زينب عفيفي
زينب عفيفي


إبن الصبح

أخبار اليوم

الجمعة، 15 أبريل 2022 - 05:19 م

بقلم: زينب عفيفي

حين قال السيد المسيح عليه السلام ابن السيدة مريم العذراء: «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر» كان يعنى أننا جميعا خطاؤون، فلا يوجد أحد بلا خطيئة، ولقد استثمر الأدباء هذا المعنى فى أعمالهم الأدبية قال يوسف السباعى فى روايته البديعة أرض النفاق « من كان منكم بلا نفاق فليرجمنى بحجر» كان يعنى أن كل منا منافق بشكل أو بآخر، أما الشاعر ميسرة صلاح الدين فقد أخذنا إلى معنى آخر فى افتتاحية ديوانه الجديد « ابن الصبح»  حين قال : «من كان منكم بلا قصيدة، فليرمنى بحجر»،  وهنا برأ القصيدة من تهمة الخطيئة واتهم الشاعر فى ديوانه الصادر حديثا متضمنا اثنين وعشرين قصيدة متهما للشاعر بالوحدة، والخوف، والافتقاد.

بدأ الديوان بقصيدة صدامية عن شجرة المعرفة، يعترف بأنه: لم يعد الشخص الذى نعرفه، بل هو شخص آخر فى نسخة جديدة أحببناها وهى ليست حقيقته!، وهذا الاعتراف يفسر الافتتاحية حين يقول: «متنكروش/ إنى حذرتكم/ إن النسخة/ الجديدة مني/ اللى انتوا / اخترتوا / تحبوها / هى النسخة/ الوحيدة مني/ اللى ما تستحقش/ أى محبة» هذه هى بطاقة التعارف الأولى التى أخذنا فيها إلى عالمه المتعدد الاعترافات والتساؤلات حول ماهيته وكينونته، لينقلنا فى قصيدة «على هامش السيرة» موضحا حيرته مع تفاصيل الحياة اليومية، وهكذا يستدرجنا ميسرة صلاح الدين بخفة تثير تساؤلاته مع كل قصيدة واضعا أمامنا حيرته أو بمعنى أدق حيرتنا، ثم تأتى قصيدة « ابن الصبح»  متأرجحة بين ما نحلم به وما نعيشه، طارحا مخاوفه فى حوارات داخلية ذاتية، دون التقييد بالقوالب والأشكال التقليدية فى الشعر فجاءت كلماته قريبة من الروح، مفعمة بالمشاعر، التى عبر عنها فى قصيدة «صدرى وأنا حر فيه»:«عايز أرسم/ على صدري/ ست/ وبنت/ وولد/ وبيت صغير / واحضنهم كل ليلة/ وأنام».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة