الأخذ بالأسباب
الأخذ بالأسباب


الأخذ بالأسباب

الأخبار

الثلاثاء، 26 أبريل 2022 - 10:43 م

كتب : د.على جمعة

إن الأخذ بالأسباب أمر غاية فى الأهمية فى حياة الإنسان، وفى عمران الأرض، وفى أسباب النجاح، نراه جليا فى قوله تعالى مخاطباً سيدة نساء العالمين مريم الصديقة عليها وعلى ابنها السلام «فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا»، «وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) ».


أمر عجيب، لأن السيدة فى حالة نفاس، سيدة وقد وضعت ابنها وفى حالة من الضعف والإعياء، ولكن الله سبحانه وتعالى أمرها أن تتخذ السبب، أرسل لها رسوله حتى ينفخ فيها من روح الله، وأحدث لها معجزة لن تتكرر عبر البشرية معجزة فريدة.

وأعلى رتبتها حتى جعلها خير نساء العالمين، وسيدنا النبى  يقول: «كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا: آسية امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد «وفى حديث آخر: «أفضَلُ نساءِ الجنَّةِ أربعٌ: مريمُ بنتُ عمرانَ.

وخديجةُ بنتُ خوَيْلدٍ، وفاطمةُ بنتُ محمَّدٍ، وآسيةُ ابنةُ مُزاحمٍ «هذا الترتيب، وهذه السيدة التى هى أفضل نساء العالمين، والتى يحدث على يدها هذه المعجزة الفريدة التى لم تتكرر ولن تتكرر، يقول لها: «وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِى وَاشْرَبِى وَقَرِّى عَيْنًا» ما هذا ؟ الأخذ بالأسباب».


العلماء صاغوا من هذا مبدأ عاما «الاعتماد على الأسباب شرك، وترك الأسباب جهل»، لافتاً إلى أن سيدنا النبى  يعلمنا فى سيرته هذا المبدأ العام الذى بنيت عليه أشياء كثيرة، لا تعتمد على الأسباب بقلبك فإن الله هو الفاعل الحقيقي، و»لا حول ولا قوة إلا بالله»، من كنوز العرش، لكن إياك إياك أن تترك الأسباب، فليس لنا أن نختبر الله، الله يختبرنا، إياك إياك أن تخرج عن ما خلقه الله فتكون معترضا على ذلك وتصاب بالفشل الذريع، ولا تصل إطلاقاً إلى مرادك، الفلاح يلقى الْحَبّ ثم يدعو ويقول: يا رب. فإذا لم يلقِ الْحَبّ لن يوجد زرع.


وأشار إلى أن سيدنا النبى  عندما خرج إلى أُحُد، خالف بين درعين-يعني: درع فى الوجه ، ودرع بالظهر-، ولكن أليس درع واحد يكفى؟ لأ، درعين، درع فوق درع. ولبس الخوذة، يسموها: اللأمة. ولكن الله تعالى قال له: «وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» ربنا يحميه فلا يوجد شيء يؤذيه ، ولكن يجب أن نأخذ بالأسباب نذهب إلى الحرب فنلبس لباس الحرب.

ونقول: يا رب انصرنا، يا رب استرها معنا.. سيدنا النبى  يقول: «لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله؛ لرزقكم كما يرزق الطيرَ: تغدوا خماصًا وتروح بطانًا» «تغدو».
أن هذا مبدأ عظيم لو وقفنا عنده وتدبرناه وتأملناه وتعمقنا فيه ثم طبقناه، فإن ذلك سيكون سببا فى الوصول إلى النجاح، أن تكون ناجحا فى مقاصدك.

اقرأ ايضا | شيخ الأزهر: الأرزاق كلها بيد الرزاق والعبد مأمور بالسعي والأخذ بالأسباب


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة