خالد حمزة
خالد حمزة


تلك الخواطر .. التى!

آخر ساعة

الثلاثاء، 03 مايو 2022 - 11:24 ص

جبر‭ ‬الخواطر‭ . ‬ينجيك‭ ‬من‭ ‬جوف‭ ‬المخاطر‭ ‬ولأبى‭ ‬الطيب‭ ‬المتنبى‭ ‬مقطع‭ ‬شعر‭ ‬يقول‭:‬

لا‭ ‬خيل‭ ‬عندك‭ ‬تهديها‭ ‬ولا‭ ‬مال‭ / ‬فليسعد‭ ‬النطق‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تسعد‭ ‬الحال‭.. ‬وجلال‭ ‬الدين‭ ‬الرومى‭ ‬يقول‭: ‬وتراه‭ ‬فى‭ ‬جبر‭ ‬الخواطر‭ ‬ساعيا‭ / ‬وقلبه‭ ‬مكسور‭.. ‬أما‭ ‬شمس‭ ‬الدين‭ ‬التبريزى‭ ‬فيقول‭: ‬لعل‭ ‬ما‭ ‬ينجيك‭ ‬حينها‭ / ‬تلك‭ ‬الخواطر‭ ‬التى‭ ‬أجبرتها‭ .‬

وجبر‭ ‬الخواطر‭ ‬يبقيك‭ ‬حاضرا‭ ‬ومؤثرا‭. ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬الشاعر‭ ‬الفلسطينى‭ ‬محمود‭ ‬درويش‭: ‬أيقتلك‭ ‬الغياب‭ . ‬أنا‭ ‬يقتلنى‭ ‬الحضور‭ ‬الباهت‭ ‬الذى‭ ‬يشبه‭ ‬العدم‭.. ‬وفى‭ ‬الأثر‭ .. ‬أن‭ ‬امرأة‭ ‬مرت‭ ‬برجل‭ ‬وبيده‭ ‬عصا‭. ‬يرسم‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.. ‬فرق‭ ‬قلبها‭ ‬عليه‭. ‬وسألته‭: ‬ماذا‭ ‬تفعل‭ ‬هنا؟

قال‭: ‬أرسم‭ ‬الجنة‭ ‬وأقسمها‭ ‬إلى‭ ‬أجزاء‭. ‬فابتسمت‭ ‬وقالت‭ ‬له‭: ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬آخذ‭ ‬قطعة‭ ‬منها‭.. ‬كم‭ ‬ثمنها؟

نظر‭ ‬إليها‭ ‬وقال‭: ‬نعم‭ ‬يمكنك‭ . ‬القطعة‭ ‬بعشرين‭ ‬جنيها‭.. ‬وأعطته‭ ‬المرأة‭ ‬العشرين‭ ‬جنيها‭ ‬وبعض‭ ‬الطعام‭ .. ‬وذهبت‭.‬

وفى‭ ‬ليلتها‭ .. ‬رأت‭ ‬فى‭ ‬المنام‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الجنة‭.. ‬وفى‭ ‬الصباح‭ .. ‬روت‭ ‬الرؤيا‭ ‬على‭ ‬زوجها‭ . ‬وما‭ ‬جرى‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬الرجل‭ .. ‬فعاد‭ ‬الزوج‭ ‬إلى‭ ‬الرجل‭ . ‬ليشترى‭ ‬لنفسه‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬الجنة‭.. ‬قال‭ ‬له‭: ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أشترى‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬الجنة‭ .. ‬كم‭ ‬ثمنها؟‭ ..‬ورد‭ ‬الرجل‭: ‬لا‭ ‬أبيع‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬البضاعة؟‭.. ‬فتعجب‭ ‬الرجل‭. ‬وقال‭ ‬له‭: ‬بالأمس‭ ‬بعت‭ ‬قطعة‭ ‬لزوجتى‭ ‬بعشرين‭ ‬جنيها‭.. ‬فقال‭ ‬الرجل‭: ‬إن‭ ‬زوجتك‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تطلب‭ ‬الجنة‭ ‬بالعشرين‭ ‬جنيها‭..  ‬لقد‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬تجبر‭ ‬بخاطرى‭.‬

أما‭ ‬أنت‭ .. ‬فتطلب‭ ‬الجنة‭ . ‬والجنة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬ثمن‭!‬

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة