مسجد السلطان مراد الثالث
مسجد السلطان مراد الثالث


مسجد السلطان مراد الثالث جوهرة أثرية بالقاهرة

محمد طاهر

السبت، 16 أبريل 2022 - 04:30 م

تزخر القاهرة بمئات المساجد الأثرية التى تسجل تاريخ فترة من الفترات وهى الشهيرة بمدينة الألف مئذنة.

ومن أبرز هذه المساجد الأثرية والتى تقع بشارع بورسعيد بالموسكى هى مسجد مراد خان الثالث؛ وهو سلطان عثماني، ابن السلطان سليم الغازي. 

يقول الباحث الأثرى د. حسين دقيل: ولد السلطان مراد الثالث عام (953هـ/ 1546م)، وجلس على العرش عام (982هـ/ 1574م) وكان عمره حينئذ 29 عاما. وفي سنة (983هـ/ 1575م) هجم المجريون على الدولة العثمانية فانتصر عليهم وردهم عنها خاسرين. وفي نفس العام استطاع الاستيلاء على بلاد فاس وامتلك منها قلاعا وبلادا كثيرة. وفي العام التالي وصلت فتوحاته نحو الجزائر وبلاد الغرب فضمها إلى الخلافة العثمانية. وفي سنة (985هـ/1577م) حدثت ثورة داخلية بإيران فتطاير شرارها إلى حدود الدولة العثمانية، فأرسل إليهم رسائل أمرهم فيها بإزالة أسباب الهياج والفساد فأطاعوه.

 

ويشير د. دقيل إلى أنه عندما هجم جنود مملكة العجم على حدود الدولة العثمانية ردهم عنها خائبين، وأشعل عليهم نار الحرب وهزمهم هزيمة منكرة، ولم يتوقف عند ذلك بل تتبع أذيالهم حتى مدينة تفليس بجورجيا وأقام بها الولاة التابعين للدولة العثمانية. وفي السنة ذاتها ثار أمير القرم وشق عصا الطاعة لأوامر الدولة فقهره السلطان، وأوقع به وبجنوده الخزي والفشل. ثم حدثت حرب في جهة الروم، فانتصر عليهم الجيش العثماني انتصارا مدويا. 

 

ورُوي أن مراد خان الثالث كان يحب النساء ويُكثر في القصر منهن، حتى قيل إنه أنجب من زوجاته الأربع وجواريه الأربعين مائة وخمسة عشر ولدا. ولكن وقبل أن يكمل الخمسين من عمره؛ عرض له عارض فُجائي فتوفي على إثره عام (1003هـ/ 1594م) ودفن بالمقبرة المخصصة له بجوار مسجد آيا صوفيا.

 

أما عن مسجد مراد؛ فيشير د. حسين دقيل إلى أنه هو ذلك المسجد الذي بناه السلطان مراد خان الثالث بمصر عام (986هـ/ 1578م)، وهو يحمل رقم (181) بوزارة الآثار المصرية، ويقع بشارع بورسعيد على ناصية شارع الموسكي. وله مدخلان. وتوجد تحت المسجد ثلاثة دكاكين. 

 

وبجوار الباب الجنوبي للمسجد؛ يوجد سبيل يليه من جهة الجنوب قاعدة المئذنة التي أزيلت بناء على قرار لجنة حفظ الآثار العربية التي أوصت فيه بهدمها لخطورتها بعد ازدياد ميلها عام 1885م. ولحسن الحظ ما زالت الرسومات التي قامت بها اللجنة للمئذنة موجودة، وتُبين أنها بنيت على الطراز العثماني.

 

وللمسجد أربعة شبابيك، تطل على الطريق، وشباكان كل منهما يطل على مدخل من المدخلين. والمدخلان واجهتهما على هيئة المداخل المصرية المملوكية ولكن بشكل أبسط. وواجهة المسجد بها ثلاث دخلات؛ الوسطى منها كبيرة، وبها من أسفل شباكان ومن أعلى قمرتان.

 

يتكون المسجد من الداخل من ثلاثة أروقة موازية لجدار القبلة، والرواق الأوسط منخفض عن الرواقين الشرقي والغربي، ولكن عندما تم ترميم المسجد في ثمانينات القرن العشرين؛ تم رفع الرواق الأوسط فأصبح المسجد كله في مستوى واحد وهو ما يخالف الأصل. وأرضية المسجد من البلاط الحجري، وسقفه مغطى بالخشب ويتوسطه منور.

 

أما المحراب فمن الحجر، وتعلوه قمرية مستديرة، ونقش بصدره: "بسم الله الرحمن الرحيم قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها"، وهو مزخرف في أعلاه بزخارف نباتية، وله عمودان رشيقان من الرخام عليهما حزوز حلزونية، ويعلوه تواشيح من الرخام الملون. ومنبر المسجد من الخشب ومزين بحشوات نجمية، وله خوذة بصلية، وأعلى بابه نقش نصه: "إن الله وملائكته يصلون على النبي". أما دكة المبلغ فتوجد بوسط الرواق الغربي بين عموديه، ويُصعد إليها بسلم خشبي ملاصق للجدار.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة