الأربعاء، 13 أبريل 2022 - 06:23 م

خارطة طريق لدعم الإعلام العربى للقضية الفلسطينية

مصر تستضيف الدورة القادمة لوزراء الإعلام العرب قريبا

ينطبق على السفير أحمد رشيد خطابى المقولة التى نتباهى بها جميعا كمصريين ( من شرب من مياه النيل يوما ما سيعود إليها) هذا ماحدث بالفعل من خلال نظرة سريعة على مسيرته المهنية والتى بدأت من القاهرة أول مهمة خارجية له عندما عمل مستشارا إعلاميا لسفارة المغرب منذ عام ١٩٩٤ لأربع سنوات تعددت المهام التى تم تكليفه بها داخل أروقة وزارة الخارجية المغربية حتى تم تعيينه سفيرا لبلاده فى مملكة البحرين ولكنه لم ينس عاصمة القرار العربى القاهرة والتى عاد لها هذه المرة أمينا عاما مساعدا لشئون هيئة الرقابة ومشرفا لفترة على الإعلام، حتى تولى المهمة رسميا منذ أسابيع يعتز السفير خطابى برئاسته للبعثة العربية لمراقبة الانتخابات التشريعية الأخيرة لمجلسى الشورى والنواب التى ساهمت فى قربه من الاطلاع على التجربة الديمقراطية المصرية والمؤسسات العاملة على تعزيزها ..

فى حواره الصحفى الأول يتحدث برؤية الخبير والدبلوماسى عن العديد من القضايا وعن خطته لتطوير العمل فى إدارة الإعلام العربى عمادار فى اجتماعات المجلس التنفيذى لوزراء الإعلام العرب التى انتهت فى بغداد منذ أسبوعين عن التحديات التى تواجه الإعلام العربى وتصديه لظاهرة الإرهاب والحفاظ على الدولة الوطنية فى دول العالم العربى والسعى إلى وجود قواسم مشتركة بين الإعلام العربى فى الدفاع عن قضايا الأمة وفى القلب منها القضية الفلسطينية. وكشف فى حواره عن البحث عن موقف عربى مشترك للتعامل الضريبى مع الشركات العالمية للإعلام الرقمى وعن عدد من الفعاليات المؤجلة نتيجة كورونا من خلال اجتماع وزراء الإعلام العرب الذى تستضيفه مصر خلال الأشهر القليلة القادمة.
 

توليت مسئولية الملف الإعلامى فى الجامعة العربية رسميا منذ فترة بسيطة بعد مرحلة الإشراف عليه فهل لديكم رؤية او مخطط لتطويره ؟

بتوجيهات من معالى الأمين العام، يعمل قطاع الإعلام والاتصال وفق مخطط عمل طموح يعتمد فى جوهره على تطوير أساليب الأداء لجعلها أكثر فعالية فى إبراز نشاطات الجامعة العربية التى تتسم بمدى كثافتها وارتباطها بجوانب سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية وحقوقية وثقافية وإعلامية والتى تتابعها الإدارات المختصة بالقطاع . ومن هنا، نعمل على متابعة تنفيذ قرارات مجلس وزراء الإعلام العرب ومكتبه التنفيذى بتعاون مع اللجنة الدائمة للإعلام العربى والاتحادات والمنظمات الممارسة لمهام إعلامية تحت مظلة الجامعة العربية لما لها من خبرة ميدانية .وقد حرص قطاع الإعلام والاتصال على فتح نقاش حول ضرورة تحديث الاستراتيجية الإعلامية العربية وخطة التحرك الإعلامى خلال هذه الاجتماعات التى أعطت ديناميكية متجددة للجنة الدائمة التى أسندت رئاستها، للتذكير، خلال مجلس الجامعة على المستوى الوزارى فى 9 مارس الماضى للدكتور نبيل جاسم رئيس الشبكة الإعلامية العراقية. وبموازاة ذلك، يتضمن برنامج عمل القطاع خلال العام الحالى 2022 مجموعة من الفعاليات والأنشطة وورش العمل التى ستسهر على تنفيذها الإدارات المعنية بالقطاع بما فى ذلك تعزيز الشراكات فى الحقل الإعلامى و الاستفادة من دورات تأهيلية وتبادل الخبرات، دولا وتجمعات، بتنسيق مع بعثات ومكاتب ومراكز الجامعة العربية بالخارج.

إطلاق الفعاليات المؤجلة

هل لنا أن نتعرف عن قرب عن القضايا التى تمت مناقشتها وطرحها أمام الاجتماعات الإعلامية التى شهدتها العاصمة العراقية بغداد نهاية الشهر الماضى

سواء اللجنة الدائمة أو المكتب التنفيذى خاصة أن من المعروف أن اجتماعات الوزراء غالبا ماتكون فى بداية الصيف من كل عام وفى دولة المقر ؟
أجندة هذه الاجتماعات كانت حافلة بالمواضيع التى تهم متابعة قرارات الدورة الوزارية السابقة ال 51 لإضفاء الحركية اللازمة على الاعلام العربى المشترك بدءا بالقضية الفلسطينية.وهكذا ، تدارست اللجنة الدائمة للإعلام العربى والمكتب التنفيذى أفضل السبل والآليات لترجمة محاور الاستراتيجية الإعلامية العربية وخطة التحرك الإعلامى العربى بالخارج على أرض الواقع ، فضلا عن التصدى الإعلامى والثقافى للإرهاب و النزعات المتطرفة، كما تدارس فريق من الخبراء توظيف الإعلام الرقمى بشكل أمثل فى خدمة قضايانا العربية بما فيها صياغة رؤية عربية للتعامل الضريبى مع كبريات الشركات العالمية فى المجال الرقمى على أن يتولى اتحاد إذاعات الدول العربية إنجاز دراسة حول هذا الموضوع وتمشيا مع مقتضيات النظام الأساسى لمجلس وزراء الاعلام أوصى المكتب التنفيذى بمبادرة من الأمانة العامة واللجنة الدائمة للإعلام العربى بأهمية المشاركة الفاعلة للدول الأعضاء فى هذه اللجنة من خلال رؤساء أجهزة الإعلام وكبار المختصين بما يؤمن قيامها بالدور المنوط بها على الوجه الأمثل ، وذلك من خلال تمثيل رفيع من ذوى الخبرة الإعلامية والدراية الكافية أما باقى البنود فكانت ذات طابع تنظيمى وتناولت الفعاليات المؤجلة التى انعكست ظروف جائحة كورونا على تنظيمها فى المواعيد المحددة ( عاصمة الإعلام العربى / جائزة التميز الإعلامى / جائزة بيروت للإنسانية ..) وتم الاتفاق على إطلاق هذه الفعاليات بمناسبة الدورة القادمة 52 لمجلس وزراء الإعلام التى اقترحت مصر استضافتها فى الربع الثالث من 2022.

أولوية أولى

القضية الفلسطينية وتهويد القدس وتوسيع المستوطنات والدفاع عن حق الشعب الفلسطينى قد تكون أحد القواسم المشتركة لدى كل الدول العربية هل نجح الإعلام العربى فى الكشف عن تلك الممارسات الإسرائيلية؟

هذه قضية تظل أولوية أولويات جامعة الدول العربية على جميع الواجهات وخاصة فى بعدها الإعلامى .وبتوجيهات من معالى الأمين العام ، نعمل فى قطاع الإعلام والاتصال فى نطاق آليات العمل الإعلامى العربى وخاصة على مستوى مجلس وزراء الإعلام ومكتبه التنفيذى واللجنة الدائمة للإعلام العربى على متابعة تطورات هذه القضية المشروعة وفى جوهرها القدس المحتلة التى تعلمون مكانتها الروحية المميزة، وضرورة المحافظة على وضعها الخاص وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ، والعمل المتواصل لتعبئة الرأى العام العربى وحشد مزيد من التضامن ضد السياسات العدوانية للاحتلال الإسرائيلى من تطاول على المعالم المقدسة وهدم ومصادرة للممتلكات وتهجير قسرى واعتقالات ومحاولات تشويه كينونتها كأرض للتعايش والتسامح بين أتباع الديانات السماوية . وفى هذا السياق، يجدر التذكير بأن القضية الفلسطينية والقدس المحتلة ركن أساسى فى الاستراتيجية الإعلامية وخطة التحرك الإعلامى باعتبار هاتين الوثيقتين بمثابة خارطة طريق للدعم الإعلامى العربى عبر مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعى لهذه القضية المصيرية .

احترام التنوع

صحيح نحن أمام ظاهرة وجود إعلام يخص كل دول عربية لها مصالحها ولها أجندتها وأهدافها التى تسعى لتحققها ماذا عن أسباب غياب إعلام عربى موحد يملك لديها قواسم مشتركة وقضايا يدافع عنها ؟

من الصعب إرساء إعلام عربى موحد، بشكل مطلق، إذ من الضرورى الأخذ بعين الاعتبار التنوع والخصوصيات التى تميز العالم العربى ، وهذا فى حد ذاته مبعث ثراء للفضاء الإعلامى لكن بقدر ما نحن مطالبون باحترام هذه الاوضاع يتعين علينا إيجاد قواسم من التجانس إزاء القضايا المشتركة .
مواجهة الفوضى

وماذا عن دور الإعلام فى الدفاع عن صمود الدولة الوطنية أمام حالة عدم الاستقرار التى عاشتها العديد من دول المنطقة خلال الحقبة الماضية؟

الأحداث التى عاشها العالم العربى فى العقد الماضى أدخل بعض البلدان فى فوضى واهتزازات عنيفة بحكم هشاشة الدولة الوطنية وغياب رؤى إصلاحية واضحة .

ومن نافلة القول التأكيد على أن الإعلام عامل أساسى فى البناء الوطنى، فهو السلطة الرابعة التى لا غنى عنها فى المحاسبة وتدبير الشأن العام لكن دون تجاوزات . فلا يمكن تصور حرية صحفية بلا حدود ، فالحرية لا بد أن تكون مقرونة بحس مهنى مسئول فى احترام للثوابت الدستورية والقوانين التى تعطى لكل ذى حق حقه.

ومن الواجب أن تكفل الدولة الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية لجميع المواطنين على أساس مبدأ المساواة وتكافئ الفرص بمن فيهم على الخصوص الأشخاص ذوى الإعاقة، ذوى الهمم، وفى هذا السياق، لاحظت خلال تكليفى بمتابعة الجامعة العربية لانتخابات مجلسى النواب والشيوخ بمصر مدى التزام الدولة بحماية حقوق هذه الشريحة المجتمعية التى تستحق كل العناية والدعم مقدمة بذلك نموذجا جديرا بالاهتمام وأود هنا الإشادة بالتعاون الذى تم بين السلطات المصرية وبعثة الجامعة العربية فى تلك الانتخابات والتسهيلات التى قدمت لنا اثناء تلك الانتخابات التى كانت علامة بارزة فى مسيرة الديمقراطية المصرية.

الإعلام أحد أهم الأسلحة فى مواجهة ظاهرة الإرهاب التى تعانى منها العديد من الدول العربية ماهو تقييمك لهذا الدور؟

غير خاف عليكم أن الإعلام أضحى من الأدوات الاستراتيجية الفعالة لمحاربة هذه الظاهرة العابرة للحدود وبأن الدول العربية على غرار باقى دول العالم تعانى من ويلات الإرهاب المهددة لحياة الأفراد وسلامتهم بل والمهددة لأمن الدول ذاتها . وقد استشعرت الجامعة العربية هذا الخطر الداهم بتعزيز الجهود والتجارب الوطنية عبر جهد إقليمى متناسق من خلال وضع استراتيجية إعلامية وخطط تنفيذية، بموازاة الحرص على تغيير الصورة النمطية التى تعمد لتشويه هويتنا فى الإعلام الغربى .وفى هذا الصدد ، يتعين تشجيع الإنتاج المرئى العربى المشترك وتسويقه على أوسع نطاق باللغات الأجنبية لإبراز حقائق الأمور .ولا بد من الإشارة إلى أنه بتعاون بين رؤساء أجهزة الإعلام الأمنى وممثلى وزارات الإعلام والمؤسسات المماثلة لها فى الدول العربية ينعقد اجتماع مشترك سنويا لبحث مخاطر هذه الظاهرة ووضع آليات ناجعة لمواجهتها دون هوادة .

ترسيخ دولة القانون

هل نجح الإعلام العربى فى معركة تنمية الوعى لدى المواطن فى العديد من الدول العربية؟

بفعل المتغيرات التى عاشتها المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة أعتقد أنه برزت خطابات إعلامية تهدف للقيام بدور أكثر فعالية من حيث ترسيخ أسس دولة القانون واحتواء الطائفية والنزعات المتطرفة التى تهدد النسيج المجتمعى بالانشطار والصراعات التى تعارض متطلبات الحداثة وروح العصر . فلا بد من الدفع بهذا التوجه بمافى ذلك العمل على إدراج التربية الإعلامية فى الكليات والمعاهد الإعلامية .

نشر ثقافة المواطنة

فى رأيك ماهى التحديات التى تواجه الإعلام العربى فى الآونة الأخيرة ؟

أكبر تحد يتمثل فى التأسيس لإعلام عربى يمتلك المهنية والمصداقية، إعلام ملتزم بنشر ثقافة المواطنة المعززة بروح التضامن العربى، وتكريس الانفتاح الحضارى والثقافى، إعلام يمتلك القدرة التنافسية على مخاطبة الآخر بعدما أضحى الإعلام صناعة حقيقية .كما يواجه الإعلام العربى تحدى مواكبة التحول الرقمى الذى فرضته التطورات التكنولوجية المذهلة فى مجال الاتصال وبروز ما يسمى بالإعلام التفاعلى أو إعلام المواطن وما كان له من تأثير على المحتوى الإعلامى والحاجة لمراعاة الدقة فى تداول الأخبار . ومن بين التحديات كذلك إشكالية التأهيل والتخصص، فالصحفى و الإعلامى أصبح مطالبا بدراية كبيرة للقضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، والاجتماعية ،والحقوقية والبيئية .

تأثيرات كورونا

هل أنت مع الرأى الذى يتحدث عن اندثار الصحافة الورقية كما يروج البعض ؟

لا أتقاسم هذا الرأى رغم أن واقع الحال يؤكد الطابع النخبوى والمحدود للإعلام المكتوب على عكس الإعلام الإلكترونى الذى أضحى الوسيلة المفضلة لدى الجمهور وخاصة الأجيال الجديدة. وقد زاد نفوذ الإعلام الرقمى مع تفشى جائحة كورونا حيث أغلقت عدة منابر صحفية أو اضطرت للتأقلم مع الحالة الوبائية بإنشاء مواقع خاصة بها وفى كل الإحوال، فإن الإعلام يتطور عبر الأزمان ويظل، فى النهاية، أداة للإخباروالتواصل بصرف النظر عن أشكاله وتقنياته.

دمقرطة الإعلام

يفرض تعدد وسائل الإعلام وظهور وسائل التواصل الاجتماعى تحديا على وسائل الإعلام التقليدى كيف ترى تلك الإشكالية؟

أود التأكيد على أنه فيما وراء التشريعات الوطنية نسعى فى إطار الجامعة العربية لتعامل واقعى مع تدفقات ما يسمى بالإعلام الجديد بمنظور يرسخ مبادئ الحرية والحق فى الاختلاف ودمقرطة الاعلام ولكن بالمسئولية الحازمة للحيلولة دون الإساءة للأشخاص سواء كانوا ذاتيين أو معنويين، أو الأدهى من ذلك نشر إشاعات وأخبار كاذبة ومضللة تعمد الاستهداف الممنهج لمصالح الدول وأمنها .

بيت العرب

فترة من الفترات كان هناك برنامج مهم اسمه ( بيت العرب ) على التلفزيون المصرى تقديم الإعلامية الراحلة صفاء حجازى كان منصة اإعلامية مهمة لتعريف المشاهد بنشاطات الجامعة العربية هل هناك تفكير فى إعادته بشكل مختلف ورؤية تتناسب مع الواقع الحالى؟

مساهمة فى التعريف بأنشطة الجامعة العربية من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، أنشئ برنامج إذاعى وآخر تليفزيونى باسم «بيت العرب» بقرار من مجلس وزراء الإعلام العرب فى دورته العادية (21) المنعقدة فى تونس فى 1987، حظى بموافقة مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية.

وقد تم الاتفاق مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون بجمهورية مصر العربية على بث البرنامج الإذاعى من محطة صوت العرب  منذ1991، كما تم تكليف الإعلامية الراحلة صفاء حجازى لتقديم برنامج «بيت العرب» التليفزيونى، الذى كان يقوم بتغطية شاملة، هو الآخر، لنشاطات الجامعة العربية طوال عشرين عاما إلى حين وفاتها رحمها الله ثم توقف البرنامج لأسباب مالية .

إقرأ أيضاً|الإيسيسكو تعقد اجتماعًا مع وزارة الشباب والرياضة لبحث آفاق التعاون المشترك