الأربعاء، 13 أبريل 2022 - 07:12 م

هذه العبارة ليست حديثاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أثراً ورد عن الصحابة والسلف وليست مثلاً شعبياً وإنما تنسب إلى نابليون بونابرت وأصبحت حكمة تتداول بين الناس وعلى مواقع التواصل الاجتماعى.

حتى بعد مرور مئات السنوات ونسبها البعض إلى شاعر هندى يدعى «طاغور»، وهذه عبارة خبيثة من جهتين الأولى تدعو إلى الشك فى الأصدقاء وسوء الظن بهم وقد نهانا الشارع الحكيم عن سوء الظن قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم)، ومن المعلوم أن الأخوة فى الله من أعظم مظاهر الدين بل هى تضمن للعبد أن يكون مع أخيه فى ظل الله يوم لا ظل إلا ظله قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

(ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه) والجهة الثانية أنها توهم الإنسان بأنه يمكنه أن يستغنى عن عون الله ونصرته فى مواجهة أعدائه وهذا محال قال تعالى :(إن ينصركم الله  فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون).

وهذا رسول الله صل الله عليه وسلم يلح على ربه فى الدعاء والتضرع أن ينصره ببدر حتى أشفق عليه أبوبكر الصديق رضى الله عنه وقال له: أكثرت على ربك، والمسلمون حين ظنوا بأنفسهم الكثرة والقوة على النصر غلبوا وعاتبهم الله فقال تعالى:

(لقد نصركم الله فى مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلن تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين)، فلا قوة إلا بالله ولا نصر إلا بالله فأحسن التوكل على مولاك وسلم أمرك كله لله عز وجل تكن من الفائزين بإذنه وبه سبحانه، والأولى أن ندعو بهذا الدعاء: (اللهم قنا شر كل ذى شر أنت آخذ بناصيته ونعوذ بالله من شر ما خلق).

إقرأ أيضاً|تغريدات محظورة | «يدى الحلق للى بلا ودان»