الشيخ عمر البسطويسى
الشيخ عمر البسطويسى


الشيخ عمر البسطويسي: مراقبة النفس وهمة الإيمان حصن المسلم ضد مكائد الشيطان

سنية عباس

الخميس، 14 أبريل 2022 - 09:24 م

الصراع بين الشيطان والإنسان لإيقاعه فى المعاصى دائم منذ نشأة الكون وحتى قيام الساعة قال تعالى: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)، وكما أن للمعصية مداخل فإن للشيطان خطوات ينفذ بوساوسه من خلالها إلى الإنسان فيتخذ من النفس وسيلة للإغواء قال تعالى ( وما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي).

ومن هنا جاء أمر الله تعالى لمحاربة وساوس الشيطان واجتياز هذا الاختبار الإلهى بكل ما أوتينا من قوة تتجسد فى مراقبة الله فى أنفسنا وهمة الإيمان وعزيمة تحصين الذات لصد مكائد إبليس، وفى الحوار التالى مع الشيخ عمر البسطويسى من علماء الأزهر الشريف ينير لنا الطريق لنكون من الفائزين برضوان الله سبحانه وتعالى.

- من أين تدخل المعاصى على العبد؟

تبدأ من النظرة فهى رائد الشهوة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى ) ، فالنظرة سهم مسموم من سهام إبليس ومن يغض بصره أورث الله قلبه حلاوة إلى يوم يلقاه، ثم تتولد من النظرة الخطرة التى تؤدى إلى فكرة ثم شهوة وفى هذا قيل:(الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده) فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه ومن استهان قادته إلى المهلكات ومنها اللفظة، ويتبع اللفظة الخطوة لفعل المعصية ولتجنبها لا ينقل العبد قدمه إلا فيما يرجو ثوابه فإن لم يكن فالقعود عنها خير له".

- القلب حصن يسعى الشيطان لاختراقه فكيف نحفظ الحصن من العدو؟

بحراسة أبوابه ومداخله فالجوارح كلها مداخل لهذا الحصن وحفظها يسد مداخل الشيطان على الإنسان لاحتلال قلبه، ومن أفعال الجوارح التى يسعد بها الشيطان الغضب فيضعف العقل والشبع فتقوى الشهوة والانشغال عن طاعة الله والعجلة وترك التثبت والإسراف فى حب المال والبخل والخوف من الفقر ومنع الحقوق الواجبة وسوء الظن وغيرها مما يحبط الهمة الإنسانية عن مدافعة الشيطان  .

- وماذا عن خطوات الشيطان  ؟
قال تعالى: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) فلا ينتقل الشيطان من خطوة لأخرى إلا بعد عجزه عن الأولى وتبدأ خطواته بالتفكير بالله سبحانه وبما أخبر به الرسل عليهم السلام فإن نجا الإنسان ببصيرة الهداية انتقل الشيطان إلى خطوة البدعة باعتقاد خلاف الحق أو التعبد بما لم يأذن به الله  ، فإن تخطاها العبد بنور السنة انتقل معه الشيطان إلى خطوة الكبائر فإن قطعها العبد بعصمة من الله أو توبة نصوح فيهون عليه الشيطان الصغائر قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إياكم ومحقرات الذنوب ) فإن تخطاها العبد انتقل معه إلى المباحات التى لا حرج على فاعلها فيشغله بها عن الاستكثار من الطاعات والواجبات فإن نجا منها العبد يسلط عليه جنوده من الإنس بأنواع الأذى باليد واللسان  والقلب إلى أن يقع فى الذنب.

- كيف السبيل للخلاص من مكائد إبليس وما هى مظاهرها؟

إبعاد فكرة الشر عن الخيال ومراقبة الله فى النفس قال تعالى: (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) وإلا ألقى الشيطان فى قلبه ما يريد ويكرره بالوسوسة ثم يعد ويمنى ويزين الفكرة قال تعالى:( وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون).

- كيف نتحلى بمراقبة الله فى أنفسنا؟

بدوام العلم بأن الله لا يخفى عليه شىء من أمر الإنسان ، والتمسك بالأخلاق وخشية الله والإخلاص والعفاف فيتجنب المعصية والشاهد قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ فى عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إنى أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) ويتحقق ذلك بتحسين أداء العبادات والطاعات .

- بماذا تنصح من يجد صعوبة فى مكابدة الشيطان؟

الصعوبة تأتى من الفتور فى طاعة الله وضعف الإيمان والكسل عن أداء العبادات أو عدم الخشوع فيها فهذه وغيرها فرصة عظيمة للشيطان ليسيطر على الإنسان وللتغلب عليه نحدث أنفسنا أن همتنا العالية تفوق إرادة الشيطان الهزيلة قال تعالى:  (إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) وذلك بالإكثار من الدعاء وقراءة القرآن الكريم والسنة الشريفة فهى حصون لإعراض الشيطان عنا مع العمل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم  إن داهمنا الشيطان بالنفث من اليسار ثلاثا والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة