محمد عدوى
كيفك إنت ؟
اجتهاد مع نص
الأحد، 01 مايو 2022 - 01:07 م
١
تبقى الكلمة نواة أى عمل درامى، المحرك الأساسى للدراما وفاتح الطريق أمام الجميع ومؤشر الرضا للجمهور الذى من خلالها إما تجبره على استكمال المشوار أو تقطع علاقتك فورًا بالمسلسل، النجم الحقيقي هو النص، الاجتهاد مع النص يشكل معادلة النجاح.
٢
فى رمضان هذا العام، كان كُتاب الدراما فى فورمة عالية، متألقون إلى حد كبير، الحضور القوى فى أغلب الأعمال كان لافتا ومؤثرا، كُتاب الدراما هذا العام استعدوا جيدا، تعاملوا بجدية أكثر وطزاجة أكثر، والنتيجة كانت واضحة.
٣
اسم أسامة أنور عكاشة وحده كفيل بالنجاح، لكن التعامل مع النص الذى كتبه كان يحتاج إلى استعداد واتقان، وهو ما فعله المؤلف محمد سليمان عبد المالك، الذى نجح فى عبور الهالة المحيطة به لوجود اسم أسامة أنور عكاشة إلى براح مختلف وعالم خاص جدا، نسيج مختلف متقن ببراعة متناهية، محمد سليمان عبد المالك كسب تحديا خاصًا بوجود اسم أسامة أنور عكاشة الذى جعله فى حالة توهج وقتال على كل حرف يخطه سعيا للخروج من دائرة عكاشة، لا السير فى ركابها ونجح بالفعل فيما خطط له.
٤
تتفق أو تختلف مع طريقة وأسلوب عبد الرحيم كمال وطرحه لكن لا يمكن أن تنكر أن له رؤية خاصة وعالم خاص، مشروع حقيقي، همّ وفكر، نجح عبد الرحيم كمال فى الهروب من وجهة نظرى مع “جزيرة غمام” من منطقة الاهتمام المطلق بالفورم إلى احترام التفاصيل الصغيرة، قدم لوحة تحترمها حتى لو لم تتفق معها.
٥
كنت دائما أخشى من ورش السيناريو، أشعر أنها هجين وأجسام متنافرة تدخل جسدا واحدا يرفضها غالبا لكن ورشة سرد التى تقدمها مريم نعوم فى مسلسل “مين قال” كانت غير، روح واحدة وهدف واحد واتفاق ضمنى على كل العناصر، لم تترك الفرصة لأن يدخل جسد المسلسل أى جسم غريب، من البداية للنهاية وبتكثيف مطلق وروح شابة وفكرة حقيقية وجريئة؛ نجحت فى خلق روح جديدة لعمل سوف يستمر طويلا فى الذاكرة.
٦
قد يبدو نجاح “الاختيار” مضمونا، قد يبدو “الفورم” الذى يكتب به منذ جزءه الأول واحدا، لكن الحقيقة الأعمال الكبيرة تحتاج إلى معاملة مختلفة وهو ما نجح فيه هاني سرحان، الربط بين الدراما المتخيلة والحقائق المثبتة أكثر تعقيدا والتعامل مع مثل هذه الأعمال يحتاج إلى حرص شديد، هاني نجح فى الاختبار مع الاختيار، نجاحا يليق بالحدث، المسلسل أصبح وثيقة حقيقية وشهادة للتاريخ بكل تفاصيله التى تكشف يوما بعد آخر براعة المؤلف فى رصد أدق التفاصيل بتجرد مطلق.
٧
الغوص فى تفاصيل صغيرة عن عالم داعش ليس بجديد، سبق وأن قدمت السينما والدراما رؤى مختلفة لما يحدث هناك، رؤى فى كثير من الأحيان ما تكون صادمة، نجاح محمد هشام عبية فى “بطلوع الروح” أنه لم يتأثر بما قدم من قبل، وقدم طرحا إنسانيا عن معاناة زوجة أجبرت على الانضمام إلى كيان ملوث وبقيت صامدة، الأمل الذى يوجده المسلسل أهم بكثير من المشاهد التقليدية للجماعة الإرهابية، “عبية” اخترق وركز على الضعف الإنسانى والجانب الخفى لحياة بشر يفكرون بطريقة مختلفة، وهو نجاح دون شك يليق بالحدث.
ضرب مسلسل “سوتس” مثالا حقيقيا فى تغيير معادلة الأعمال الدرامية التى تقدم نسخا من أعمال أجنبية ناجحة، محمد حفظى ومحمد جلال وياسر عبد المجيد قدموا روحا مصرية باتقان وسرعة إيقاع وروح عصرية، عبرت بهم من فخ المقارنة، المسلسل استطاع أن يحرك الكثير من القضايا المهمة فى عالم مختلف، ونجح كُتابه فى تقديم رؤية مميزة ومبشرة لما هو قادم.
٨
النص مهم لكن الاجتهاد مع النص أهم، وهو ما يعنى مخرج فاهم ومتفان وقادر على استيعابه، وهنا يأتى دور محمد سلامة وكاملة أبو ذكرى وبيتر ميمى وحسين المنباوى ونادين خان وعصام عبد الحميد.
٩
الممثل يظهر أكثر توهجًا مع نص مختلف واجتهاد مخرج واعٍ، وهو ما حدث فى “بطلوع الروح” و”جزيرة غمام” و”مين قال” و”الاختيار” و”سوتس” و”راجعين يا هوى”.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة