ناخب يدلى بصوته فى الجولة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية
ناخب يدلى بصوته فى الجولة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية


الانتخابات الفرنسية| حيرة بين أول رئيس يعاد انتخابه منذ 2002 وامرأة يمينية

الأخبار

السبت، 23 أبريل 2022 - 09:16 م

انطلقت، اليوم، الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية بين مرشح حركة الجمهورية للأمام إيمانويل ماكرون ومرشحة حزب التجمع الوطنى اليمينى المتطرف مارين لوبان.


وبحسب آخر استطلاعات للرأى، فإن ماكرون سيفوز فى الدورة الثانية التى تشكل نسخة ثانية من تلك التى جرت فى 2017، بفارق أقل من الذى سجل قبل خمس سنوات عندما حصل على 66% من الأصوات، لكن قد يكون لنسبة الامتناع تأثير كبير.


ويخشى كل من المعسكرين امتناع ناخبيه عن التصويت لا سيما فى هذه الفترة من العطلات المدرسية الربيعية فى جميع أنحاء البلاد. وأيًا يكن الفائز، سيكون لهذا الاقتراع أهمية تاريخية.. فى حال فوز ماكرون، سيصبح أول رئيس يعاد انتخابه منذ جاك شيراك فى 2002 (وأول رئيس يعاد انتخابه خارج فترة تعايش مع حكومة من جانب سياسى آخر منذ بدء اختيار رئيس الدولة بالاقتراع العام المباشر فى 1962). .

أما فى حال فوز لوبان، فستصبح أول امرأة وأول زعيم لليمين المتطرف يتولى الرئاسة.. واختتم ماكرون حملته التى بدأها فى وقت متأخر بسبب الحرب فى أوكرانيا باجتماع فى فيجياك فى منطقة لو الريفية (وسط)، بينما أنهت مارين لوبان التى تجولت فى جميع أنحاء البلاد لشهر، حملتها فى معقلها فى با-دو-كاليه (شمال) الذى تمثله فى مجلس النواب..

وتودد المتنافسان لناخبى المرشح اليسارى الراديكالى جان لوك ميلانشون الذى جاء فى المركز الثالث فى الدورة الأولى التى جرت فى العاشر من ابريل الجارى، بعد لوبان، وحصل على نحو 22% من الأصوات.. وتمت دعوة 48٫7 مليون ناخب إلى التصويت اليوم فى الوقت الذى ينشغل الفرنسيون فيه بالأزمة الصحية ثم الحرب فى أوكرانيا التى أثرت على القدرة الشرائية وهى الشغل الشاغل للفرنسيين، نظراً لتداعيات النزاع على أسعار الطاقة والغذاء.


وأيًا يكن الفائز، قد تصبح الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها فى يونيو المقبل أشبه بـ»دورة ثالثة»، إذ من الصعب لكل من لوبان وماكرون الحصول على أغلبية برلمانية.
وعبَّر ميلانشون أيضًا عن طموحه فى أن يصبح رئيسًا للوزراء، وبالتالى فرض تعايش، آملًا فى تصويت كبير لنواب حزبه «فرنسا المتمردة» الذى بدأ أساسًا مفاوضات مع التشكيلات اليسارية الأخرى.


من جهة أخرى، يمكن أن تجرى دورة ثالثة فى الشارع على غرار الاحتجاج الشعبى لـ»السترات الصفراء» فى 2018-2019 وخصوصًا بشأن مشروع ماكرون لإصلاح أنظمة التقاعد الذى يثير غضب جزء من الرأى العام.

ماكرون.. تقليدي يدعو للتغيير

صدم إيمانويل ماكرون بمواقفه المسببة للانقسام وأسلوبه في ممارسة الحكم، الكثير من الفرنسيين الذين اعتبروه منفصلا عن واقعهم، لكنه سجل نقاطا على الصعيد الدولي في تحديات أوروبية وقضايا مرتبطة بالذاكرة. وأمضى ماكرون الذي يتهمه فرنسيون بالعجرفة، خمسة أعوام في الرئاسة طبعتها قدرته على تغيير سياساته وتطويعها حسب الحاجة، في أسلوب دفع صحيفة لوموند لتشبيهه بـ»الحرباء».. في وقت مبكر، التصقت به صفة «رئيس الأثرياء» بعد قرارين اتخذهما: إلغاء الضريبة على الثروة، وخفض الإعانات للاسكان. 


وأقدم ماكرون أيضا خلال ولايته على رهانات تنطوي على مخاطرة، مثل رفضه في يناير 2021 فرض إغلاق شامل جديد نادى به وزراء وعلماء في خضم تفشي جائحة كوفيد-19. إلا أن هذا القرار صب في نهاية المطاف في مصلحته. على الرغم من ذلك، ينهي ماكرون ولايته وهو يتمتع بشعبية أكبر من تلك التي حظي بها سلفاه فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي.


ومنذ بدء الحرب الروسية الأكروانية، بقي ماكرون أكثر القادة تواصلا مع الرئيس الروسي، ويؤدي دور وسيطا بين الكرملين من جهة، وقادة الغرب والرئيس الأوكراني من جهة أخرى. كما قام بمبادرات للتصالح مع ذاكرة حرب الجزائر. وطلب العام الماضي «الصفح» من الحركيين الجزائريين الذين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر، والذين «تخلت عنهم» فرنسا.

لوبان.. يمينية ترفض المهاجرين

للمرة الثانية على التوالي، تصل زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى الدورة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، متوجة عقدا أمضته في تحسين صورتها لدى الرأي العام من دون أن تغير برنامجها. ولوبان (53 عاما) هي أم لثلاثة أولاد من زواجين أفضيا إلى الطلاق.


السيدة الطموح التي عرفت بطباعها الحادة، هي الابنة الصغرى لجان-ماري لوبان، مؤسس «الجبهة الوطنية» وأحد أبرز الوجوه المثيرة للجدل في التاريخ الحديث للسياسة الفرنسية. وعلى مدى عقود، مضت لوبان في «نزع الشيطنة» عن الجبهة الوطنية، ووصلت إلى حد طرد والدها المؤسس في أغسطس 2015.


وفي حملتها الانتخابية، تركز على الاقتصاد. وحضرت العلاقة بين لوبان وروسيا التي زارتها خلال 2017، بشكل أساسي في المناظرة التلفزيونية مع ماكرون الذي اتهمها بالارتهان مادياً لروسيا بسبب قرض حصلت عليه من مصرف روسي، وبأنها باتت «تعتمد» على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتهاجم لوبان «الإسلام وتريد الحد بشكل جذري من الهجرة غير الأوروبية تحت ذرائع العلمانية والقيم الجمهورية، وحتى النسوية»، وذلك بحسب دراسة لمؤسسة جان جوريس نشرت حديثا. وتريد أيضا طرد المهاجرين غير الشرعيين والمجرمين ومرتكبي الجنح الأجانب، إضافة إلى الذين يشتبه بتطرفهم والأجانب العاطلين عن العمل لأكثر من عام

اقرأ ايضا

 لوبان: عودة عقوبة الإعدام إلى فرنسا ممكنة إذا فزت بالانتخابات الرئاسية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة