الشيخ منصور الرفاعى عبيد
الشيخ منصور الرفاعى عبيد


الشيخ منصور الرفاعى عبيد: المواظبة على الطاعات بعد رمضان علامة على قبول العبادات

نادية زين العابدين

الأحد، 01 مايو 2022 - 06:15 م

حياة المسلم كلها عبادة إما واجبة أو مستحبة، فالذى يظن أن العبادة مطلوبة فى رمضان وبعده يعفى نفسه من العبادات فقد ظن سوءا ولم يعرف ربه، بل لم يعرف دينه حق معرفته ويصبح انسانا مقطوع الصلة بالله فلابد من تتابع الخيرات بعد رمضان هو شهر منشط للخير ومبدأ التوبة والعمل الصالح فكيف  يستمر المسلم على عباداته ومعاملاته كما كان فى رمضان ؟ عن هذا يحدثنا الشيخ منصور الرفاعى عبيد  وكيل وزارة الأوقاف الأسبق .

يقول: رمضان حل علينا ضيفا عزيزا ولكل ضيف يوم لابد له من الرحيل فعلينا أولا أن نحافظ على الطاعات التى قمنا بها فى رمضان لأن رب رمضان هو رب شوال ورب بقية الأيام و الشهور ، فاحذر أيها المسلم أن تكون مثل المرأة المجنونة التى كانت بمكة المكرمة وذكرها القرآن  حيث كانت تغزل غزلا قويا محكما ثم تنقضه أنكاثا أى تفسده فلا تكن من الذين إذا انقضى رمضان سرعان ما يعود إلى المعاصى والذنوب فعمل المؤمن لا ينقضى قال تعالى: (وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين) أى لآخر نفس فى الحياة ولا تنسى أن الشياطين يطلق سراحها بعد رمضان وتفك قيودها ولكن كيد الشيطان كان ضعيفا كما اخبر الله تعالى.

الدوام والاستمرار
ويضيف : رمضان مدرسة تعلمنا فيها لنطبق ما تعلمناه طوال العام وليس شهرًا فقط ففى رمضان كنا قادرين على أن نؤدى الصلوات الخمس فى جماعة وصلاة الفجر يوميا فلنحافظ على هذا قدر المستطاع لأن الصلاة نور لك فى حياتك وفى قبرك وعند الصراط وأيضا حافظ على السنن الرواتب التابعة للفرائض وهما اثنتا عشرة ركعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من صلى اثنتى عشرة ركعة فى اليوم والليلة بنى له  بهن بيتا فى الجنة ).

ويتابع: لا تحرم نفسك من قيام الليل ولو بركعتين، فعن شعبة بن المغيرة رضى الله عنه قال إن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقوم أو يصلى حتى تتورم قدماه ) وقال صلى الله عليه وسلم : أفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل.

ولابد من من الاستمرار على قراءة القرآن فلا تكن من الذين يقرأون القرآن فى رمضان ويهجره سائر العام  فالقرآن أنزل لنتلوه فى رمضان وغيره وقد خصصت وقتا له  فى رمضان فحاول أن تجعل لنفسك وردا ثابتا ولا تكن من الذين قال فيهم  القرآن على لسان النبى صلى الله عليه وسلم :(وقال الرسول يارب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا ).

وانبه أن تجتهد لتكون من الذاكرين لله، فالذكر يحمى من شر كل ذى شر وبه تنال الأجر فحافظ على أذكار الصباح والمساء وأذكار الخروج من المنزل واشغل بها دائما أوقات فراغك ولاتنسى صيام النوافل فهو مشروع ولا تقل لقد صمت رمضان كاملا ،فطالما ليس لديك عذرا صحيا فصم النوافل والسنن وابدأ بستة من شوال فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان واتبعه بست من شوال فذلك صيام الدهر ) ولا يشترط التتابع فى هذه الأيام الستة ولكن اجعلها فى أيام الاثنين والخميس أو الأيام القمرية أو غيرها واحرص على الاستمرار فى عمل الخير بتقديم الصدقات وصلة الأرحام وأداء النفع للغير.

وأخيرا أقول المسلم الصادق يمشى فى الحياة سائرا إلى الله على جناحى الأمل والرجاء والخوف والحذر فيعمل الصالحات ويرجو من الله القبول ويأمل فى رحمة الله وكرمه ويخشى مع ذلك عذاب الله وسخطه من تقلب الأحوال وزوال النعم شعاره تقوى الله طيلة حياته ويكون عمله منهجا وسلوكا فهو يغتنم الأوقات والمواسم الفاضلة فى التعبد ويعود نفسه على الخيرات، حتى تصبح له عادة حميدة وخلقا فإذا انقضت مواسم الخيرلا تجده لاهيا غافلا وليعلم المسلم أنه من علامات قبول الطاعات فى رمضان أن يكون الانسان أحسن حالا عما قبل رمضان وعن رمضان فانتبهوا.

اقرأ ايضا | معصية وارتكاب للذنوب.. داعية إسلامي: التهرب في الحج والعمرة حرام شرعاً

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة