جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

ماذا بعد فوز ماكرون؟

جلال عارف

الإثنين، 25 أبريل 2022 - 06:07 م

فاز الرئيس الفرنسى ماكرون بولاية ثانية وهو إنجاز لم يتحقق لرئيس فرنسى آخر بعد شيراك منذ عشرين عاماً. فاز ماكرون وبأغلبية فاقت كل التوقعات (أكثر من 58٪) وهدأت العاصفة التى خشيت منها فرنسا إذا وصلت «مارى لوبان» لمقعد الرئاسة، وتراجعت مخاوف أوروبا من أن تسقط فرنسا (وهى القيادة السياسية للقارة العجوز) فى قبضة اليمين المتطرف ومشروع لوبان التى لا تخفى توجهها لإضعاف الاتحاد الأوروبى وتغليب ما تراه مصلحة فرنسية بعيداً عن هموم أوروبا ومشاكلها.

فاز ماكرون لكنه الفوز الذى لا يزيل القلق.. نتائج الانتخابات تقول إنه تراجع كثيراً عن النسبة التى حصل عليها فى المواجهة السابقة مع لوبان قبل خمس سنوات حين حصل على 66٪ من الأصوات فى جولة الحسم. وما خسره ماكرون ذهب الى لوبان لترتفع نسبة مؤيديها من 33٪ فى المرة السابقة الى حوالى 42٪ هذه المرة، وهو تقدم كبير يحققه اليمين المتطرف فى خمس سنوات يقوى آماله فى الوصول لحكم فرنسا.

الصورة ستكتمل  بعد شهرين وعلى ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية التى ستجرى فى يونيو القادم. موقف ماكرون سيكون أعقد فى الانتخابات التشريعية التى سيفقد فيها اصوات من حملوه للرئاسة فى الجولة الثانية كرهاً فى لوبان وليس انحيازا له. انتخابات البرلمان ستحكمها فى الغالب موازين القوى التى ظهرت فى الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة التى حصل فيها ماكرون على 28٪ من الأصوات مقابل 23٪ للوبان و 22٪ لميلانشون الذى يمثل أقصى اليسار والذى يعمل جاهداً ليكون الرقم الصعب فى انتخابات البرلمان متطلعاً إلى رئاسة الحكومة.

الطريق صعب أمام ماكرون. قوى الوسط تتراجع بشدة أمام التطرف يميناً ويساراً. قدرة ماكرون على التحرك السريع قبل الانتخابات لمواجهة ارتفاع الاسعار محدودة إذا استمرت حرب اوكرانيا وأزمة الطاقة، فى مواجهته الآن يمين متطرف يزداد قوة، ويسار متشدد يطمع زعيمه «ميلانشون» فى أن تقوده انتخابات البرلمان لرئاسة الحكومة. وفى كل الأحوال لم يعد الطريق سهلاً امام ماكرون كما كان عندما فاجأ الجميع ووصل للرئاسة قبل خمس سنوات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة