خناقات زوجية في شهر الصوم
خناقات زوجية في شهر الصوم


عزومة تسببت فى طرد زوجة وابنائها من المنزل

خناقات زوجية في رمضان| زوجة تخلع زوجها لأنه يجاهر بالافطار أمام ابنائه

أخبار الحوادث

الأحد، 17 أبريل 2022 - 04:28 م

كتبت: هبة عبد الرحمن


يتخذ بعض الأزواج شهر رمضان الكريم “شماعة” يلقون عليها مشاكلهم وضغوطاتهم، متناسين أن الحكمة الربانية من هذا الشهر الفضيل تنادى بالتسامح والرحمة والترابط، وأن تسود المودة بين أفراد الاسرة والمجتمع ككل، وبدلا من أن يستغله الناس لزيادة أواصل المحبة والروابط الاسرية بين أفراد الأسرة، نجد البعض يتحججون بإلقاء اللوم على الصوم بأنه يزيد من فرصة اشتعال الخلافات بين الزوجين، والتى ربما تصل إلى الانفصال أو حتى تمتد لتنتقل إلى محاكم الاسرة.


ولهذا نقدم فى تلك السطور النصيحة لكيفية اغتنام هذا الشهر الكريم لتجديد العلاقات الطيبة بين الأزواج، من خلال روشتة تقدمها استشارى العلاقات الاسرية الدكتورة ايمان عبد الله حول  كيفية التعامل بين الزوجين خلال ايام لصيام ، كما نستعرض  عددًا من القضايا التى شهدتها محاكم الاسرة وكان القاسم المشترك فيها “شهر رمضان”.

 

داخل مكتب المستشار أشرف صابر محامى الأحوال الشخصية جلست الزوجة الشابة تروى بدموع عينيها مأساتها بعدما طلبت مساعدتها فى الحصول على حقوقها بعد أن تركها زوجها وأبو طفليها دون نفقة أو سؤال، وقالت الزوجة المسكينة: زواجنا كان تقليديًا أثمر عنه طفلين فى عمر الزهور الصغيرة، لاحظت منذ بداية زواجنا انه لا يصلى، حاولت جاهدة مساعدته على المواظبة على الصلاة لكنى فشلت، واكتشفت مع مرور الوقت أنه فى الكثير من الاحيان لا يصوم شهر رمضان كاملا وكل ذلك بسبب تدخين السجائر، وكان يخفى عنى ذلك حيث أنه كان يقضى معظم يومه خارج البيت بحجة الشغل، لكن اصحاب السوء وجلسة الانس جذبته لتعاطى المواد المخدرة ليس بشكل مستمر ولكن بين الحين والآخر، فأصبح مهملا لعمله فأدى ذلك إلى حاجتنا الدائمة للمال.


ورغم خروجى للعمل فى أى وظيفة تقابلنى لمساعدته على تحمل اعباء الحياة، لكن زوجى لم يحرك ساكنًا ولم يتغير فيه شيء، بل تغير للأسوأ بعد أن اصبح يلقى كل الهموم على عاتقى وحدى، وكلما أشكو أو اطالبه بتحمل المسئولية وأن يغير من نفسه، ينفجر فى وجهى غاضبًا حتى يصل الامر إلى الضرب والإهانة بأبشع الالفاظ، والكارثة انه أصبح قدوة سيئة لأبنائي، فعندما وصل ابنى إلى سن السبع سنوات وبدأت أعلمه الصلاة والصوم، اخبرنى بأنه غير مضطر للصوم وأنه يريد أن يكون مثل والده لا يصوم.


بعد أن اصبح زوجى تاركًا للصوم تمامًا بحجة تدخين السجائر ويجاهر بالإفطار، جن جنونى وهددته إما أن يعدل سلوكه من اجل أبنائه او الطلاق لكنه تعدى على بالضرب وطردنى وأبنائى من المنزل وقال لى بالحرف “روحى للمحاكم تجيبلك حقك.


ويقول المستشار اشرف صابر المحامى:طلبت من الزوج الحضور لمحاولة الصلح بطريقة ودية دون اللجوء للمحاكم وعندما واجهته بأنه لا يصوم، الغريب أنه لم يخجل وينكر بل تحجج بأن السجائر هى السبب وانه لا يستطيع الإقلاع عنها، وأن عصبيته كلها بسبب عدم تدخينه السجائر فى نهار رمضان مما يثير غضبه، وانتهت جلسة الصلح دون جدوى، فتقدمنا بدعوى نفقة بكل انوعها زوجيه ونفقة للصغار، كما تقدمنا بدعوى خلع ضد الزوج بعد إصرار الزوجة على الانفصال عن زوجها.

 


ومن مكتب ياسر الدمرداش محامى الاحوال الشخصية كانت دعوى الزوجة “ع.م” التى حضرت إليه تطلب مساعدتها بعد أن طردها زوجها هى وأبناءها بعد أن تعدى عليها بالضرب وامتنع عن الإنفاق عليها بسبب “عزومة” رمضان، ويروى مأساتها الدمرداش قائلا:حضرت الزوجة التى لا يتعدى عمرها 37عاما ودموعها لا تتوقف، وهى تشكو زوجها بأنه عصبى بإفراط بالغ وبأنها تخاف دائمًا من اقتراب شهر رمضان بسبب زيادة عصبية زوجها، وقد طلب منها عمل عزومة لعائلته وبالفعل شرفته فيها وأعدت كل اصناف الطعام والشراب، ولكن عندما طلبت منه عمل عزومة لاسرتها، اعترض بشدة واخبرها بأنه لا يمتلك المال الذى يمكنه من إتمام العزومة، وبالطبع شعرت الزوجة بحزن شديد بسبب عدم تقدير زوجها لأسرتها، خاصة انها ليست المرة الاولى لكنه دائم الابتعاد عنهم وإبعادها هى الاخرى، وكثير افتعال المشاكل معهم رغم أنهم لم يفعلوا ضده اى شيء يجرحه، وبدأت المشكلة تندلع بينهما انتهت بضرب زوجها لها علقة ساخنه وبطردها من منزل الزوجية هى وأبنائها.


وتقدمنا بدعوى نفقة بنوعيها وكذلك تمكين من منزل الزوجية، ولكن مع الاسف رغم حصول الزوجة على الحكم لصالحها بالتمكين مشترك بينها و الزوج بسبب قيام العلاقة الزوجية بينهما،إلا أنه عند تنفيذ التمكين فوجئنا بأن الزوج ادعى بانه قام ببيع الشقة كما قام باخلائها من كل الاثاث الموجود بها حتى الحمام قام ب”خلع” الحوض الموجود به وباب الشقة نفسه كان غير موجود، سقطت الزوجة من هول الصدمة وبكت بدموع عينيها وبالطبع تركت الشقة وعادت إلى منزل اسرتها لا حول لها ولا قوة.


الأسباب والحل

تقول الدكتورة ايمان عبد الله استشارى علم النفس والعلاقات الاسرية:الصيام ليس السبب أو ذريعة للغضب وتعكر المزاج الذى يؤدى لوقوع أي مشاكل بين الزوجين كما يدعى البعض، فالصوم أساسه الصبر الذى هو أساس الاخلاق الحميدة ، ولابد من استثمار شهر رمضان الكريم فى السيطرة على مشاعرنا السلبية التى تتحكم فينا طوال العام، فهو يفرض علينا الطاقات الروحانية والهدوء والسكينة، وحتى نقلل الخلافات الزوجية لابد أن نؤهل انفسنا نفسيًا قبل الدخول فى الشهر الكريم، بأن نجدد المقصد الرئيسى لشهر رمضان، فهو يوحد الناس على عبادة معينة وهى الصوم، وتوحد الاسرة والمجتمع كله على الرفق ببعض والاسرة التى تتفهم ذلك لا تقع فى المشاكل وتستثمر رمضان فى العبادة والطاعة وتعطى وقتا اكبر للطاقة الروحانية التى تعود علينا باقى العام بأنها تجعلنا نتحمل الضغوط والمشاكل التى نمر بها، أما الأسرة التى تسيطر عليها الماديات فدائما تقع في المشاكل.


وهى من أهم الاسباب التى تؤدى للمشاكل فى رمضان الاهتمام بالماديات أكثر من الروحانيات والطاعات التى حث عليها الله ووضع حكمته فى الصوم، فنجد الزوجة تصبح أكثر شكوى بسبب زيادة احتياجها المادى من أجل شراء مستلزمات رمضان التى تكون فى بعض الاحيان زيادة عن الاحتياج العادى، وعلى النقيض نجد الزوج تزداد طلباته فى أن يقيم العزائم لأسرته واحبابه فيصبح حملا على زوجته، وتلك العادات السلبية التى فرضناها على أنفسنا تمنع الترابط الاسرى.


ومن أسباب المشاكل أيضًا العادات السلبية مثل تدخين السجائر وتناول الكافايين بشراهة، والتى تزيد من عصبية بعض الازواج والذى يؤدى لمشاكل كثيرة، وللاسف لا يكون للبعض النيه فى تغيير تلك العادات.


كما إننا ندخل الشهر الكريم بمشاكل وضغوط واقعة علينا من احداث وقعت معنا طوال العام ليس لها أى علاقة بالشهر الكريم، ايضا هناك عادة إقامة العزومات والولائم بشكل مبالغ فيه مما يسبب العديد من المشاكل بسبب تحمل ما لا نطيقه ماديًا، بسبب الصورة التى يراها بعض الناس السلبيين عن شهر رمضان بشكل خاطئ أو الامتداد لعاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم السابقة، خصوصا فى ظل التحولات الاقتصادية العالمية الرهيبة التى جعلت من خلال سلوكنا نخلق جشع للتجار ونجد سلع رديئة موجودة حتى يرضى بها الانسان الفقير فهى منظومه كبيره نصنعها بأيدينا.


وتقدم د.ايمان عبد الله روشتة علاج لتفادى المشاكل الزوجية خلال الشهر الفضيل قائلة:حتى نعالج تلك الامور لابد من عمل اجتماع اسرى قبل شهر رمضان نستعد نفسيًا ونتفق روحيًا ومعنويًا لتنظيم وقتنا على الطاعات من صوم وقراءة قرآن وصلاة ، كما نستعد بالمظاهر من شراء سلع وزينه، فالاستعداد النفسى والايمانى يزيد من الوعى ويعدل من سلوك الانسان، ناصحه كل أم عدم الانشغال بالطعام والموائد والاهتمام اكثر بتعليم أبنائها الصلاة والصوم، ويساعدها فى ذلك الاب الذى يكون قدوة لأبنائه فلابد أن يخصصوا جزءًا لأبنائهم فى اليوم الرمضانى ليعلموهم الطقوس الصحيحة لهذا الشهر.


ولكي نحسن علاقتنا الاسرية فى رمضان لابد أن نبدأ صفحة جديدة فى رمضان فيها ضبط نفس وتسامح ومراجعة سلوكياتنا من خلال النفس المطمئنة الهادئة خلال شهر رمضان، وعدم خوض الزوجة مع زوجها فى أى نقاشات حادة خاصة إذا كان الزوج عنيد أو متسلط ، فلابد أن تكون هى الطرف العاقل فهى بذلك تؤدى لتقلص المشاكل بينهما، وبدلا من أن نشغل انفسنا بفكرة ان رمضان هو موسم الخلافات على العكس نستغله بأن ننهى أى خلافات أو خصام بيننا ونبدأ صفحة جديدة نقوى فيه المناعة النفسية، فالنفس والروح والجسد مثلث مفتاحه شهر رمضان الكريم عندما نستشعر فيه الطاعات وننسى الماديات.

اقرأ ايضا | فيديو| استشاري علاقات أسرية تفتح النار على رضوى الشربيني

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة