صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


البهجة القاتلة.. ملاهى الأطفال قد تتحول لكارثة مقابل «5 جنيهات»

هاجر زين العابدين

الخميس، 05 مايو 2022 - 03:41 م

      

◄بوابة أخبار اليوم  ترصد  ملاهي شعبية... بلا ملصقات تحدد عمر الطفل.. وبلا حزام أمان.. العاب متهالكة  والتحايل بالألوان لجذب الأطفال.. عدم وجود إسعافات أولية
◄خبير السلامة.. يجب الا تلوث البيئة.. وتقي من الصعق الكهربي.. وضد الحرائق


     وسط تلك الأجواء الأحتفالية بعيد الفطر المبارك  ستجد مساحة كبيرة من الأرض   بشبرا الخيمة بعد أن كانت مرتعاً للقمامة ، أصبحت تسع العديد من لعب الأطفال المبهجة، المزغرفة بأجمل الألوان التي تجذب الأطفال ، لتخفي الصدأ المنتشر علي جدرانها ، وسط أجواء من الأغاني المفرحة التي يسعد بها الأطفال ،وفي ظل ارتفاع  اسعار الملاهي الشهيرة ، وجدنا الملاهي الشعبية تفتح احضانها لأستقبال الأطفال وتتزين بأجمل أنواع  الزينة لتجذب اكثر وأكثر  ، وفي الحقيقة العامل الأكثر جذباً هو سعرها المنخفض فستجد أي لعبة بها بـ5 جنيه . 


تجولت بوابة أخبار اليوم  لتشارك الأطفال البهجة وتتأكد من سلامة هذه الألعاب التى تشهد إقبالاً كثيراً هذه الأيام  ومن  داخل أحد الأماكن بشبرا الشهيرة بهذه الألعاب ، وجدنا انها بالية جداً ويتحايلون علي الكسور التي بها بالزينة ، فلايهم سلامة الأطفال ، فضلاً عن وجود العاب لا يفضل ان تحتوي علي عدد كبير من الأطفال مثل المنطاد ، ولكننا وجدنا صاحب اللعبة يدخل أكثر من طفل ، للتخلص من التزاحم وبالفعل حدث ماكنا نخشاه ، فوجدنا طفل يصرخ ليس من الفرحة ولكنه صراخ مزعج نتيجة انه أثناء القفز وقع عليه طفل أخر مما أدي لألتواء قدمة.

منطاد متهالك 

أقتربنا  أكثر لنري اللعبة عن قرب وجدنا أن المنطاد مكون من طبقتين من الشبك يستند علي معدن حلزوني  "سوست معدن" ولكن هناك تأكل في الشبكة السفلية وتظهر لنا وضوح الشمس.  وبالنظر للأرضية التي تستند عليها اللعبة وجدناها غير ممهدة وتمتلئ بالقمامة وقطع من الزجاج . فتوجهنا لصاحب اللعبة وأخبرناه عن تلك المخاوف التي رأيناها ، أكد ان اللعبة علي مايرام ، وبالسؤال عن حدوث قطع في الشبك فسيسقط الأطفال علي الأرض الغير ممهدة المتتلئة بالقمامة وتصبح الأصابة بالغة، كرر إجابته انها علي مايرام في إشارة من يدة تدل علي التأكد التام من متانتها. مشيراً أن القمامة التي تقع تحت اللعبة بفعل الأطفال وكذلك زجاجات العصير، فنحن قبل ان ننصب اللعب قمنا بتنظيف المكان جيداً . 


ووجدنا منطاد كبير يستخدم للتزحلق ، ويلهو الأطفال به وهم في غاية السعادة ، ووجدنا عدم أهتمام كبير من صاحب اللعبة وكل مايشغل باله هو جمع حق التذاكر فقط.  فوجدنا سبعة أطفال يتسابقوا في الصعود ، وهذا مخالف لحجم اللعبة ومن المفترض ان يصعد طفلين فقط حتي لا يندفعوا مرة واحدة عند النزول مما يسبب عواقب وخيمة. ودُهشنا عندما رأينا طفلين يصعدان من المكان المخصص لنزول الأطفال ، في غياب تام من صاحب اللعبة. 
وبأستكمال جولتنا علمنا من صاحب عربة الفيشار أنه كان يوجد لعبة" سباق السيارات" وتم إزالة اللعبة نتيجة لحدوث إصابات كبيرة جراء التصادم الحاد بين العربات ، ونظراً لكونها مُصنعة من الحديد الصلب ، فنتج عن التصادم نزيف شديد لأحد الأطفال ، ومنذ تلك الحادث قرر صاحبها أن يتخلي عنها .

اقرأ ايضاً :العيد في المحافظات عادات وطقوس.. «كورنيش» الإسكندرية ومراكب سوهاج

كراسى طائرة بحزام امان متهالك 


وقال أحمد محمد صاحب لعبة الكراسي الطائرة ،أن السلاسل متينة وتكفي لحمولة الأطفال ، وبالسؤال عن صيانة اللعبة ، نظر بأستغراب وكأن السؤال وقع علي سمعة ولم يجد إجابة سوي انه يتمم علي اللعبة ، كل يوم وإذا صدر منها صوت يكفي بتشحيمها.  ولاحظنا عدم متانة حزام للأمان ، فأوضح انه لا يشغل اللعبة بسرعة عالية فهي بها مستويات مختلفة من السرعات ولكنه في حالة التزاحم يعمل بسرعة واحدة فقط حتي لا يهلك اللعبة ، مضيفاً ان المستوي الذي يشغل به اللعبة لا تحتاج لحزام أمان.،ورغم ان اللعبة مخصصة للأطفال فقط إلا انه عندما أقتربت منه فتاتان في مقتبل العشرينات وافق علي إدخالهم اللعبة.


وبالتجول أكثر وأكثر لفت انتباهنا عدم وجود ملصقات  تحدد العمر المسموح ، او تحذير من أي شخص يستخدم اللعبة ويعاني من أمراض ما . 
فضلاً عن عدم وجود مسافات مناسبة بين كل لعبة والتي تجاورها بل تجد الألعاب متجاورة حد الأقتراب الذي يسبب ضرر كبير ، فنجد ان المسافة بين المنطاد ولعبة الكراسي الطائرة صغير وعندما تعمل لعبة الكراسي قد يؤدي للإطاحة بأحد الأشخاص التي تقف امام المنتطاد في حالة عدم أخذ الحذر الكافي. ولم نجد أي إسعافات أولية. 


المواصفات القياسية 


وأكد محمد فهمي مدير الأدارة الهندسية  بأحد الأماكن الكبري للألعاب الأطفال والحاصلة علي ترخيص ، أنه قبل ان يجلب أي لعبة أطفال داخل مدينة الملاهي يقوم أولاً بأستيردها من إحدي الشركات الكبرى المتبعة للمواصفات القياسية ويكون مرفق   معها كتالوج يوضح خصائصها ويحتوي علي كل تفاصيل اللعبة ، ثم يتم عرضهاعلي الجهات المختصة لأخذ موافقة باللعبة.  وسحب عينه منها وفي حالة التأكد من سلامتها الأمنية ومطابقة للمواصفات والمعايير ، وأحتوائها علي كتاب خاص بها يوضح أوقات صيانتها إن كانت يومية ، أسبوعية أم شهرية. مع التدريب الكافى للعامل الذى يتعامل معها ويكن على دراية بمخاطرها وكيفية التعامل معها ، مع تدوين ملاحظاتة يومياً وابلاغنا بها ،فضلاً عن أستخدام قطع الغيار الأصلية لها. 
مشيراً ان اخر لعبة تم رفضها من هيئة الدفاع المدني ، كانت تحتوي علي مسدسات ، وتم رفضها لأسباب قد تكون سبب في تعليم الأطفال العنف. 


السلامة المهنية 


 وأوضح أحد المختصين  بالسلامة المهنية أن أي لعبة تدخل مصر لابد ان تمر علي هيئة الدفاع المدني وإدارة الدفاع عن الحرائق ، وإدارة السلامة المهنية. 
للتأكد من سلامة اللعبة وكونها مصممة ضد الحرائق ، والأنفجارات ، وتحمي من الصواعق الكهربائية ، ولا تسبب أي تلوث للبيئة. 
أما عن المكان التي توضع فيه الألعاب ، نراعي ان تكون مسافات مناسبة بين الألعاب حسب كل لعبة في جدولها والمسافة التي يجب أن تبعد بها عن غيرها من الألعاب، و تصمم الأرضيات بشكل يتناسب مع الأطفال مع وجود إسعافات أولية بالمكان ، وطفايات للحرائق. 

أسعارها  على قد الايد 

أكدت ام منه انها أول مرة ، تتردد علي الملاهي الشعبية لأرتفاع اسعار الملاهي الشهيرة  التي وصل سعرها ل150 جنيها وأكثر  ،خاصة انها هنا في زيارة لأحد أقاربها . ورأت الملاهي واخذت الأطفال لتشعرهم ببهجة العيد وهي تري أن الملاهي لابأس بها وتكفي الغرض. 
وأشارت أم محمد إمرأة ثلاثينية تأتي بصحبه أولادها الثلاثة.  فهي تري أن الملاهي تفتقر عنصر الأمان فلا يوجد حزام أمان للأطفال حتي لا يقع أي طفل أثناء التزاحم او تشغيل اللعبة ، لذلك تأتي معهم كي يهدأ قلبها . خيفة من أن يصاب أحد أطفالها بمكروه فهي تري أن هناك فوضي عارمة وعدم وجود تنظيم مما أدي إلي حدوث إصابات بسيطة بين الأطفال مثل التصادم ببعضهم البعض  ، مع وجود بعض الجروح.
وأكد محمد احد الاهالى انه يتردد على المكان بصحبه ابناءه الثلاثة ، مقترحا ان يرتفع سعر التذكرة قليلا فى سبيل الحصول على خدمة جيدة امنة ، فهو دائما يقع بين حيرة الملاهى الشهيرة التى وصل سعرها ل150 جنيها للفرد وبين الملاهى الشعبية التى يبلغ تكلفتها كلياً 30 جنيه للفرد  

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة