انتصار دردير
انتصار دردير


صباح الفن

جزء ثان من «بطلوع الروح»

إنتصار دردير

الجمعة، 06 مايو 2022 - 08:54 م

جاءت الحلقة الأخيرة من مسلسل «بطلوع الروح» بنهايات مفتوحة لأبطاله، وربما أيضا صادمة  للبعض فيما يتعلق بالقيادي الداعشي أبو أسامة (أحمد السعدنى) وقائدة لواء الخنساء (إلهام شاهين) وأتباعهما الذين غادروا الرقة شبه منتصرين ليقيموا دولة الخلافة من جديد فى قرية الباغوز السورية، ودفعت النهاية بالبطلة «روح» للسفر إلى لبنان، كمحطة أولى لخروجها من الكابوس، هذه النهايات المؤقتة تستدعى ضرورة تقديم جزء ثان منه لأن القضية شائكة ومتشعبة ولم تتسع 15 حلقة لاستيعابها.


وإذا كانت المخرجة القديرة كاملة أبو ذكري قد رفضت قبل عامين  تقديم جزء ثان من المسلسل الكوميدى «بـ 100 وش»  بعد نجاحه الكبير، رغم مطالبات عديدة من الجمهور وحماس أبطاله وشركة الانتاج لذلك، لكن كاملة رفضت مبدأ استثمار النجاح، مؤكدة  أنه لابد أن يكون الجزء الثان أقوى من الأول، وأن يستند لفكرة جديدة و خطوط درامية مختلفة. 


لكن الوضع مختلف تماما فى مسلسل»بطلوع الروح»، أولا لأهمية وخطورة القضية التي طرحها والملفات الشائكة التى فتحها فيما يتعلق بجماعات الإرهاب المسلح التى تحولت إلي دويلات لها قوانينها ولها أساليبها فى استقطاب الشباب وتجنيدهم، وكشف سيناريو العمل الذى كتبه محمد هشام عبية كيف اتخذوا من الدين ستارا لأعمالهم ومواقفهم المشبوهة، وهم مجرد مرتزقة ينشرون الفوضى بإسم الدين ويتقاضون الملايين مقابل ذلك من دول وكيانات هدفها هدم الأوطان وتقسيمها.


قادت كاملة  فريق عملها وأدارته بحرفية عالية، واختارت أبطالها بوعى كبير فقدموا أروع أداء، وحلقت منة شلبى بموهبتها معبرة عن  مشاعر وأحاسيس الزوجة  المختطفة والأم التى تسعى لإنقاذ طفلها المريض، وتوحدت إلهام شاهين مع شخصية أم جهاد معبرة عنها بكل قسوتها وجبروتها، ولم يشغلها مساحة دورها بل تحمست لأهمية القضية التى يطرحها، وأعادت كاملة اكتشاف أحمد السعدني، ومحمد حاتم، وتحقق للعمل عناصر فنية كبيرة ساهمت فى نجاحه، من تصوير»نانسي عبد الفتاح» ومونتاج «منى ربيع» وموسيقى«تامر كروان»، وملابس «ريم العدل» وإنتاج ضخم»المنتج اللبنانى صادق صباح».
لقد نجح مسلسل «بطلوع الروح» فى كشف الكثير من كواليس داعش وجماعات الإرهاب  المسلح بمدينة الرقة متوغلا فى قضية خطيرة، وهوعمل يحترم عقلية المشاهد ويقدم رسائل مهمة، ولا أقل من أن يستكمل ما بدأه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة