برنامج « حبر سري»
برنامج « حبر سري»


« برامج الفضائح ».. حرب لكشف المستور

أخبار النجوم

الأحد، 24 أبريل 2022 - 01:12 م

آية محمد عبد المقصود 

على الرغم من تحقيق نسب مشاهدات عالية لبرامج الفضائح - كما يسميها البعض - أمثال برامج « حبر سري» و « العرافة » و « ضرب نار » والتى تقوم على كشف المستور لدى النجوم وفضح أسرار شخصية لهم، إلا أن هناك تحفظ شديد لدى البعض على هذه النوعية من البرامج التى تتصف بـ “اللا أخلاقية” خاصة عرضها فى شهر رمضان الكريم والتى لا تتناسب مع روحانية وقداسة هذا الشهر على وجة التحديد.. “أخبار النجوم” تناقش هذه النوعية من البرامج، والأسباب الحقيقة لالتفاف عدد كبير من الجماهير حولها بهذا الشكل من خلال السطور التالية. 

 

في البداية، يقول الناقد نادر عدلى: “هذه البرامج تحديدا لديها عدد لا بأس به من المشاهدين، وأعتقد أن سبب شهرة هذه النوعية من البرامج أنها تكون مادة شبه يومية للسوشيال ميديا، ومع مرور الوقت، وبعد ان كانت تلجأ إلى أسماء من الصف الأول ونجوم كبار بدأت فى التعامل مع الصف الثانى من الفنانين، وهذا ملحوظ بشكل كبير خاصة فى الفترة الأخيرة، وهو عزوف عدد من النجوم الكبار عن الذهاب إلى هذه النوعية من البرامج، فأصبحت القضية من لم يلحق بشهر رمضان دراميا، فيصبح همه الأول والأخير، هو تواجده بشكل ما عن طريق هذه البرامج، بالإضافة إلى الأجور المادية الكبيرة التى يأخذها الفنان مقابل ظهورة”.

 

ويضيف: “أصبح هناك رغبة من الضيف أن يكون مسار حديث، خاصة أنه فى الأغلب لم يوجد لديه أى عمل فى مارثون رمضان الدرامى فى هذا العام، وهذه فرصة جيدة للتواجد من وجة نظره، والأهم من هذا وذاك أن يستغل الضيف وجوده فى البرنامج بالرد على بعض الاتهامات المطروحة ضده، على سبيل المثال ما حدث مع حمو بيكا عندما تم استضافته فى أحد البرامج، فاستغل هذا الظهور فى البكاء، ويحدث نوع من التعاطف مع الجمهور”.

 

ويشير عدلى قائلا: “هذه البرامج تحاول ان تفتعل نوعا من الإثارة كنوع مكمل لشكل الصراع الموجود على شاشة التليفزيون خلال شهر رمضان والهدف منها هو تسلية الجمهور بشكل ما، لكن فى النهاية إذا تم مراجعة نسب المشاهدة فى هذه البرامج سنلاحظ أنها وصلت إلى أدنى حالتها، والسبب فى ذلك هو وعي الجمهور من هذه النوعية أصبحت مستهلكة، وللأسف الشديد إن الإعلام ينحاز إليها بشكل كبير، ولم يهتم بنفس الدرجة بتتبع المشاهدة”، مؤكدًا أن هذه البرامج ما هى إلى عبث، ومن الأشياء الضعيفة جدا، ولا تتفق مع طبيعة المشاهدة خلال شهر رمضان ما هو فضائحى. 

 

وتقول الناقدة عزة هيكل: “بداية هذه النوعية من البرامج كانت برامج اجتماعية بداية من ليلى رستم وطارق حبيب ومنى الحسينى وأميرة عبد العظيم، وكان هدف هذه النوعية من البرامج هى معرفة بعض أخبار النجوم الكبار بعيدا عن الكاميرا، بالاضافة إلى أنها كانت محاولة أن يقربوا النجم كشخصية للجمهور وظهوره بشكل طبيعي وأن يكون هناك نوع من أنواع التواصل، وكانت من أهم سمات هذه البرامح هو انتقاء النجوم التى يستضفونها وهم كانوا من النجوم فئة “ أ” ، وكان من ضمن هؤلاء النجوم “ عمر الشريف ، فاتن حمامة ، مديحة يسرى ، أحمد رمزى، وغيرهم من النجوم الكبار، وكانت تخلوا  هذه البرامج من “الفضائح” وأى قضايا شخصية. 

 

وتضيف هيكل: “فوجئنا مؤخرا بنوعية “غريبة” من البرامج التى تقوم على الفضائح فقط، واستضافة لفنانين من الدرجة الثالثة والترسو و”يفرضوهم علينا” وهؤلاء الفنانون ليس لديهم أى تاريخ فنى ولا ثقافى ولا انتاج وليس لديهم أى موقف من الحياة بالمرة، وأعتقد أن هؤلاء تنحصر انجازتهم فقط “فى مين ضرب مين ومين اتجوز كام مرة” اشياء سطحية وهذا ما يقدم لنا حاليا، والجمهور عليه أن يختار من سيشاهد؟، متابعًا هذه البرامج ليست ناجحة بالمرة ولكنها مجرد تسلية، ولا نستطيع ان نرصد النجاح عن طريق المشاهدات، لأننا ليس لدينا فى مصر مرصد إعلامي”.

ويقول د. حسن عماد مكاوى أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: “أدرس فى الجامعة أخلاقيات العمل الإعلامي، وأرى ان نوعية هذه البرامج تعتمد على ما يسمى فى القانون “انتهاك خصوصية الأفراد” بمعنى أن أستغرق فى تقديم معلومات تخص هذا الشخص، ولا تهم الآخرين، وهذا يعتبر جريمة فى القانون تسمى جرائم الخصوصية ولها نصوص تجرمها إلا إذا كان هذا الشخص موافق بمحض إرادته على أن يفشى أسراره الخاصة على الملأ، وفى حالة موافقته فهذا شئ غير اخلاقى بالمرة والهدف منه هو جذب اكبر عدد من الجماهير لمشاهدة مثل هذه البرامج وبالتالى الحصول على اكبر قدر ممكن من كعكة الاعلانات، ولذلك موافقة الضيف على الظهور فى هذه البرامج يحصل أيضا على اجر كبير مقابل ان يتخلى عن “الخصوصية” وان يكون وسيلة للاشخاص للتحدث عنه، وهو شئ مجرم قانونا ومجرم اكثر اخلاقيا من وجه نظرى”. 

 

ويشير مكاوي إلى أنه من المؤسف أنه يوجد عدد كبير من القنوات تعتمد على هذا الأسلوب نتيجة إفلاسها فى ايجاد افكار ورسائل جديدة، بالاضافة إلى أنه لا توجد أساليب فنية مبتكرة من الممكن أن تجذب الجمهور إلا هذه الأساليب الرخيصة التى تعتمد عليها دائما القنوات المفلسة فكريا وليس ماديا، والهدف منه فى الحقيقة هو تغييب الجماهير عن القضايا الحقيقية”. 

 

ويؤكد مكاوى: “الهدف الاساسى من هذه البرامج هو تحقيق مكاسب مادية ولكن فى النهاية المجتمع هو من يدفع الثمن، وهذه خسائر كبيرة جدا على المستوى البعيد، وإن كنت أبرئ الجمهور لأنه لم يجد مادة أخرى لمشاهدتها فلجأ إلى هذه النوعية، وليس لديه بدائل أخرى كى يتخلى عن مشاهدتها”.

 

ويقول د. أحمد عبد المقصود مدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة: “هذه النوعية من البرامج ما هي إلا تكريس للمشهد الهابط الموجود فى الاعلام حاليا، بالاضافة إلى أن المشاهد يميل لنوع معين من البرامج التى تقوم على الفضائح وانتهاك الحياة الشخصية دون المراعاة لحرمة هذه الحياة، وايضا العادات والتقاليد التى يؤسسها ويفرضها المجتمع”. 

 

ويتابع عبد المقصود: “توقيت إذاعة هذه البرامج فى شهر رمضان الكريم وان نقوم ببث قيم سلبية فى شهر من المفترض أن يكون قائم على الأعمال الصالحة والعبادات وأن نكرس افكار سلبية وغير أخلاقية يعتبر نوع من انواع الاستخدام الخاطئ للقضايا التى تقترحها الميديا”. 

 

وعن نسب المشاهدات العالية التى تحققها هذه البرامج يقول: “الجمهور فى الوقت الحالى يميل إليها بطبيعته الغرائزية في التعرف على أسرار المشاهير، الأمر الثانى أنه من الممكن أن يكون حالة من حالات التشفى فى النجم، فمن الممكن أن كره الجمهور لفنان معين وحصوله على معلومات شخصية عنه تؤكد نظرته له او عن الفن بشكل عام، لانه حتى الآن يبقى مجتمع الفنانين من وجة نظر البعض هو مجتمع غير سوى، وبالتالى هذه المعلومات ولا فضائح التى حصل عليها من خلال مشاهدته لهذه البرامج تؤكد هذه النظرية”.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة