د. هويدا الدر 
د. هويدا الدر 


الدراما الاجتماعية في رمضان.. هل فقدنا الشغف؟

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 15 أبريل 2022 - 06:07 م

تعد الدراما الاجتماعية المصرية من أكثر انماط الإنتاج الدرامي الذي  يلقى تعرضاً كثيفاَ من جانب الجمهور العربي علي مر العصور، وخاصة خلال شهور رمضان التي ينتظرها الجمهور من العام للآخر لمتابعة الاعمال الدرامية الاجتماعية المتميزة من حيث الاهداف والموضوعات والأداء المتميز للقائمين عليها، كما يتسابق المنتجين والقنوات الفضائية العربية لشراء حقوق عرض المسلسلات الدرامية الاجتماعية  لمشاهديهم لما لها من قيمه فنية ، بل ان الجمهور المصري كان يقبل علي الاعمال الدرامية حيث تلتف الأسرة والأصدقاء لمتابعة المسلسلات الرمضانية فهي عاده وإرث ثقافي عبر الأجيال وبنظرة فاحصة لواقع الدراما الاجتماعية  الذي نعيشه في الوقت الحالي ،فقد تغير المشهد الي حد كبير ،فأنصرف الجمهور بمعظم اطيافه وخاصة الطبقة المثقفة الواعية عن متابعة الدراما الرمضانية الاجتماعية ، فقدنا الشغف القديم والارتباط الروحي بالمحتوي الدرامي والذي شكل قيمنا وشخصيتنا من خلال اعمال محفورة في ذاكرتنا ،وبتحليل علمي اكاديمي هنالك العديد من الأسباب لفقدان الشغف بالدراما المصرية الاجتماعية ،فعلي مستوي الأهداف ابتعدت معظم الاعمال الدرامية عن تحقيق اهداف الرسالة الإعلامية التي تجمع بين التثقيف والترفيه والتوعية فأصبحت معظم المسلسلات الاجتماعية بلا هدف محدد وبلا تجسيد موضوعي للواقع الاجتماعي  الذي تعيشه بل هي اهداف ربحية نفعية بالدرجة الاولي لصالح المنتج والاعلانات التي أصبحت جزءاً واضحاً لا يتجزأ من محتوى الحلقة الدرامية ، اما اذا انتقلنا الي موضوعات المسلسلات الاجتماعية فمعظمها يجسد أنماط غير طبيعية سواء من الجريمة والعنف والعلاقات والقيم السلبية والتجسيد المباشر للمشكلات والقضايا الاجتماعية الشائكة دون معالجة فنية احترافية للسيناريو والحوار وتسلسل الاحداث لكي تساعد المشاهد علي تكوين الفكر النقدي الموضوعي بل معالجات استفزازية تفقد الشغف وتبعدنا عن المتابعة بل أحيانا قد تصيب بالإحباط ، اما الأداء فهو أداء افتقد الاحترافية والتأثير فالإنتاج الدرامي يعتمد علي قائمة من الممثلين المشهورين علي الساحة الفنية  فنحن نقدم  المسلسل بالبطل او البطلة  المفروضين علينا كل عام رغم كبر السن وعمليات التجميل الواضحة وعدم واقعية الدور المتجسد مع سن الفنان وقدراته الصحية ، فالأداء مزيف غير قابل للتأثير ولا مجال للوجوه الجديدة الا فيما ندر بل أصبحت ظاهرة أبناء الممثلين والمنتجين واقاربهم هم الوجوه الجديدة في الاغلب حيث يلعب عامل الشهرة دورا أساسيا في فرضهم علي المشاهد حتي لو بدون موهبة ،لقد فقدت معظم المسلسلات الدرامية الاجتماعي رونقها الفني وقيمتها الفنية بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت بتقطيع المسلسل الي مشاهد مع إضافة التعليقات والآراء الشخصية التي قد تحوي السخرية او الابتذال وخاصة من خلال صناعة المحتوي المتاحة للجميع عبر التيك توك ومقاطع الانستجرام بلا رقابة مع الاتاحة للجميع  للتفاعل والتعليق ،حقاً لقد فقدنا الشغف بالمسلسل الدرامي الاجتماعي فهل نستطيع إعادته ام اصبح هذا هو الواقع المفروض علينا ؟   

د. هويدا الدر 
أستاذ الاعلام رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون 
كليه الاعلام -جامعه المنوفية

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة