كرم جبر
كرم جبر


إنهــا مصـــــــر

مؤامرة الهدنة

كرم جبر

الجمعة، 06 مايو 2022 - 07:45 م

 سنة 1948 قبلت الدول العربية الهدنة رغم تفوقها العسكرى على العصابات الصهيونية المسلحة، وكانت الاخيرة هى المستفيد الاول والاخير .. استعادت انفاسها ورتبت اوراقها، وكانت نقطة تحول خطيرة .


     كانت الهدنة فرصة كبيرة لاستلام العصابات الصهيونية شحنات كبيرة من الاسلحة من تشيكوسلوفاكيا، 25 الف بندقية و5 آلاف مدفع، وتعويض الخسائر البشرية ليصل عدد افراد العصابات الى 65 الفا بعد ان كانوا قبل الهدنة 30 الفا فقط .
وسقطت فلسطين


وحاول الاخوان تطبيق نفس السيناريو عام 2013، وطلبوا مهلة لمدة عام لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تنفيذا لمطالب الشعب،وتصدى لهم الجيش العظيم. 
« مؤامرة الهدنة» 


 كانت ميليشيات الشاطر تستكمل تدريب عناصرها، وتجهز أسلحتها وتعلن النفير العام استعدادا لمواجهة دموية شرسة، ورصدت الأجهزة الأمنية محاولات تسلل جماعية من عناصر حركة حماس لدخول سيناء، والاشتراك فى أم المعارك، كما فعلوا فى 25 يناير، وأعد مكتب الإرشاد قائمة طويلة بأسماء عسكريين ورجال أمن وإعلاميين وقضاة وشخصيات عامة يتم اعتقالهم، فى حملة ترويع غير مسبوقة فى تاريخ مصر.


وأصدرت التنظيمات الإخوانية الإرهابية بيانات متتالية، تدعو بالحرف الواحد إلى نصب أعواد المشانق فى الميادين العامة، استعدادا لاستقبال رءوس العلمانيين الكفرة والصليبيين، وإطعام جثثهم النجسة للذئاب والكلاب المسعورة، وأصبح المشهد هو التمهيد لمذبحة مروعة على غرار ما تفعله داعش فى سوريا والعراق، إيذانا بحرب أهلية تحرق الأخضر واليابس، وتغرق البلاد فى بحور الدماء، وتفكك أركان الدولة ومؤسساتها، حتى تتمكن الجماعات الإرهابية من السيطرة عليها.


كانوا يدركون جيدا ان الحرب الاهلية هى الوسيلة الوحيدة لاستمرارهم فى حكم مصر، بعد ان خرج الشعب بالملايين مناديا برحيلهم ومسقطا شرعيتهم .
ووقف الزمن يحبس أنفاسه انتظارا لما يحدث فى مصر، فإما أن تضيع إلى الأبد، وإما أن تنقذها العناية الإلهية وإرادة شعبها وجيشها، وكانت يد الله فوق أيدى الأشرار المتآمرين، وفى التاسعة مساء 3 يوليو2013، وبعد انتهاء مهلة الـ 48 ساعة التى منحتها القوات المسلحة للقوى السياسية، لتحمل أعباء الظرف التاريخى، أعلن وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسى إنهاء حكم المعزول مرسى، وأن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد، لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ووقف العمل بالدستور المشبوه.


   وعقب إلقاء البيان، قام شيخ الأزهر أحمد الطيب بإلقاء كلمة أعقبه البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، وأعلن السيسى خارطة مستقبل، تتضمن تشكيل حكومة كفاءات وطنية، تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، تشكيل لجنة مراجعة التعديلات الدستورية على دستور 2012، ومناشدة المحكمة الدستورية العليا إقرار قانون انتخابات مجلس النواب، والبدء فى إجراءات الانتخابات.


وكتب لمصر عمر جديد، وانفجرت مظاهرات الفرح فى الشوارع، وعادت الابتسامة للوجوه الحزينة والقلوب الخائفة، وبدأت الدولة تسترد هيبتها وقوتها واحترامها، بينما ظلت الجماعة الإرهابية محشورة فى مقبرة الخيانة والعمالة والتفريط، ومعها بعض القوى الانتهازية ونشطاء التجسس والدولار، وفلاسفة التحاليل السوداء الذين اختفوا من الساحة تصحبهم لعنات الناس، بعد أن كانوا نجوما زائفة يملأون الأرض والفضاء.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة