شريهان
شريهان


رحلة سفيرة فوازير رمضان «شريهان».. عروس البحور

أخبار النجوم

الأحد، 24 أبريل 2022 - 04:00 م

كتبت: مايسة أحمد

 

هي سفيرة السعادة.. كوكتيل فني فريد جمعت بين التمثيل والغناء والإستعراض، وهو ما جعلها تتربع في القلوب بكل الوطن العربي، وليس في مصر فقط.. أنها الأيقونة شريهان، التي درست جميع أنواع الفنون وتعلمت الرقص بكل فنونه وأشكاله وهو ما ساعدها على تقديم الفوازير التي أرتبط عرضها بشهر رمضان الكريم.

 

لم يكن من السهل أن تحقق شريهان ذلك النجاح المدوي والمستمر حتى الآن لتصبح أيقونة الفن الإستعراضي في الوطن العربي، ومثال يحتذى به للفنانين الشباب، فقد إجتهدت وحاولت أن تحافظ على تميزها وتفردها منذ بدايتها الفنية، فتشبعت منذ نعومة أظفارها برحيق عمالقة الفن الذين تنبأوا لها بمستقبل فني كبير، فجلست طفلة على أقدام أم كلثوم وحملتها ووضعتها على الطاولة خلال حفل زفاف شقيقها الأكبر الموسيقار عمر خورشيد لكي ترقص، ويومها قالت “كوكب الشرق” لأهلها: “البنت دي موهوبة بالفطرة لازم تهتموا بيها”، وكان عمرها وقتها 4 سنوات، وداعبها “العندليب الأسمر”، عبدالحليم حافظ، الذي حضرت معه بعض بروفات روائعه مع شقيقها الموسيقار الراحل وصفق لها، ونشأت في بيت يتردد عليه عباقرة الفن ومنهم بليغ حمدي، ولديها جيران من نوع خاص مثل رشدي أباظة وسامية جمال وفاتن حمامة.

 

التحدى الأكبر

شاركت شريهان في العديد من الأعمال الفنية منذ نعومة أظافرها، ولفتت أنظار الجماهير خلال فترة قصيرة، وفي عام 1985 انتظر الملايين طلة تلك الفتاة الجميلة من خلال الفوازير بعد أن حققت نجاحا وشهرة في عدد من الأعمال السينمائية والدرامية والمسرحية، فكانت النجمة الصغيرة على موعد مع اختبار صعب ومرحلة فاصلة في حياتها الفنية، فالفنانة الشابة ستقوم ببطولة الفوازير، وهو العمل الأضخم والأهم الذي ينتظره الملايين في شهر رمضان كل عام، وبالطبع ستوضع في مقارنة حتمية مع “ملكة الإستعراض والفوازير”، الفنانة نيللي، والتي حققت نجاحا مذهلا، وكانت الشوارع تخلو من المارة وقت عرض حلقات  الفوازير، كما أن فوازير شريهان الأولى تأتي بعد النجاح الساحق الذي حققه الفنان سمير غانم من خلال فوازير “فطوطة”.

 

قبلت النجمة الشابة التحدي وحققت نجاحا مذهلا وأصبحت أيقونة للبهجة وأبهرت الجميع بجمالها وقدراتها الإستعراضية، فهي “عروس البحور” التي سحرت الجميع بجمالها وغموضها، فتاة الأحلام التي يتوق إليها كل العشاق، وأيقونة الجمال التي تحتذى بها كل الفتيات.

 

 

هكذا أصبحت شريهان مرادفا لكل هذه المعاني، تلك الجميلة التي أرتبط بها الجمهور في كل أحوالها وحالاتها، لا ينظر إليها كفنانة فقط رغم قدراتها الفنية المبهرة التي أمتعتنا تمثيلا وإستعراضا وغناء ورقصا، لكنه يستمد منها الأمل في القدرة على مقاومة كل مسببات الوجع والحزن، فها هي الطفلة المدللة المولودة وفي فمها ملعقة من ذهب، تقاوم وتتحمل كل الآلام التي واجهتها في كل مراحل حياتها، وتخرج منها منتصرة، لتمنح الأمل لكل محبيها وتعطيهم دروسا في حب الحياة.

 

مقارنة .. و دراسة

عن كواليس عملها في فوازير رمضان التي كانت تقدمها على مدار سنوات طويلة، أكدت شريهان أن تقديم الفوازير أمر ممتع بالطبع، وأوضحت أنها كانت تقارن بين فوازيرها وفوازير نيللي وفوازير سمير غانم، وتقارن وتدرس الفروق وما أحبه المشاهد وما لم ينل إعجابه، وكانت تركز على التفاصيل الصغيرة والكبيرة، فالديكور يعد بطلاً أيضا للعمل ويليه الأزياء وكيفية توظيفها بطريقة صحيحة، وبالطبع نجم العمل أيضًا له عامل كبير في ترابط جميع العناصر ليخرج بالنهاية كعمل متكامل الجوانب.

 

وقالت: “أنا على إستعداد لتكرار تجربة الفوازير، كما أني متحيزة للتليفزيون المصري الذي أدين له بالفضل في نجاحي، كما أني سمعت من البعض أن أزمة المرور يتم حلها في رمضان عند عرض فوازيري في التليفزيون”، لتضيف مازحة: “أنا على إستعداد للعودة بشرط أن يكون هناك حظر تجول عند عرض الفوازير”.

 

واستكملت شريهان حديثها: “هرجع بشرط يكون حاجة أعلى.. فأنا معنديش إستعداد أنزل وأرجع أصور فوازير إلا وفي حظر تجول يعني عمل أعلى من تنظيم المرور، مش لازم بغرور، لكن لازم أقدم عمل يرضي المتفرج، ولازم أعرف أقعده للمشاهدة أمام الشاشة، ومينفعش بعد ما يشوف أول يوم يقفل وينزل ويقول سجلوها لي، وأنا ممكن أقتل نفسي لو متفرج سجل حلقة ورجع بالليل شافها”. 

 

 

بالرغم من نجاحاتها في كافة الأشكال الفنية التي ساهمت بها سواء على مستوى المسرح أو السينما، إلا أنه من العلامات المميزة والمضيئة في مشوارها الفني هو تقديم “ألف ليلة وليلة” و”الفوازير”، وبعض الجمهور يخلط بينهما، إلا أنها نجحت في تقديمهما على مدار سنوات محققة نجاحا كبيرا.

 

البداية

كانت البداية مع فوازير “ألف ليلة وليلة - عروس البحور” عام 1985 مع المخرج فهمي عبد الحميد وتأليف طاهر أبو فاشا وعبد السلام أمين، والذي ضم عددا من كبار النجوم مثل عمر الحريري ومحمود الجندي وزوزو نبيل ورجاء حسين ومحمد توفيق، كما ضم المسلسل عددا من المطربين في بداية مشوارهم الفني مثل عمرو دياب ومدحت صالح وعمر فتحي ومحمد الحلو. 

 

وفي العام التالي، قدمت شريهان الجزء الثاني من فوازير “ألف ليلة وليلة”، بعنوان “وردشان وماندو”، والذي تعاونت فيه مع نفس فريق عمل الجزء الأول، والذي كان حقق نجاحا كبيرا وأرتبط به الجمهور في شهر رمضان المبارك، وضم الجزء الثاني مجموعة من كبار النجوم، منهم عبد الرحمن أبو زهرة وعمر الحريري ومديحة حمدي وزوزو نبيل وجمال إسماعيل ونادية رفيق، ودارت أحداث الفوازير في إطار خيالي حول سلطان يدعى “كهلان” حُرم من الإنجاب هو وزوجته “قمر الزمان” فيسعى الوزير “شعلان” إقناع السلطان بالزواج من أبنته حتى تنجب له ولي العهد حتى يقابل الملك الساحرة العجوز والتي تعطيه هو وزوجته تفاحة ليأكلاها ويرزقا بولي العهد.

 

وفي تلك الفترة كانت شريهان حققت نجاحا كبيرا في مجال الإستعراضات والغناء، وأرتبط بها الجمهور بشكل كبير، وبالأخص في شهر رمضان، ولم يؤثر ذلك النجاح على مسيرتها الفنية، فكانت في تلك الفترة تقدم أفلام سينمائية أيضا، عام 1987 قدمت الفوازير مرة أخرى بعنوان “حول العالم”، والتي كانت في كل حلقة منها تستعرض معالم وثقافة إحدى الدول حول العالم، وعلى الجمهور إيجاد الحل، وكانت من تأليف الشاعر عبد السلام أمين وإخراج توفيق عبد الحميد.

 

تعاونت شريهان في عام 1988 للمرة الثالثة مع نفس فريق العمل فوازير “ألف ليلة وليلة” مرة أخرى وعادت لتقديم مسلسل “ألف ليلة وليلة - الثلاث بنات: كريمة وحليمة وفاطيمة”، وشاركها في بطولته عماد رشاد وجمال إسماعيل وزوزو نبيل ومحمد الدفراوي ومحمود مسعود، ويروي المسلسل بأسلوب مشوق قصص “ألف ليلة وليلة” الشهيرة من خلال كل حلقة تروي فيها شهرزاد قصة جديدة أو تكملة قصة وبداية قصة جديدة حتى يستمع إليها الملك دائمًا ويؤجل البت في قرار الخلاص منها وقتلها بسيف “مسرور” السياف.

 

أما عام 1993 فكانت المرة الأخيرة التي تقدم فيها شريهان الفوازير بالتعاون مع الشاعر الكبير سيد حجاب والمخرج جمال عبد الحميد وقدم الألحان للفوازير كل من خالد حماد وعمرو أبو ذكري ومودي الإمام وشارك شريهان في البطولة محمد هنيدي وعلاء مرسي وعهدي صادق وجمال إسماعيل.

 

أناقة الأسماك

وقد حققت شريهان نقلة كبيرة على مستوي الأزياء التي تم تقدمها في حلقات الفوازير، فقد أعتمدت على تركيبات الألوان غير تقليدية، وحول ذلك قالت: “أناقتي أعتمدت على تركيبة الألوان وكيف أصنع توليفة جديدة من ألوان مختلفة.. تعلمت الأناقة من (الأسماك)!، عندما أمارس الغطس أجد ألوان السمك مختلفة ومتنوعة جدا وهناك تركيبات كان لا يمكن تخيلها.. فحاولت تجربة هذه الأفكار وتقليد الأسماك”.

 

كما نجحت نجمتنا أيضا على مستوى الإستعراض بشكل لم يقترب منه أحد، فقد أجادت تقديم جميع الإستعراضات والرقصات بخفة ورشاقة كبيرة، ورغم توقفها عن العمل عام 2002 إثر أزمة صحية، وغيابها الطويل عن جمهورها، إلا أنها عادت مؤخرا بمسرحية “كوكو شانيل” التي تألقت فيها بأداء العديد من الإستعراضات، والتي أكدت أنها ماتزال ملكة الإستعراض رغم السنين والمحطات الجارفة التي مرت بها، وسبق ذلك بعام تقريبا إطلالتها على جمهورها من خلال إعلان لإحدى شركات الإتصالات الكبرى، والذي حقق ردود فعل واسعة من جمهورها، وقد حافظت شريهان على أناقتها وجمالها الذي مازال يجذب أنظار الجمهور.

 

الهضبة و هنيدى

لعبت الفنانة الكبيرة شريهان دورًا كبيرًا في حياة الفنان عمرو دياب لكونها أول من تحمست له وقررت ضمه لفريق عمل فوازيرها الشهيرة التى كانت تقدمها في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي فهو لم يكن له أغنيات معروفة أو محفوظة في الشارع المصري سوى أغنية “هلا هلا” لكنه نجح فى خطف أذن شريهان بها فاقترحت اسمه على المخرج فهمي عبدالحميد الذي وافق عليه بناءً على طلبها.

 

وفى حوار سابق له في تسعينيات القرن الماضي قال الهضبة إن شريهان كان لها الفضل الأول في معرفة الجمهور به والظهور في فوازيرها ومن ثم شهرته نظرًا للشعبية الكبيرة التي كانت تحظى بها فوازير شريهان في ذلك الوقت..

 

واستعانت شريهان بدياب في 5 حلقات من فوازيرها على مدار موسمي 1985 و1986 وقدم خلالها حلقات “اقرأ الأخبار” و”الغايب حجته معاه” و”برجك إيه” و”عروسة المولد” و”الطبيب النفسي”.. أما ألحان تلك الفوازير كانت ما بين منير الوسيمي وإبراهيم رجب.. وبعدها بعامين كانت إنطلاقة دياب الشهيرة في السينما من خلال فيلم “السجينتان” عام 1988

أما الفنان محمد هنيدي فكان له واقعة شهيرة حيث كان يقوم بتصوير الفوازير مع شريهان.. وطلب منه أن يؤدي دورا في فيلم “المنسي” مع عادل إمام فهرب من مبنى التليفزيون لكي يؤدي هذا المشهد في شارع عماد الدين وكان عبارة عن جملة واحدة فقط.

 

فى المزاد

تصدرت نجمة الإستعراض قائمة فناني العالم والشرق الأوسط المشاركين بالتبرع بقطع استثنائية من مقتنياتهم في مزاد خيري تقيمه إحدى الشركات العالمية عام 2020 بالتعاون مع 5 من المؤسسات الخيرية اللبنانية، وذلك لصالح جهود إعادة إعمار لبنان ومساندة الفئات الأكثر احتياجًا عقب الإنفجار الذي هز ميناء بيروت.

 

وأعتمد المزاد الذي يتوجه لمتضرري انفجار بيروت على تبرعات سخية من دور أزياء عالمية ومشاهير عرب وأجانب وفنانين وأيضاً مصممي مجوهرات عالميين، وتولت الشركة المسئولة عن المزاد اختيار الفنان الأكثر شعبية وجماهيرية للمشاركة في المزاد، ووقع الاختيار على شريهان للمشاركة في المزاد بفستان حريري ساهمت في تصميمه وأرتدته في فوازير رمضان الشهيرة “ألف ليلة وليلة” عام 1987، وذيلته بتوقيعها ويعد الفستان هو الأول على مستوى الشرق الأوسط.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة