صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


القاهرة الفاطمية.. طبليات لا تتوقف و«عزومة» مفاجئة للخليفة 

حاتم نعام

السبت، 16 أبريل 2022 - 07:07 م

صور مختلفة من الاحتفالات والتقاليد تبدأ مع العصر الفاطمي أو عصر البدع؛ حيث تظهر صورة من صور احتفالات الفاطميين بقدوم رمضان وهي الصورة التي تستحق أن نطلق عليها «موكب الخليفة».

 

يبدأ الموكب بتجمع موظفي الدولة وقادة الجيش والأسطول في ميدان واسع أمام أحد القصور الفاطمية محمولين في هوادج والعبيد يحملونها وتحيط بهذه الهوادج أو الأسرة الفاخرة المتنقلة ستائر مختلفة الألوان كما أن بعضها تحمله الجمال أو البغال أيضا .

 

وأمام الهودج يسير عدد من الجنود في استعراض القوات الرمزية وهم يحملون السيوف المزينة بعدة لفافات من الحرير الملون وكذلك أعلام مختلفة من الحرير كتب فوق كل منها اسم الخليفة الفاطمي مع عدم نسيان شيء عام وهو تطريز هذه الرايات بالشعار الرسمي للدولة الفاطمية، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في عام 1968.

 

ثم تجيء ساعة الصفر أو اللحظة الحاسمة حيث يخرج الخليفة من قصره وقد وضع عمامته المستطلية المرصعة بالجواهر يحيط به الحرس من كل جانب ويسبقه بعدة امتار حملة الأعلام ويتحرك هذا الموكب الكبير إلى الجامع الأزهر الذي كان يشهد في هذه الأوقات أيامه الأولى حيث تقام فيه الصلاة احتفالا بأول رمضان بينما تكون أخبار موكب الخليفة قد سبقت الناس إلى كل مكان وأقبلوا هم من كل مكان في القاهرة الجديدة ومن أماكن عديدة حولها أيضا لمشاهدة هذا الموكب الكبير .

 

إفطار فاطمي

 

الشيء الآخر الجدير بالذكر عن هذا العصر هو ما كان يحدث أثناء الأفطار بل ما كان يحدث قبله بساعات فكانت مائدة الطعام تتمثل في الازدحام بمختلف ألوانه ولم تكن تعترف بنظام الطبقات فقد كان الجميع يشتركون فيها سواء ساكن القصر الفاطمي أو قادة الجند أو حتى الجند أنفسهم وأصحاب الصناعات والحرف الصغيرة فكانت الصورة أكثر من رائعة في تصوير عيون الفاطميين حيث كانت الموائد الطويلة تمتد أو تنصب طوال شهر رمضان لتقدم الطعام إلى الزائرين والفقراء .

 

كما كانت من المشاهد الرائعة عندما كان الخليفة الفطمي ينزل بنفسه إلى ساحة متسعة تزحمها عشرات الموائد التي تشبه الطبالي وقد ازدحمت كلها بألوان الطعام وجلس إليها عشرات الفقراء الذين أخذوا يبتهلون إلى الله أن يحفظ الخليفة الفاطمي حامي مصر والشام والحجاز واليمن والمغرب.

 

وبينما كان الخليفة نفسه يسير بين الموائد متخايلا وقد يأخذ به السرور وتلعب برأسه أفكار الجلوس إلى إحدى الطبليات فيجلس ويتناول بعضا من الطعام بين صياح الناس وتكبيرهم .


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة