دينا توفيق
الكاذبون
الثلاثاء، 26 أبريل 2022 - 02:09 م
سيظل الكاتب الإنجليزى ويليام شكسبير الحاضر الغائب بأعماله وإرثه المسرحى.. خالدًا فى وجدان كل من أراد إخراج الحقيقة إلى النور، وكشف الباطل.. علمنا من خلال الرسائل الخفية التى تحملها مسرحيته ألا نيأس أبدًا من عزمنا على مواجهة الكذب؛ الكذب والخداع والألاعيب الشيطانية التى أظهرها من خلال مسرحيته ريتشارد الثالث.. فى عصرنا هذا يُحتفل بمجرمى الحرب باعتبارهم رسل سلام.. والكذب يتحول إلى حقيقة.. تحت مسمى الحرب على الإرهاب شُنت الحروب، كغزو العراق ومن قبلها أفغانستان، التى قام به بوش وبلير.. المعتدى والمغتصب أصبح الضحية، وتبرر أفعاله الوحشية وكأنها دفاع عن النفس، مثلما يحدث فى فلسطين وما يتكبده شعبها من خسائر فى الأرواح وتعدٍ على أرضهم ومنازلهم جراء جرائم ووحشية جيش الاحتلال الإسرائيلى.. اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين المسالمين، مجازر إنسانية كل يوم يرتكبها الكيان الصهيونى وجنرالاته بدم بارد وسط تخاذل المجتمع الدولى ومجلس الأمن.. وإن انقلبت الأوضاع وحاول الشعب الفلسطينى الدفاع عن نفسه، يصيح الكاذبون لطمس الحقيقة..
دائمًا ما نجد وسائل الإعلام الغربية - ذئاب فى ثياب حملان - تشارك فى الجرائم التى ترتكب بحق المدنيين سواء كانت فى سوريا أو فلسطين أو حتى فى أوكرانيا، من خلال أكاذيبها والتستر على الحقائق. تمول الأكاذيب من خلال مجموعات الضغط والمؤسسات الخيرية، مثل مؤسسة المجتمع المفتوح التى يترأسها اجورج سورسب ملياردير الخراب، ومعه مؤسسة جيتس المسيطرة على الصحافة العالمية.. وهم فى الحقيقة الخطر الحقيقى مهندسى النظام العالمى الجديد، الذين يسعون وراء الربح والقوة والهيمنة، بتفشى الأوبئة وإشعال الحروب وتردى الأوضاع الاقتصادية ونقص الغذاء، فتحت غطاء العمل الخيرى يسمح لهم بتشكيل السياسة العامة وبات ستارا لمخططات وأطماع استعمارية، يدفع العالم ثمنها.
Email: [email protected]