الشاعرة والكاتبة مريم توفيق وشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب
الشاعرة والكاتبة مريم توفيق وشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب


أصدرت مجموعة كتب للتأريخ لشيخ الأزهر

«مريم توفيق».. شاعرة مسيحية تعشق فانوس رمضان

عبدالهادي عباس

الخميس، 14 أبريل 2022 - 03:48 م

تقوم حياتها كلها على المحبة المتفانية؛ فرغم أنها مسيحية فإنها تقرأ القرآن وتتابع البرامج الدينية الإسلامية، خاصة برنامج د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر؛ بل وتضع فانوسًا كبيرًا وزينة في بيتها احتفالا بشهر رمضان وتقول إنها أجواء تبهج قلبها وتعيدها لأجمل الذكريات.


إنها الشاعرة والكاتبة مريم توفيق، التي أصدرت عدة كتب عن المحبة الراسخة بين أبناء الوطن، ومنها كتابها الشهير "الأخوة الإنسانية"، بتقديم د. عبد الله النجار؛ وكتاب "رياض الطيبين"، الذي استوحت فكرته من برنامج د. أحمد الطيب على التلفزيون الذي تتابعه بشغف.

شعب متلاحم



تؤكد الشاعرة "مريم توفيق" لـ "بوابة أخبار اليوم" أن الشعب المصري حالة فريدة عصية على التفكيك، وأن طبيعة هذا الشعب المتلاحمة تُدرك أهمية التسامح في تمتين النسيج الوطني؛ ومن هذا المنطلق بدأت رحلة الشاعرة المسيحية مريم توفيق للتأكيد على قيمة التسامح ونبذ الخلاف والتطرف في تأصيل معنى الوحدة الوطنية وكذلك التأريخ لحياة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، الذي استقبلها بحفاوة كبيرة أكثر من مرة وأوصى بترجمة أعمالها الإبداعية إلى اللغات الإيطالية والفرنسية والإسبانية.

 كما أهدى هذه النسخ إلى قداسة بابا الفاتيكان الذي استقبل الشاعرة المصرية أيضًا بالود والترحاب وخصص عظة كاملة في عام 2020 عن الضحايا المسلمين من الروهينجا وما يتعرضون له من اضطهاد.

وعن قصة هذه الرحلة من الأزهر إلى الفاتيكان، تقول الشاعرة مريم توفيق: دائمًا ما تكون البداية الرائعة سببًا فى نتائج أروع، وأنا لا أرى أجمل وأبهى من لقائي بالعالم الجليل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الذي شرفت بلقاء فضيلته عدة مرات.

وكانت أول مرة لأهديه ديواني بعنوان (اتولدنا)، والذي يحتوي في مجمله على قصائد الوحدة الوطنية؛ كان التواضع والنبل وكرم الأخلاق وجمال الاستقبال أهم ما يميز هذا اللقاء، والذي ترسخ في الوجدان، خاصة عندما فرض التسامح نفسه عندما قال لى: "مقدساتكم نحميها بأرواحنا، وأوصانا بكم خيرًا الرسول الكريم، نحن واحدٌ ولا يمكن أن يفرق ما بيننا حادث إرهابي هنا أو هناك".



ففي هذه الفترة تحديدًا كان حادث نجع حمادي يلقي بظلاله المقيتة على جموع المصريين أقباطا ومسلمين، الكل يرفض العنف والتطرف؛ فالمصري الذي عاش على ضفاف نيل الوفاء يجنح للسلم دومًا، طيب الأعراق.

وتتابع مريم توفيق أن اللقاءات الطيبة مع فضيلته تكررت، وأثمرت عن كتاب: "عشق مختلف جدا"، وفيه أتناول تجاربي الحياتية، وكيف كانت المحبة الحقيقية التي فطرت عليها منذ نعومة أظفاري سببًا في حب كل الناس والذين أثروا في تكويني وراحوا يبادلونني الحب بحب أكبر.

سعيت في هذا العمل أن أترك إرثا لأولادي وأحفادي عن العطاء والتضحية؛ ثم أصدرتُ كتابا عن فضيلة الإمام الطيب بعنوان: (كلمات في جزيرة السلام)، وفيه أرصد الجوانب الإنسانية لهذا الرجل الوطني المحب للجميع والذي أطلقت على فضيلته لقب إمام المصريين، وهو إمام السلام أيضًا، الذي تقبل دعوة قداسة البابا الفاتيكان عام 2016 من أجل بدء صفحة جديدة من عمر المحبة بين الأزهر الشريف والكنيسة الكاثوليكية، تبعتها زيارة البابا فرنسيس إلى مصرنا الغالية، فأصدرتُ كتاب (كلمات فى أرض السلام) لتكتمل به ثلاثية السلام.

وتقول الشاعرة مريم توفيق: كنتُ أود أن أسهم ولو بالنزر القليل لله والوطن، وأستطيع أن أقول أن على المثقف والأديب دورًا ولو بالكلمة الإيجابية لتصحيح الفكر المتطرف خاصة فى ظل معاناتنا مع الإرهاب الذي لا يفرق أبدًا بين مسجد أو كنيسة، ووددت أن أقول: لماذا لا أبدأ بنفسي، وأفعل شيئًا إلى جوار المؤسسات الدينية التى لا تألو جهدًا في نشر قيم التسامح والمحبة.

لحظة مبهرة



وتحكي مريم: كانت لحظة اللقاء مبهرة، حيث صرتُ على مقربة من راعي السلام وقررت أن أبدأ بكتابه، والذي يحمل غلافه شعار مؤتمر السلام، هذا الشعار الذي خفقت له أفئدة كل الوطنيين العاشقين لتراب هذه الأرض العظيمة، بدت على مُحيا بابا الفاتيكان ابتسامةٌ لا تُخطئها العيون إلى جوار الأهرامات وأبي الهول وحمام السلام يرفرف، وها هو يطل على أرض الطهر التي سارت عليها العائلة المقدسة وقد اتخذت من مصر ملاذا آمنا.

وما إن امتدت كف قداسته بالسلام عليَّ، تلك اللحظة التى كانت كالحلم الندي، حتى فاجأت قداسته بكتابه لألمح ابتسامة عريضة وفرحة غامرة، تأمل الكتاب كثيرا، وبات يُقلب فى صفحاته، ثم قدمت كتاب فضيلة الإمام  (جزيرة السلام).

وعندها قلتُ: يا قداسة البابا جئت محملة بتحيات شيخنا الجليل الإمام الطيب، وسلام كل المصريين الذين يكنون لشخصكم الكريم كل المودة والتقدير، وعندما أردفت أن الأزهر الشريف ترجم الأعمال لكى تصل الرسالة إلى كل الكون، لمعت عينا قداسته من فرط تأثره وإعجابه فى نفس الوقت بما قدمه الإمام الأكبر، فمن مصر السلام نقول إننا يد واحدة الأزهر والكنيسة، نعلم ما يُحاك ضدنا، لكننا نثمن دور قداستك العظيم في نصرة المظلومين.
 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة