهجة تعبيرا منها عن فرحة الكبار والصغار بحلول شهر رمضان، والاستعدادات للأجواء الحافلة بهذا الشهر، واختارت الفنانة رسم اللوحة بالألوان الزيتية على ورق الذهب، لتظهر اللوحة مبهرة ومبهجة، وتظهر فيها الحالة الداخلية للكبار والصغار من سعادة بحلول شهر الصوم.

فنان الإسكندرية

وُلد الفنان محمود سعيد فى الإسكندرية عام 1897 وتميزت فترة صباه بمظاهر الفخامة.. التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية وتدرج فى المناصب حتى وصل إلى القضاء، كان يعانى صراعا داخليا بين ما فرضته ظروفه الطبقية عليه وشغفه وحبه للفن والإبداع، فمارس الفن بجانب عمله، إذ يعد من أوائل الرواد فى التصوير المصرى الحديث، وكان يطوف أثناء إجازته بمتاحف أوروبا دارسًا لأعمال كبار فنانى النهضة الإيطالية.


وقد اعتزل القضاء وتفرغ لفنه وأقام عدة معارض فنية وكان إنتاجه الفنى (تصوير زيتى) بأسلوب ذاتى متميز استوحى فيه قيم الفن المصرى القديم وبلورته فى اتجاه واقعى متطور وكانت شخصياته كلها تمثل البيئة الشعبية الأصيلة، وتميز بالألوان الدافئه وقوة التكوين مع البساطة فى الأداء فكانت تبدو لوحاته وكأنها رؤية للبحر حتى وإن كانت رؤية غير مباشرة فى لوحاته وأسلوبه المميز فى استخدام الظل والنور، وتدفق ألوانه الدافئة، كأنها موجة فى بحر، فاستحق بجدارة لقب «فنان الإسكندرية».

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة