إنتصار دردير
إنتصار دردير


صباح الفن

فاتن وسيدة الشاشة

إنتصار دردير

الجمعة، 15 أبريل 2022 - 03:36 م

قبل 47 عاماً أطلقت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة صرخة فى وجه المجتمع بفيلم «أريد حلاً»، الذى جسدت من خلاله شخصية امرأة تخوض معركة للحصول على الطلاق من زوجها الدبلوماسى (الفنان رشدى أباظة)، ومع تعنت الزوج  وحالة القمع التى تعانيها المرأة داخل المحاكم فى مواجهة القوانين الوضعية التى لا تنصفها، تسببت صرخة فاتن فى تغيير بعض مواد قانون الأحوال الشخصية، هكذا نجح الفيلم الذى ضم كتيبة من الكبار، مؤلفته الكاتبة الصحفية حسن شاه، والحوار للكاتب الكبير سعد الدين وهبة، والإنتاج للقدير صلاح ذو الفقار والإخراج  لسعيد مرزوق، وحصل الفيلم على المركز 21 فى قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية.

لم يقع اختيار الكاتب إبراهيم عيسى على اسم بطلته فى مسلسل «فاتن أمل حربي» إعتباطاً، بل مستوحى من اسم فاتن حمامة، ليؤكد أنه لايزال هناك نساء  يريدن حلاً، ليس فقط فى الحصول على حريتهن، بل أيضاً فى الحصول على حق أولادهن فى التعليم والإنفاق وحضانة الأطفال، وتزخر المحاكم بآلاف الحكايات الحزينة التى تضيع بداخلها الحقوق فى ظل قانون تم وضعه منذ أكثر من مائة عام، تغير فيها المجتمع جذرياً، وبقيت القوانين وثغراتها لينفذ منها أزواج ومحامون عديمو الضمير، والضحية دائماً أطفال أبرياء ونساء بائسات، لكن للمأساة وجهاً آخر لم يتطرق إليه المسلسل ويعانى منه الآباء بسبب قوانين الرؤية التى يتم التحايل عليها وتمر السنوات ولايتمكنوا من رؤية أطفالهم، أدى المسلسل لتضامن منظمات نسائية وتضافر جهود جمعيات أهلية لإطلاق حملة بعنوان «ومازالت تبحث عن حل» تطالب فيها بتغيير قانون الأحوال الشخصية وإصدار آخر متحضر يحقق السلامة والكرامة للأسرة، ويضمن أن ينشأ الأطفال فى بيئة صحية متوازنة، كما دخل المجلس القومى للمرأة طرفاً لإيضاح حقوق الحاضنة فى الولاية التعليمية، والمهم فى رأيى أن تضمن تعديلات القانون حقوق أطرافه الأم والأطفال والأب أيضاً.

صدق قضية فاتن أمل حربي، وصدق التناول فى طرح جوانبها من وجهات دينية وقانونية ومجتمعية، وبراعة أداء نيللى كريم وفريق العمل الذى قاده باقتدار المخرج محمد العدل، هذه العناصر مجتمعة كانت وراء التفاف الجمهور حول العمل كأحد أهم المسلسلات الاجتماعية التى أثارت جدلاً هذا الموسم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة